رئيسي يهاجم الحكومة الإيرانية ويطالب بالتحقيق في «هندسة الانتخابات»

لاريجاني مخاطباً روحاني: من أنت حتى ترفع الإقامة الجبرية؟

المرشح الخاسر إبراهيم رئيسي خلال أول خطاب له بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية في مشهد أول من أمس (إيسنا)
المرشح الخاسر إبراهيم رئيسي خلال أول خطاب له بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية في مشهد أول من أمس (إيسنا)
TT

رئيسي يهاجم الحكومة الإيرانية ويطالب بالتحقيق في «هندسة الانتخابات»

المرشح الخاسر إبراهيم رئيسي خلال أول خطاب له بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية في مشهد أول من أمس (إيسنا)
المرشح الخاسر إبراهيم رئيسي خلال أول خطاب له بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية في مشهد أول من أمس (إيسنا)

رغم مرور أكثر من 10 أيام على الانتخابات الرئاسية، فإن الهزات الارتدادية لزلزال الحملات الانتخابية تنذر بانقسامات أوسع في العاصمة الإيرانية، فأمس كان الرئيس المنتخب حسن روحاني هدفا لهجوم شرس من خصومه رئيس القضاء صادق لاريجاني، والمرشح الخاسر إبراهيم رئيسي الذي اتهم الحكومة بـ«هندسة الانتخابات»، وذلك وسط تقارير عن توجه الائتلاف المحافظ لإعلان تشكيل «حكومة ظل» تهدف إلى ممارسة مزيد من الضغوط على روحاني، بموازاة مشاورات يجريها حسن روحاني مع حلفائه لتشكيل الحكومة الجديدة، في حين تتجه التيارات الإيرانية إلى معركة كسر العظام غدا الأربعاء تحت قبة البرلمان لانتخابات هيئة الرئاسة تحت تأثير ما أفرزته نتائج الانتخابات الرئاسية ومجالس البلدية.
وفي أول خطاب بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، قال المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي أمام حشد من أنصاره بمدينة مشهد مساء الأحد، إن حكومة روحاني ارتكبت تجاوزات واسعة بـ«هندسة الانتخابات»، وأضاف أن «الإيرانيين شاهدوا ما حدث لصناديق الرأي، لكن القوى الثورية ملتزمة بالقانون خلافا لأهل الفتنة». وتابع مخاطبا لجنة صيانة الدستور المشرفة على الانتخابات والقضاء الإيراني: «إنني أطالب لجنة صيانة الدستور بألا تسمح بضياع حق الناس في الانتخابات. التجاوزات الهندسية في الانتخابات غير مسبوقة».
وحذر رئيسي من التساهل في محاسبة المتجاوزين والتحقيق في التجاوزات: «إذا الشعب اطلع على عدم التحقيق حول ما وقع من تجاوزات هندسية والمنظمة في الانتخابات، فمن المؤكد أن ثقته تتضرر، وهذا الضرر يلحق خسارة كبيرة بالبلد».
وخسر رئيسي السباق الرئاسي بعدما حصل على نحو 16 مليونا من أصوات الإيرانيين مقابل 23 مليونا لروحاني.
وعدّ رئيسي «هندسة الانتخابات أمرا غير مقبولا»، وقال: «ما يحز في النفس أن الدوائر الانتخابية التي كان من المرجح أن تصوت للمرشح المنافس للحكومة حصلت على أوراق التصويت بعد أكثر من 5 أو 6 ساعات من بداية عملية الاقتراع» وأفاد أن «الشعب لم يقصر، لكن المسؤولين أهملوا الشعب... توجه لصناديق الاقتراع، لكنهم بقوا لساعات خلف الأبواب فقط لأنهم أرادوا التصويت لمنافس الحكومة».
وانتقد روحاني الأسبوع الماضي لجنة «صيانة الدستور» ووزارة الداخلية لعدم تمكين 4 ملايين إيراني من المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وعد روحاني الإيرانيين الذين لم يشاركوا في الانتخابات من أنصاره، لكن المتحدث باسم لجنة «صيانة الدستور» عباس كدخدايي رفض انتقاده قائلا إن «الرئيس الإيراني حصل على تقارير خاطئة».
واتهم رئيسي، روحاني بحشد إمكانات أجهزة الحكومة من أجل حملته الانتخابية على مدى الأشهر الخمسة الأخيرة التي سبقت الانتخابات، مشيرا إلى استخدام روحاني صحيفة «إيران» المنبر الرسمي للحكومة، وترشح النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري بهدف الدفاع عن الحكومة في الانتخابات، وتساءل رئيسي: «ألم يمنع القانون استخدام الإمكانات الحكومية».
وتطلق الجهات الرسمية في إيران على احتجاجات شهدتها البلاد عقب انتخابات الرئاسة في 2009 تسمية «الفتنة»، وكانت الاحتجاجات اندلعت في إيران بعدما ادعى المرشحان الإصلاحيان التلاعب بنتائج الانتخابات وتزويرها لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وكان روحاني في خطابه الأخير قبل موعد الاقتراع اتهم الحرس الثوري وهيئة الإذاعة والتلفزيون والقضاء بالتدخل في الانتخابات الإيرانية لصالح رئيسي.
بدوره، رفض وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي، التشكيك في نزاهة الانتخابات، وقال فضلي ردا على رئيسي خلال حضوره مؤتمر المحافظين ورؤساء المديريات في إيران، إن الانتخابات «كانت نزيهة وقانونية» وفق ما نقلت عنه وكالة «إيرنا».
