سوريا على رأس أولويات زيارة ولي ولي العهد السعودي لروسيا

ستشهد توقيع 4 بروتوكولات تعاون بين البلدين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيف («الشرق الأوسط»)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيف («الشرق الأوسط»)
TT

سوريا على رأس أولويات زيارة ولي ولي العهد السعودي لروسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيف («الشرق الأوسط»)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيف («الشرق الأوسط»)

يغادر الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، يوم غد (الثلاثاء)، متوجهاً إلى موسكو لعقد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المقرر أن تتناول المباحثات ملفات التعاون الثنائي بين البلدين، بالإضافة إلى سوريا وإيران. كما سيتم توقيع نحو 4 بروتوكولات تعاون بين البلدين.
بعدها يتوقع أن يغادر الأمير محمد بن سلمان موسكو إلى باكو عاصمة أذربيجان عقب انتهاء لقائه مع الرئيس الروسي.
وسبق لولي ولي العهد السعودي أن زار روسيا مرتين عام 2015، التقى خلالهما الرئيس الروسي في كل من سوتشي وسان بطرسبورغ.
وتعتبر الزيارة «مهمة» نظراً لتوقيتها، إذ أنها تأتي في اعقاب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية، كأول محطة خارجية له وما صاحبها من عقد القمة الخليجية الأميركية، وعقد القمة العربية - الإسلامية الأميركية، وتؤكد أن الرياض تقوم بدور محوري مع جميع دول العالم.
وتحرص السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري وتجديد تأكيدها على موقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي٬ وفقا لمقررات مؤتمر جنيف 1 بما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من مآس على يد النظام السوري٬ وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أن الجانب الاقتصادي سيكون حاضراً خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي، إذ ان من المتوقع أن تنعكس الاتفاقيات التي أبرمتها السعودية وروسيا - والبالغ عددها ست اتفاقيات استراتيجية على رأسها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، إضافة إلى اتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية - بشكل إيجابي على مسار العلاقات السعودية الروسية في الجانب الاقتصادي.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.