500 ضربة من الجو والبر تستهدف درعا... ومقتل 14 عنصراً لـ«حزب الله»

«أسود الشرقية» يسقط طائرة للنظام في ريف دمشق الشرقي ومصرع قائدها

حطام طائرة حربية للنظام السوري أسقطت أمس في منطقة دكوة بريف دمشق نشرها جيش أسود الشرقية
حطام طائرة حربية للنظام السوري أسقطت أمس في منطقة دكوة بريف دمشق نشرها جيش أسود الشرقية
TT

500 ضربة من الجو والبر تستهدف درعا... ومقتل 14 عنصراً لـ«حزب الله»

حطام طائرة حربية للنظام السوري أسقطت أمس في منطقة دكوة بريف دمشق نشرها جيش أسود الشرقية
حطام طائرة حربية للنظام السوري أسقطت أمس في منطقة دكوة بريف دمشق نشرها جيش أسود الشرقية

صعّد النظام السوري وحلفاؤه حملتهم العسكرية على محافظة درعا، التي تعرّضت مناطقها لقصف جوي ومدفعي وصاروخي غير مسبوق، وصل إلى 500 ضربة منذ صباح السبت. واتهمت المعارضة طائرات الأسد بارتكاب مجزرة في مدينة طفس بريف درعا، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، إثر غارات استهدفت منازل المدنيين بشكل متعمّد.
ومع هذا التصعيد المتجدد للقصف البري والجوي أمس الاثنين على مدينة درعا، يرتفع إلى نحو 500، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي وثقه من ضربات مدفعية وصاروخية وجوية وغارات من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها والطائرات المروحية والحربية على مدينة درعا، منذ فجر السبت الماضي، وهي 52 غارة نفذتها الطائرات الحربية والمروحية، و145 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام، و110 براميل متفجرة ألقتها مروحيات النظام على المدينة، إضافة لقصف بـ190 قذيفة مدفعية وصاروخية على الأقل، ما تسبب في وقوع شهداء وجرحى وبدمار كبير في ممتلكات مواطنين.
وفي وقت شهدت أحياء درعا البلد معارك كرّ وفرّ بين فصائل المعارضة، وبين قوات النظام و«حزب الله» اللبناني، الذي حشد المئات من مقاتليه، أعلن «جيش أسود الشرقية» في البادية الشرقية، عن إسقاط طائرة حربية للنظام بواسطة مضادات للطائرات، ما أسفر عن تحطمها ومقتل الطيار الذي سقط فيها وتحوّلت جثته إلى أشلاء.
وقال «الائتلاف الوطني السوري» إن «فصائل الجيش السوري الحر تمكنت من إفشال محاولة تسلل لقوات النظام والميليشيات الإيرانية و(حزب الله) الإرهابي باتجاه مواقع سيطرتهم في درعا، وذلك بعد معارك استمرت لأكثر من 12 ساعة تكبدت خلالها قوات النظام وميليشيات تقاتل معها خسائر بشرية كبيرة».
وتعرّضت محافظة درعا لقصف مكثّف جداً، استهدف بشكل مركّز، درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا، وأطراف مدن الحارة، ونوى وأنخل وجاسم وبلدتي أم المياذن والغارية الغربية، ما خلف عددا من الجرحى بين المدنيين. وعزا ناشطون هذه الحملة إلى «نية قوات الأسد وميليشيات (حزب الله) التي وصلت في الأيام الماضية والحشود الكبيرة التي أصبحت في المحافظة، للسيطرة على مدينة درعا بالكامل، وإجبار باقي المدن والبلدات على إبرام مصالحات يتبعها تهجير إلى الشمال السوري».
