نجاح أمني في أول جمعة من رمضان بالمسجد الحرام

عشرات آلاف الفلسطينيين حضروا للصلاة في القدس

جانب من صلاة الجمعة في الحرم المكي- فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة خارج قبة الصخرة في المسجد الأقصى بالقدس أمس (رويترز)
جانب من صلاة الجمعة في الحرم المكي- فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة خارج قبة الصخرة في المسجد الأقصى بالقدس أمس (رويترز)
TT

نجاح أمني في أول جمعة من رمضان بالمسجد الحرام

جانب من صلاة الجمعة في الحرم المكي- فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة خارج قبة الصخرة في المسجد الأقصى بالقدس أمس (رويترز)
جانب من صلاة الجمعة في الحرم المكي- فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة خارج قبة الصخرة في المسجد الأقصى بالقدس أمس (رويترز)

أدت جموع المصلين من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين اليوم صلاة أول جمعة في شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام وسط أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والأمان والراحة والاستقرار، الذين أتوا من داخل المملكة وخارجها لأداء مناسك العمرة، وامتلأت أروقته وأدواره وساحاته وبدرومه بالمصلين وامتدت صفوفهم إلى الطرقات المؤدية إليه.
وتمكن قاصدو بيت الله الحرام من المصلين والزوار والمعتمرين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان وسط منظومة من الخدمات المتميزة التي حرصت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية على تحقيقها وتوفيرها لهم بما يتوافق مع تطلعات ولاة الأمر في السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد وولي ولي العهد.
وقامت جميع الأجهزة المعنية بتنفيذ خططها التي أعدتها على أرض الواقع وفق ما هو مرسوم لها والعمل بروح الفريق الواحد وجندت كل إمكاناتها البشرية والآلية لتقديم هذه الخدمات.
ووفرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عدداً من الخدمات، منها خدمة التوجيه والإرشاد التي تعنى بتوعية العمار والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح، وترجمة خطبة الجمعة لعدد من اللغات، وتوفير خدمات العربات لذوي الحاجات الخاصة وتهيئة مداخل مخصصة للعربات، وتهيئة الفرش والعربات الكهربائية الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار، وتنظيم دخول وخروج المصلين، وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها، بالإضافة إلى كل ما يساعد قاصدي الحرمين الشريفين على أداء نسكهم.
كما تمت تهيئة الدخول لصحن المطاف من باب الملك عبد العزيز، ومن الجهة الغربية للمسجد الحرام من الدور الأرضي لتوسعة الملك فهد «رحمه الله»، ومن الجهة الشرقية من خلال باب السلام بقبو المسعى وأبواب المسعى الأرضي؛ وذلك تيسيراً لدخول وخروج قاصدي الحرم المكي الشريف وكذلك الاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة (التوسعة الشمالية) وتجهيز أكثر من 8441 وحدة من وحدات دورات المياه وأكثر من 6000 ميضأة موزعة في ساحات المسجد الحرام وساحات المسجد النبوي، وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها كل معتمر وزائر للحرمين الشريفين.
وأدى عشرات آلاف الفلسطينيين المسلمين الصلاة في أول جمعة من شهر رمضان أمس في المسجد الأقصى في القدس، التي وضعت تحت حماية أمنية مشددة.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية أعدادا كبرى من عناصرها على مداخل المدينة القديمة في القدس المؤدية إلى الحرم القدسي. وكانت مروحيات تحلق فوق المنطقة، فيما أغلقت غالبية الطرق أمام حركة السير. وأعلن متحدث باسم الأوقاف الإسلامية في القدس أن عدد المصلين الذين أدوا صلاة أول يوم جمعة في رمضان وصل إلى نحو 250 ألفا، في حين قدرت الشرطة الإسرائيلية عددهم بمائة ألف.
وتوافد رجال ونساء منذ ساعات الصباح الأولى الجمعة بشكل متواصل لكنه منفصل، إلى الحاجز الإسرائيلي المحصن في قلنديا، أبرز نقطة عبور للفلسطينيين بين الضفة الغربية المحتلة والقدس، للتوجه بعد ذلك إلى الحرم القدسي على بعد كيلومترات إلى الجنوب.
وكان عشرات الشبان الذين يحظر عليهم العبور، يراقبون مرورهم عن بعد.
وأكدت كفاية شريدي (40 عاما) القادمة من نابلس، أهمية صلاة يوم الجمعة الأول من شهر رمضان في القدس. وقالت: «من المهم بالنسبة إلينا أن نصلي في الأقصى وعدم التخلي عنه»، معبرة عن القلق السائد لدى الفلسطينيين المسلمين بأن تسيطر إسرائيل في نهاية المطاف بشكل كامل على الحرم القدسي، وفق ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال عبد الجواد نجار (61 عاما) الذي قدم أيضا من نابلس، إنّه «واجب أن نصلّي في الأقصى مهما كانت الصعوبات والعراقيل» في معرض حديثه عن القيود التي تفرضها إسرائيل.
وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، إنه سمح للفلسطينيين من الضفة الغربية بالصلاة في المسجد الأقصى «من دون تصاريح خصوصا للرجال من الفئة العمرية البالغة أربعين عاما وما فوق». كما سمحت للنساء بذلك دون تصاريح دخول.
كما سمحت بدخول الفتيان حتى سن 12 عاما من دون تصريح، وسمحت للرجال بالحصول على تصاريح للذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثين إلى أربعين عاما بتصريح خاص. ولا يسمح عادة بدخول الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية القدس إلا بتصاريح خاصة إما للعمل أو للعلاج، أو تصاريح بمناسبات دينية مختلفة.
ودخل اليوم الجمعة مائة فلسطيني من قطاع غزة للصلاة في المسجد الأقصى. وتم نقل المصلين من المعابر في باصات خاصة إلى المدينة المقدسة. وتابعت المتحدثة باسم الشرطة أن «مفوض الشرطة روني الشيخ وصل إلى البلدة القديمة لتقييم ومتابعة سير عمل الشرطة للسماح للمصلين بالوصول وممارسة حرية العبادة». وأكد مفوض الشرطة تعزيز الإجراءات الأمنية في ضوء التحديات الأمنية الراهنة في المنطقة، وخصوصا في مدينة القدس. مشيرا إلى أن الشرطة اتخذت كل التدابير «للحفاظ على الأمن والنظام مع ضمان الحياة الطبيعية لجميع سكان المدينة».



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.