ما تبقى من الشعاب المرجانية في خطر

شعب مرجانية في المحيط الهادي (أ.ف.ب)
شعب مرجانية في المحيط الهادي (أ.ف.ب)
TT

ما تبقى من الشعاب المرجانية في خطر

شعب مرجانية في المحيط الهادي (أ.ف.ب)
شعب مرجانية في المحيط الهادي (أ.ف.ب)

قال علماء اليوم (الخميس) إنه لا يمكن إعادة الشعاب المرجانية في العالم إلى أمجادها السابقة، ولذلك فإنه لا بد أن يكون التركيز على المساعدة في حمايتها من المزيد من الدمار والاندثار.
وجاء في مقال نشر في دورية «نيتشر» العلمية أن الشعاب، بما فيها الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، تتغير بشكل سريع نظراً لأنها تسعى جاهدة للتأقلم مع التأثيرات المختلفة للاحتباس الحراري والصيد الجائر للأسماك والتلوث. وأشار المقال إلى أن «إعادة الشعاب إلى تكوينها السابق لم يعد ضمن الخيارات»، مؤكداً أن إنقاذ الشعاب المرجانية يتطلب إعادة التفكير بشكل جذري في معنى الحفاظ على البيئة. كما جاء في المقال أن الأمر يتطلب أن يتقبل الناس «بعض التغييرات التي تمر بها الشعاب المرجانية» بما يساعد على الاجتياز الآمن لطريق «يمكن أن يحافظ على الوظائف البيولوجية لها».
وأوضح تيري هيوز، كبير الباحثين الذين أعدوا المقال، في حديث صحافي، أن «شعاب المستقبل سوف تكون مختلفة جذرياً عن شعاب اليوم أو الشعاب قبل 30 عاماً». أضاف: «الآن نجادل حول ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في إنقاذ الشعاب المرجانية بشكل عام، ونعتقد أننا قادرون على ذلك، ولكن نافذة الفرصة تغلق سريعاً، وعلينا التصرف بسرعة».
ولفت هيوز إلى أن «هناك تفاؤلاً بالقول إنه بإمكاننا أن ننقذها، ولكن الشعاب سوف تكون مختلفة للغاية». وأوضح أن استعادة الحالة التي كانت عليها الشعاب قبل مائة عام أو حتى الإبقاء على حالتها الحالية «لم يعد ممكناً».
يشار إلى أن الشعاب المرجانية هي النظم البيئية الأكثر تنوعاً في العالم، وتأوي نحو 25 في المائة من إجمالي الحياة البحرية على الأقل. ولكن في السنوات الأخيرة عانت الشعاب المرجانية كثيراً من التبييض، الناجم عن ضمور الأعضاء الحية داخل المرجان، والذي يمكن أن ينتج عن تغيرات صغيرة في الظروف البيئية، مثل ارتفاع درجة حرارة البحر أو التلوث أو الإفراط في صيد الأسماك.
وفي العام الماضي، شهد الحاجز المرجاني العظيم، وهو أكبر تكتل مرجاني على وجه الأرض وتزيد مساحته على مساحة إيطاليا، أسوأ حدث تبييض يلحق به في التاريخ، مع ضمور ما يقدر بنحو 29 في المائة من مرجانيات المياه الضحلة.
وقال هيوز إن «الحاجز المرجاني العظيم شهد تبييضا للشعاب المرجانية لمرتين على التوالي، وقد تغير مزيج الأنواع المرجانية وطور الشعاب المرجانية إلى الأبد، فعندما تقع أحداث التبييض، يكون لدينا أنواع فائزة وأخرى خاسرة، لذلك فإن الشعاب المرجانية قد تغيرت بالفعل». أضاف أن الآمال في إنقاذ الشعاب المرجانية في العالم تعتمد على نجاح اتفاقية المناخ في باريس بشأن خفض الكربون واحتواء الارتفاع في متوسط درجة الحرارة العالمية عند أقل من درجتين مئويتين.



طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
TT

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)

توصلت دراسة أميركية إلى أن توفر المساحات الخضراء في الأحياء طريقة بسيطة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تقليل وقت الشاشة لدى الأطفال.

وأوضح الباحثون من جامعة ميتشغان أن البرامج الهادفة لإبعاد الأطفال عن الشاشات تكون أكثر فاعلية في الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء مثل الغابات، والحدائق العامة، والمناطق المفتوحة، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Health and Place).

وأصبحت زيادة وقت الشاشة لدى الأطفال مشكلة شائعة تؤثر سلباً على صحتهم البدنية والعقلية. ويقضي العديد من الأطفال ساعات طويلة يومياً في مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ ما يؤدي إلى تقليل نشاطهم البدني وزيادة فرص الإصابة بالسمنة. كما أن هذه العادة تؤثر على نوعية النوم، حيث يعاني الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات من صعوبة في النوم أو نوم غير مستقر.

وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن زيادة وقت الشاشة يمكن أن تؤدي إلى تأخر في النمو الاجتماعي والمعرفي للأطفال، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

واعتمدت الدراسة على بيانات من «دراسة المجتمعات الصحية» في الولايات المتحدة التي تركز على سلوكيات الأطفال المتعلقة بالسمنة، حيث قام الباحثون بتحليل معلومات عن الأحياء المجتمعية للأطفال ودرسوا الوصول إلى المساحات الخضراء في تلك المناطق.

وتمت مقارنة فاعلية البرامج التي تهدف إلى تقليل وقت الشاشة بين الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء والأحياء التي تفتقر إليها. كما تم قياس تأثير هذه البرامج على سلوكيات الأطفال فيما يتعلق بوقت الشاشة والنشاط البدني.

وفقاً للدراسة، فإن نحو ثلثي الأطفال بين 6 و17 عاماً يتجاوزون الحد الموصى به أقل من ساعتين يومياً لوقت الشاشة. وتهدف بعض البرامج لتقليل وقت الشاشة من خلال توفير برامج تعليمية قائمة على المجتمع وتطوير المهارات للآباء، أو فرص النشاط البدني المجانية للأطفال.

الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات يعانون من صعوبة النوم (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب النتائج، يعد الوصول إلى هذه المساحات عاملاً مهماً في نجاح برامج تقليل وقت الشاشة، حيث توفر هذه الأماكن للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من جامعة ميتشغان، الدكتورة إيان مارشال لانغ، إن عدم توفر المساحات الخضراء قد يؤدي إلى بيئة غير مشجعة تقلل من فاعلية البرامج الهادفة للحد من وقت الشاشة.

وأضافت عبر موقع الجامعة أن هذه النتائج تبرز أهمية اتخاذ خطوات لمعالجة الفجوات في الوصول إلى المساحات الخضراء بين المناطق المختلفة، مع ضرورة العمل على توفير بيئات أكثر عدلاً وصحة للأطفال من خلال الاستثمار في المساحات الخضراء في جميع الأحياء.

وأشارت إلى أن تحسين البيئة المحيطة بالأطفال عبر توفير المساحات الخضراء يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل وقت الشاشة وتعزيز الأنشطة البدنية؛ ما يعود بالفائدة على صحة الأطفال.