وتتعدد الأسباب التي استدعت هذا التصعيد غير المسبوق، وأوضح الإعلامي المعارض في درعا عبد الحميد ناصير، أن غارات النظام «تستهدف خطوط المواجهة الخاضعة لسيطرة مناطق الجيش الحرّ في درعا، بهدف إضعافها وتشتيت قواته، كخطوة أولى، ليحاول بعدها التقدم في مرحلة لاحقة». وأكد ناصير لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يريده النظام والميليشيات الشيعية في هذه المرحلة، ليس استعادة حي المنشية والمناطق التي خسرها في درعا البلد، إنما يسعى عبر هذا التصعيد، على جبهة طريق السدّ، ومخيم درعا وبلدة النعيمة، لقطع الطريق على الثوار، ووقف تقدمهم إلى مناطق جديدة»، مشيراً إلى أن النظام «فوّض ميليشيات (حزب الله) اللبناني، ومن معها من الميليشيات الإيرانية بالمهمة الأساسية، بعدما تكبّد خسائر كبيرة في الشهرين الماضيين».
وعرضت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» صوراً لجثث وأشلاء، قالت إنها تابعة لعناصر «حزب الله»، قتلوا في حي مسكنة في درعا، ضمن معركة «الموت ولا المذلة». ونشرت أسماء عدد منهم.
وتشهد مدينة درعا منذ الأحد، معارك عنيفة بين فصائل المعارضة والميليشيات الشيعية في جبهات مخيم درعا وحي المنشية وسجنة، حيث حاولت الأخير التقدم على هذه الجبهات، لكن مقاتلي المعارضة تصدّوا لها، وتمكنوا من قتل عدد من عناصر القوات المهاجمة.
بدوره أعلن المرصد السوري، أن «14 عنصراً على الأقل من مقاتلي (حزب الله) اللبناني، قتلوا جراء استهداف أحد مقراتهم في مدينة درعا، بصاروخ وقذائف عدّة، من قبل فصائل المعارضة في المدينة، وإثر استهداف آليات للحزب في منطقة البادية السورية»، مشيراً إلى أن «الاستهدافات أوقعت عدداً من الجرحى، إصابات بعضهم خطرة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «15 مقاتلاً من الفصائل قضوا ونحو 10 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هذه المعارك».
بالموازاة، أفادت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، بأن الطائرات الحربية شنّت أمس غارات جوية استهدفت المدنيين في مدينة طفس، «وراح ضحيتها أكثر من 9 شهداء وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال، بعضهم إصابته خطرة جداً، ما قد يرفع عدد الشهداء»، مشيرة إلى أن «بعض الشهداء ما زالوا مجهولي الهوية؛ نظراً لاحتراق جثثهم بالكامل، ما صعب عملية التعرف عليهم».
في المقابل، أفادت وكالة «سانا» بإصابة 11 شخصا بينهم امرأتان وطفل رضيع بجروح جراء استهداف المجموعات المسلحة حيي الكاشف وشمال الخط السكنيين في مدينة درعا بالقذائف الصاروخية. كما تحدثت الوكالة الرسمية عن مقتل طفلة وإصابة 7 آخرين بجروح جراء استهداف المجموعات المسلحة منطقة ضاحية درعا ومحطة تحويل النعيمة للطاقة الكهربائية بالقذائف الصاروخية بالريف الشرقي.
وبالتزامن مع احتدام المعارك في درعا، تمكن «جيش أسود الشرقية»، التابع للجيش الحرّ، من إسقاط طائرة حربية للنظام من نوع «ميغ 21» في منطقة تل دكوة في ريف دمشق الشرقي، حيث عثر على جثّة الطيار متفحمة، بعد سقوطه فيها. وكشف سعد الحاج المتحدث باسم «جيش أسود الشرقية»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الطائرة «أسقطت بواسطة سلاح مضاد للطائرات». وقال: «هذه العملية تعدّ الثمرة الأولى لنتائج شبكة مضادات الطيران التي نصبها (جيش أسود الشرقية) لحماية المنطقة»، واعداً بـ«مفاجآت في الأيام المقبلة». وأوضح سعد الحاج أن «جثّة الطيار عثر عليها متفحمة وعبارة عن أشلاء على مقربة من مكان سقوط الطائرة، بعدما سقط بالطائرة ولم يتمكن من الهبوط بالمظلّة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.