فيلمان عن حكايات البحر... وأحدهما غرق

أفلام الأسبوع

جوني دب في «قراصنة الكاريبي 5»
جوني دب في «قراصنة الكاريبي 5»
TT

فيلمان عن حكايات البحر... وأحدهما غرق

جوني دب في «قراصنة الكاريبي 5»
جوني دب في «قراصنة الكاريبي 5»

حمل مطلع هذا الأسبوع أخباراً غير مفرحة بالنسبة لشركة باراماونت وصانعي فيلم «بايووتش» (Baywatch)، فالفيلم المأخوذ عن مسلسل تلفزيوني شهد في السبعينات والثمانينات إقبالاً كبيراً بين مشاهدي الشاشة الصغيرة، أخفق في جذب الجمهور الكبير على غير ما توقع الجميع.
فالمحصلة النهائية للويك - إند (من الجمعة إلى نهاية يوم الأحد) بلغت 18‪,‬907‪,‬121 دولار وهي ارتفعت إلى حدود الـ23 مليون دولار ما بين الاثنين والأربعاء (يوم أمس) وذلك بمعدل باهت قدره نحو 5000 دولار لكل صالة قامت بعرضه في الولايات المتحدة وكندا 3647 صالة.
الفيلم الكوميدي أخرجه سث غوردون بميزانية تبلغ 70 مليون دولار أي أن عليه تحقيق ضعف ذلك المبلغ ونصف الضعف لكي يعتبر رابحاً والسوق الدولية عادة ما تضن على الأفلام الكوميدية الأميركية كونها غالباً ما تبقى ذات منطلقات وسلوكيات محلية تماماً على عكس أفلام الخيال العلمي والكوميكس حيث المشاهد القائمة على الحركة والمطاردات أقوى من تُحد بثقافة ما.
إذ غرق «بايووتش»، الذي يتحدث عن حراس الشواطئ ويقود بطولته دواين جونسون وزاك إفرون وعدد من الحسناوات، في البحر القريب وحط ثالثاً في سباق القمّـة، كاد «قراصنة الكاريبي 5» أن يفعل الشيء نفسه لولا أن الطبع غلب التطبّـع وانجرف جزء من الجمهور المعني إليه فحقق المركز الأول لكن بإيراد يبلغ 63 مليون دولار فقط. فيلم ديزني هذا انتشر فوق 4276 صالة حصة كل صالة بلغت نحو 14 ألف و300 دولار.
كان المراد، بالنسبة للجزء الخامس من حكايات القراصنة التي يقودها جوني دب، أن يتشابه وإيرادات الأجزاء السابقة. بالمقارنة مع الجزء الرابع الذي خرج سنة 2011 يأتي الفيلم الجديد أضعف بنحو 30 مليون دولار عما سجله الجزء السابق في أسبوع افتتاحه (أكثر من 90 مليون دولار بقليل).
من ناحيته، حافظ «حراس المجرة 2» (ديزني أيضاً) على موقعه في المركز الثاني مسجلاً حتى الآن، ومن السوق الأميركية - الكندية وحدها 443‪,‬223‪,‬048 دولار.
لا تقع أحداث هذا الفيلم في البحر بل في الكواكب البعيدة كما يذكر عنوانه، كذلك حال فيلم ريدلي سكوت Alien‪:‬ Covenant الذي كان من المفترض به أن يعيد إحياء السلسلة الفضائية المرعبة التي بدأت سنة 1979. لكن «غريب: ميثاق» (فوكس) كان حط في الأسبوع الماضي ضعيفاً وتبلور اليوم بإيراد لا يتجاوز الستين مليون دولار.
المشترك بين هذه السقطات المذكورة (باستثناء «حراس المجرة 2»، هو أنها لم تلق بالا كبيراً من قبل النقاد. يحيلنا موقع meteoritic إلى أن 11 ناقداً فقط منح «قراصنة الكاريبي 5» تقديراً إيجابياً في حين بل عدد النقاد الذين امتزجت آرائهم 21 ناقداً بالإضافة إلى 12 ناقداً أصدروا الحكم على القراصنة بالإعدام.
بالنسبة إلى «بايووتش»، هناك ثلاثة فقط أحبوا الفيلم (بينهم ناقد «تايم آوت نيويورك» الذي عادة يحب كل الأفلام) مقابل 20 ناقداً خرج بانطباعات مختلطة و20 آخرين منحوه درجات تقييم سفلى.



هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
TT

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)

عاش نقادُ وصحافيو السينما المنتمون «لجمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (كنت من بينهم لقرابة 20 سنة) نعمة دامت لأكثر من 40 عاماً، منذ تأسيسها تحديداً في السنوات الممتدة من التسعينات وحتى بُعيد منتصف العشرية الثانية من العقد الحالي؛ خلال هذه الفترة تمتع المنتمون إليها بمزايا لم تتوفّر لأي جمعية أو مؤسسة صحافية أخرى.

لقاءات صحافية مع الممثلين والمنتجين والمخرجين طوال العام (بمعدل 3-4 مقابلات في الأسبوع).

هذه المقابلات كانت تتم بسهولة يُحسد عليها الأعضاء: شركات التوزيع والإنتاج تدعو المنتسبين إلى القيام بها. ما على الأعضاء الراغبين سوى الموافقة وتسجيل حضورهم إلكترونياً.

هذا إلى جانب دعوات لحضور تصوير الأفلام الكبيرة التي كانت متاحة أيضاً، كذلك حضور الجمعية الحفلات في أفضل وأغلى الفنادق، وحضور عروض الأفلام التي بدورها كانت توازي عدد اللقاءات.

عبر خطّة وُضعت ونُفّذت بنجاح، أُغلقت هذه الفوائد الجمّة وحُوّلت الجائزة السنوية التي كانت الجمعية تمنحها باسم «غولدن غلوبز» لمؤسسة تجارية لها مصالح مختلفة. اليوم لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة بعدما فُكّكت وخلعت أضراسها.

نيكول كيدمان في لقطة من «بايبي غيرل» (24A)

مفاجأة هوليوودية

ما حدث للجمعية يبدو اليوم تمهيداً لقطع العلاقة الفعلية بين السينمائيين والإعلام على نحو شائع. بعضنا نجا من حالة اللامبالاة لتوفير المقابلات بسبب معرفة سابقة ووطيدة مع المؤسسات الإعلامية المكلّفة بإدارة هذه المقابلات، لكن معظم الآخرين باتوا يشهدون تقليداً جديداً انطلق من مهرجان «ڤينيسيا» العام الحالي وامتد ليشمل مهرجانات أخرى.

فخلال إقامة مهرجان «ڤينيسيا» في الشهر التاسع من العام الحالي، فُوجئ عدد كبير من الصحافيين برفض مَنحِهم المقابلات التي اعتادوا القيام بها في رحاب هذه المناسبة. أُبلغوا باللجوء إلى المؤتمرات الصحافية الرّسمية علماً بأن هذه لا تمنح الصحافيين أي ميزة شخصية ولا تمنح الصحافي ميزة مهنية ما. هذا ما ترك الصحافيين في حالة غضب وإحباط.

تبلور هذا الموقف عندما حضرت أنجلينا جولي المهرجان الإيطالي تبعاً لعرض أحد فيلمين جديدين لها العام الحالي، هو «ماريا» والآخر هو («Without Blood» الذي أخرجته وأنتجته وشهد عرضه الأول في مهرجان «تورونتو» هذه السنة). غالبية طلبات الصحافة لمقابلاتها رُفضت بالمطلق ومن دون الكشف عن سبب حقيقي واحد (قيل لبعضهم إن الممثلة ممتنعة لكن لاحقاً تبيّن أن ذلك ليس صحيحاً).