ومن المقرر أن تعلن اليوم لجنة صيانة الدستور نتائج التحقيق في التجاوزات الانتخابية. والأربعاء الماضي قال رئيس اللجنة أحمد جنتي إنه يؤكد سلامة الانتخابات رغم «حدوث تجاوزات كبيرة».
وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام المؤقت موحدي كرماني أثار جدلا واسعا قبل أيام عندما وصف آراء رئيسي بـ«الحلال». وقوبلت تصريحات كرماني بمواقف حادة من حلفاء روحاني بسبب تقسيمه الأصوات الانتخابية الإيرانية إلى حلال وحرام.بدورها، أصدرت «جبهة بايداري»، من أهم القوى المتحالفة مع ائتلاف المحافظين «جمنا»، بيانا حول التجاوزات «الانتخابية الواسعة والمؤثرة في الانتخابات الإيرانية» طالبت فيه بمحاسبة مرتكبي التجاوزات الانتخابية.
في الاتجاه نفسه، وجهت رابطة طلبة جامعات «إيران الإسلامية» رسالة مفتوحة إلى رئيس لجنة صيانة الدستور ورئيس القضاء حول «التجاوزات الواسعة للحكومة في مسار تنفيذ الانتخابات» وفق ما أفادت به وكالة «تسنيم».
في غضون ذلك، هاجم رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، روحاني أمس بعبارات شديدة اللهجة لإطلاقه وعود رفع الإقامة الجبرية عن موسوي وكروبي، وقال ردا على روحاني من دون التطرق إلى اسمه: «من أنت حتى تريد كسر الحصار؟».
وإشارة لاريجاني إلى ما قاله روحاني خلال حملاته الانتخابية بأنه دخل الانتخابات الإيرانية من أجل رفع الإقامة الجبرية، وذكر لاريجاني أن «تيارا شعبويا يحاول الوقوف بوجه قرارات الأجهزة القانونية للنظام» وأضاف: «وصلت أنباء من غرف الفكر بأن البعض يقول ما دامت التهابات الانتخابات حاضرة والأجواء ساخنة، فيجب أن نتابع الأهداف الأخرى ونحقق ما نريد. أنا أشتمّ رائحة الفتنة».
واستطاع روحاني استقطاب غالبية الأصوات بعدما ما حظي بدعم موسوي وكروبي وخاتمي وشخصيات إصلاحية أخرى قبل أيام قليلة من الانتخابات. وكان روحاني تعرض لانتقادات على مدى الأيام الماضية بعدما رد بشكل غامض على سؤال حول تنفيذ وعده بالإفراج عن موسوي وكروبي، إلا أن المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت قال الأربعاء إن الحكومة تتحرك.
ومنذ فبراير (شباط) 2011 تفرض السلطات الإيرانية الإقامة الجبرية على كروبي وموسوي وزوجته، ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي في عدة مناسبات دعوات الإفراج عن موسوي وكروبي، كان آخرها قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية عندما دعا الرئيس الأسبق محمد خاتمي إلى مشروع مصالحة وطنية ترفع السلطات بموجبه الإقامة الجبرية والقيود عن نشاط الإصلاحيين.
وعجز روحاني عن رفع الإقامة الجبرية بعدما كان أبرز وعوده الانتخابية في 2013، وعاد روحاني هذا العام لتكرار وعده رغم أنه لم يتحدث عن برامجه بشكل صريح.
ووجه روحاني ونائبه الأول إسحاق جهانغيري خلال المناظرات التلفزيونية تهماّ إلى القضاء بالتساهل في التصدي لقضايا الفساد، كما قال روحاني خلال أحد خطاباته إن الشعب الإيراني لا يريد من أصدروا أحكام الإعدام والسجن على مدى 38 عاما، وخلال حديثه عن الحريات، هاجم روحاني بشدة السلطات القضائية لدورها في إصدار أحكام السجن بحق الناشطين ووسائل الإعلام.
ووعد لاريجاني بمزيد من الرد على تصريحات بعض المرشحين في الانتخابات الرئاسية «في الوقت المناسب». وردا على تصريحات روحاني وجهانغيري حول مسؤولية القضاء في مواجهة الفساد، قال إن «الأجهزة التنفيذية ملزمة بالقضاء على جذور الفساد، لكن بعض الأجهزة نائمة وتتوقع من القضاء مواجهة الفساد».
كما انتقد لاريجاني ما وصفه بتضعيف أجهزة النظام، وعدّه معارضا للأمن القومي، موضحا أنه طالب القضاء والأجهزة الأخرى برصد تشويه القضاء ومواجهته بحزم في حال توصلت إلى نتيجة بأنه مضر بالبلاد.
ورغم انتقادات وجهت إلى روحاني في ذلك الحين من رئيس القضاء (لاريجاني) والمتحدث باسم القضاء غلام حسين محسني أجئي، والمدعي العام محمد جعفر منتظري، فإن المسؤولين القضائيين توعدوا بالرد على هجوم روحاني بعد تجاوز الانتخابات الرئاسية الحساسة.
وأمس، تحديدا أشار لاريجاني إلى تصريحات روحاني في الانتخابات، وشبه مواقفه في الانتخابات بتصريحات صدرت من موسوي وكروبي في 2009، وقال لاريجاني إن «أعلى جهاز أمني اتخذ قرار فرض الإقامة الجبرية، وإن رفع الإقامة بحاجة إلى إطار خاص إذا أردنا أن نستغل مشاعر الناس من أجل مواجهة القرارات القانونية، فلا يختلف هذا عن روح ومحتوى فتنة 2009».
وقال لاريجاني إنه «في حال رفع الإقامة الجبرية عن موسوي وكروبي، عندها تبدأ مهمة القضاء لفتح ملف قضائي حول القضية».
كما وجه رئيس القضاء تحذيرا إلى وسائل الإعلام والأشخاص الذين يحاولون إثارة قضية الإقامة الجبرية بشكل متسلسل وممارسة الضغط على السلطات، وطالب تلك الجهات بـ«لملمة هذا الوضع قبل أن يتدخل القضاء بقوة للملمة الوضع».



تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)
TT

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع مباحثات مع رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد، بمقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة.

وجاءت زيارة بارزاني لأنقرة، الثلاثاء، بدعوة من إردوغان، في وقت يجري فيه التلويح بتحرك عسكري تركي لإنهاء وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، وكذلك مع انطلاق عملية جديدة في تركيا تهدف إلى حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمةً إرهابية.

وفي هذه الأجواء، زار بارزاني أنقرة للمرة الثانية في أقل من 3 أشهر، حيث زارها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتقى إردوغان، قبل أيام قليلة من الانتخابات التشريعية في كردستان التي أجريت في الـ20 من الشهر ذاته.

جانب من لقاء إردوغان وبارزاني بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الرئاسة التركية)

وأجرى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مباحثات مع بارزاني سبقت لقاءه مع إردوغان.

وبالتزامن مع مباحثات بارزاني مع إردوغان وفيدان، التقى نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد، بمقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، عبر حسابها في «إكس»، عن انعقاد اللقاء دون ذكر أي معلومات عما دار فيه.

نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماظ خلال استقباله رئيس حزب «حراك الجيل الجديد» شاسوار عبد الواحد (الخارجية التركية)

ويتزعم عبد الواحد، وهو رجل أعمال من السليمانية، حزب «حراك الجيل الجديد»، أكبر أحزاب المعارضة في إقليم كردستان العراق، وحل الحزب في المركز الثالث بعد حزبي «الديمقراطي الكردستاني»، و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، وحصل على 15 مقعداً من أصل 100 في برلمان الإقليم.

موقف حكومة أربيل

وبحسب مصادر تركية، تناولت مباحثات إردوغان وبارزاني، التي حضرها فيدان أيضاً، العلاقات بين أنقرة وأربيل، والوضع في كردستان، والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات التي أجريت في أكتوبر الماضي، إلى جانب التعاون في مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني.

وفقد الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، الأغلبية، التي كان يتمتع بها سابقاً، رغم حصوله على 39 مقعداً، فيما حصل «الاتحاد الوطني الكردستاني»، برئاسة بافل طالباني، على 23 مقعداً.

ولم يتم تشكيل حكومة جديدة في كردستان، حتى الآن، ويواجه الحزبان صعوبة في عقد تحالفات مع المعارضة التي أعلنت رفضها المشاركة في أي حكومة تقودها الأحزاب التقليدية.

