فادي الهبر: «حزب الله» منح الرئاسة لعون وسيطر على لبنان

نائب «الكتائب»: بعض الأحزاب تتعامل بفوقية لفرض قانون للانتخابات

فادي الهبر
فادي الهبر
TT

فادي الهبر: «حزب الله» منح الرئاسة لعون وسيطر على لبنان

فادي الهبر
فادي الهبر

اعتبر النائب فادي الهبر أن «حزب الله» أعطى الرئاسة الأولى للعماد ميشال عون وأخذ الجمهورية التي بات يسيطر عليها من خلال سلاحه وتدخله في سوريا والعراق واليمن، متّهما بعض أحزاب السلطة ومن هم في الحكومة بالتعامل بفوقية وسلطوية مع الآخرين عبر فرض قوانين انتخابية تؤمن لهم الحصص وكسب المزيد من المقاعد، مشيدا في الوقت عينه بما صدر عن «قمة الرياض» لا سيما إدانة الإرهاب.
وفي حوار مع «الشرق الأوسط» قال النائب فادي الهبر، عضو كتلة حزب الكتائب النيابية التي قرّرت عدم الانضمام إلى الحكومة، بحيث بات نوابها الصوت المعارض شبه الوحيد في البرلمان اللبناني: «نحن حزب لا نسعى إلى كسر الجرّة مع أي مكون سياسي لبناني، فأبوابنا مفتوحة ومشرّعة وإننا دعاة حوار نتلاقى مع الجميع عبر المؤسسات الرسمية والحكومية، ولا نسعى للمعارضة من أجل المعارضة بل نتعامل مع كل الملفات من خلال قناعاتنا للحفاظ على البلد وناسه». وأضاف النائب: «هذه السلطة والحكومة تقوم بأبشع أنواع الممارسة السياسية ولذلك نقوم بدورنا لتصويب المسار وتصحيح هذه الأخطاء، وهدفنا يبقى الشعب اللبناني ومصلحته خصوصاً في ظلّ ما نشهده من فساد وهدر وسمسرات وصفقات تتم بشكل فاضح».
وعن العلاقة بين «الكتائب» والثنائي المسيحي «حزب القوات» و«التيار الوطني الحر»، يرفض الهبر القول بأن هناك «قطيعة» مع القوات إنما «ثمة تباينات واختلافات ليس أكثر»، مضيفا: «ثمة خلافات ونظرة متباعدة حالياً مع التيار الوطني الحرّ ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل الذي يشنّ حملات على الكتائب وكأنه لا يعرف تاريخ هذا الحزب السيادي والاستقلالي، وحزبنا كان وما يزال إلى جانب العهد وداعما للجمهورية». واتهم الهبر حليف «التيار الوطني الحر»، «حزب الله»، بالسيطرة على لبنان، قائلا: «للأسف فإن حزب الله أعطى الرئاسة الأولى للعماد ميشال عون وأخذ الجمهورية بحيث يسيطر عليها من خلال سلاحه وتدخله في سوريا والعراق واليمن، وعبر تنفيذه التعليمات الإيرانية وفرض نظام ولي الفقيه على الداخل اللبناني». وأضاف: «من هذا المنطلق نحن نختلف مع رئيس الجمهورية، لأننا إلى جانب الرئاسة بعيداً عن الإملاءات من قبل حزب الله أو أي جهة كانت، ولا نقبل أي سلاح على الساحة اللبنانية إلا سلاح الجيش اللبناني وكلّ القوى المسلحة الشرعية».
حول مباحثات قانون الانتخابات النيابية، يقول الهبر: ثمة من هم في الحكومة وليس جميعهم، يتعاطون بفوقية وطريقة سلطوية عبر فرض قوانين انتخابية تؤمن لهم الحصص. هناك سباق محموم من قبل هؤلاء لكسب المزيد من المقاعد غير آبهين بوجود وبدور حزب الكتائب التاريخي وما يمثله، إضافة إلى قوى سياسية أخرى مسيحية وإسلامية ووطنية لها حضورها ووجودها، يحاولون إلغاءها. مشددا على أنه «هذا ما نتصدى له لأننا نريد الحفاظ على خصوصية البلد وتنوعه وعلى كلّ الطوائف والتيارات السياسية». ويضيف «رفضنا هذه القوانين، وطرحنا الدوائر الصغرى وكنّا السابقين بهذا الطرح في محاولة لمنع الفراغ»، متوقعا أن تبرز في الأيام المقبلة معطيات تتعلق بماهية قانون الانتخاب العتيد، على ضوء الاتصالات الجارية والتي ترتكز بشكل أساسي على صيغة النسبية الكاملة من خلال خمس عشرة دائرة.
من جهة أخرى أشاد الهبر بإعلان الرياض، وقال: «لا بد من تقدير القرارات التي صدرت عن القمة الأميركية الإسلامية لا سيما لجهة القرارات التي ترفض الإرهاب والتطرف وتدعو للسلام العادل ولسلامة الشعوب العربية وتدين إيران والإرهاب وتدخلات طهران بشؤون وشجون الدول العربية، ومن ضمنها لبنان وسوريا والعراق واليمن». وتابع: «علينا كلبنانيين ألا ننسى ما قامت به المملكة التي لها أيادٍ بيضاء على كلّ اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، ونحن من هذا المنطق نشجب أي تعرض لها ولا سيما بعض الحملات المعروفة الأهداف من حزب الله وإيران وأتباعهم، فالمملكة وقفت إلى جانبنا في الحروب التي تعرضنا لها ودعمت كافة العائلات اللبنانية ومن جميع الشرائح من دون تمييز، وكان لها الفضل في تحصين الاقتصاد والوضع المالي اللبناني جرّاء دعمها ومساعداتها وهذا لا يمكن أن ننساه أبداً».
وتوقع الهبر «أن تكون المنطقة أمام مرحلة جديدة بعد قمة الرياض، وذلك نتيجة ما اتخذ من قرارات مصيرية أو لجهة المواقف التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والتي كانت شاملة ووافية على المستويين العربي والإقليمي».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.