دانيال غريغ في «كوير» (24A)

الأمر نفسه حدث مع دانيال كريغ الذي طار من مهرجان لآخر هذا العام دعماً لفيلمه الجديد «Queer». بدءاً بـ«ڤينيسيا»، حيث أقيم العرض العالمي الأول لهذا الفيلم. وجد الراغبون في مقابلة كريغ الباب موصداً أمامهم من دون سبب مقبول. كما تكرر الوضع نفسه عند عرض فيلم «Babygirl» من بطولة نيكول كيدمان حيث اضطر معظم الصحافيين للاكتفاء بنقل ما صرّحت به في الندوة التي أقيمت لها.

لكن الحقيقة في هذه المسألة هي أن شركات الإنتاج والتوزيع هي التي طلبت من مندوبيها المسؤولين عن تنظيم العلاقة مع الإعلاميين ورفض منح غالبية الصحافيين أي مقابلات مع نجوم أفلامهم في موقف غير واضح بعد، ولو أن مسألة تحديد النفقات قد تكون أحد الأسباب.

نتيجة ذلك وجّه نحو 50 صحافياً رسالة احتجاج لمدير مهرجان «ڤينيسيا» ألبرتو باربيرا الذي أصدر بياناً قال فيه إنه على اتصال مع شركات هوليوود لحلّ هذه الأزمة. وكذلك كانت ردّة فعل عدد آخر من مديري المهرجانات الأوروبية الذين يَرون أن حصول الصحافيين على المقابلات حقٌ مكتسب وضروري للمهرجان نفسه.

لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة

امتعاض

ما بدأ في «ڤينيسيا» تكرّر، بعد نحو شهر، في مهرجان «سان سيباستيان» عندما حضر الممثل جوني دَب المهرجان الإسباني لترويج فيلمه الجديد (Modi‪:‬ Three Days on the Wings of Madness) «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون»، حيث حُدّد عدد الصحافيين الذين يستطيعون إجراء مقابلات منفردة، كما قُلّصت مدّة المقابلة بحدود 10 دقائق كحد أقصى هي بالكاد تكفي للخروج بحديث يستحق النشر.

نتيجة القرار هذه دفعت عدداً من الصحافيين للخروج من قاعة المؤتمرات الصحافية حال دخول جوني دَب في رسالة واضحة للشركة المنتجة. بعض الأنباء التي وردت من هناك أن الممثل تساءل ممتعضاً عن السبب في وقت هو في حاجة ماسة لترويج فيلمه الذي أخرجه.

مديرو المهرجانات يَنفون مسؤولياتهم عن هذا الوضع ويتواصلون حالياً مع هوليوود لحل المسألة. الاختبار المقبل هو مهرجان «برلين» الذي سيُقام في الشهر الثاني من 2025.

المديرة الجديدة للمهرجان، تريشيا تاتل تؤيد الصحافيين في موقفهم. تقول في اتصال مع مجلة «سكرين» البريطانية: «الصحافيون مهمّون جداً لمهرجان برلين. هم عادة شغوفو سينما يغطون عدداً كبيراً من الأفلام».

يحدث كل ذلك في وقت تعرّضت فيه الصحافة الورقية شرقاً وغرباً، التي كانت المساحة المفضّلة للنشاطات الثقافية كافة، إلى حالة غريبة مفادها كثرة المواقع الإلكترونية وقلّة عدد تلك ذات الاهتمامات الثقافية ومن يعمل على تغطيتها. في السابق، على سبيل المثال، كان الصحافيون السّاعون لإجراء المقابلات أقل عدداً من صحافيي المواقع السريعة الحاليين الذين يجرون وراء المقابلات نفسها في مواقع أغلبها ليس ذا قيمة.

الحل المناسب، كما يرى بعض مسؤولي هوليوود اليوم، هو في تحديد عدد الصحافيين المشتركين في المهرجانات. أمر لن ترضى به تلك المهرجانات لاعتمادها عليهم لترويج نشاطاتها المختلفة.