ويتطلب تشكيل الحكومة تنازلات متبادلة بين الأحزاب، في ظل سعي كل حزب لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مباحثاته مع بارزاني (الخارجية التركية)

وتقول أنقرة، إن حزب «العمال الكردستاني» قاد حملة لدعم «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بقيادة بافل طالباني، في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق المقبلة.

كما تتهم طالباني، بدعم وجود «العمال الكردستاني» في محافظة السليمانية وفي سوريا، بعد توليه قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وأغلقت في 3 أبريل (نيسان) 2023 مجالها الجوي أمام الطائرات من وإلى مطار «السليمانية»، متهمة حزب «العمال الكردستاني» باختراق المطار، وتهديد الأمن الجوي، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية التركية وقتها.

ومددت تركيا، الاثنين، حظر الرحلات الجوية من وإلى مطار السليمانية، للمرة الثالثة. وقال مدير المطار، هندرين هيوا، إن تركيا مددت حظر الرحلات الجوية لـ6 أشهر إضافية، قبل يوم من انتهاء الحظر.

وكان يعمل في السليمانية نحو 176 مكتباً سياحياً تعلن عن رحلات يومية إلى تركيا اضطر معظمها لتعليق عمله، بعد قرار الحظر التركي.

وبينما تشيد تركيا بموقف أربيل، تهدد بفرض مزيد من الإجراءات ضد السليمانية، إذا لم يوقف طالباني دعمه لـ«العمال الكردستاني».

وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (الخارجية التركية)

واتفقت أنقرة وبغداد على التنسيق ضد حزب «العمال الكردستاني»، عبر مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وقعها وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره العراقي ثابت العباسي، في ختام الاجتماع الرابع لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين البلدين، عُدّت جزءاً من استكمال التفاهمات التركية - العراقية بشأن تثبيت الأمن على الحدود بين البلدين، والتعاون في تحييد حزب «العمال الكردستاني» ومقاتليه.

موقف ضد «العمال الكردستاني»

وأعلنت بغداد «العمال الكردستاني» «تنظيماً محظوراً»، بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبغداد وأربيل في أبريل (نسيان) الماضي، إلا أن تركيا لا تزال تنتظر من بغداد إعلانه «منظمة إرهابية»، كما هو الحال في تركيا والاتحاد الأوروبي وأميركا.

وعشية زيارة بارزاني لأنقرة، هدد إردوغان بدفن المسلحين الأكراد بأسلحتهم إن لم يقوموا هم بدفن هذه الأسلحة، ملوحاً بعملية عسكرية تركية خارج الحدود، إذا كان هناك تهديد لحدود تركيا. وقال إن على جميع الأطراف أن تجري حساباتها على هذا الأساس.

كما انتقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي حضر لقاء إردوغان وبارزاني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي عقب مباحثاتهما في أنقرة، الاثنين، السماح بوجود عناصر حزب «العمال الكردستاني» في سنجار، قائلاً إنه ربما يتغير الوضع قريباً.

حوار مع أوجلان

وجاءت زيارة بارزاني في أجواء عملية جديدة بمبادرة من رئيس حزب «الحركة القومية»، حليف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، دولت بهشلي، تضمنت دعوة زعيم «العمال الكردستاني»، السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، للحديث في البرلمان وإعلان حل الحزب، والتخلي عن أسلحته، وانتهاء الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في إطلاق سراحه، مبرراً ذلك بالتطورات في المنطقة.

وأيد إردوغان دعوة حليفه، لكنه تجنب تماماً الإشارة إلى إمكانية إطلاق سراح أوجلان، الذي سمح لوفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا، بلقائه في سجنه في جزيرة إيمرالي ببحر مرمرة غرب البلاد، واختتم «وفد إيمرالي»، الذي يضم كلاً من نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر، وبروين بولدان، والسياسي الكردي المخضرم أحمد تورك، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما جاء، والتصور المروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال الكردستاني».

جانب من لقاء رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوغور أوزال مع وفد إيمرالي (موقع الحزب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيسي حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

ورحبت الأحزاب التركية بالعملية الجديدة، مشترطة أن تتسم بالشفافية، وأن تجرى من خلال البرلمان، وأن تحظى بأكبر مشاركة مجتمعية في كل مراحلها.

وشهدت تركيا في الفترة بين عامي 2013 و2015 عملية مماثلة استهدفت حل المشكلة الكردية، حظيت بدعم من مسعود بارزاني، الذي زار مدينة ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، بصحبة إردوغان الذي كان رئيساً للوزراء في 2013، قبل أن يعلن إردوغان نفسه في 2015 عدم الاعتراف بعملية الحل، قائلاً إنه لا يوجد مشكلة كردية في تركيا.