تفجير مانشستر وقمة الناتو يخطفان اهتمام الصحف العالمية

خطف تفجير مانشستر الإرهابي اهتمام الصحف الأوروبية والأميركية الأسبوع الماضي وناقشت الصحف البريطانية والأميركية تداعياته التفجير الانتحاري بشكل مفصل في صفحاتها الأولى والداخلية منذ الأعداد الصادرة صباح الثلاثاء.
وتناولت الصحف الأوروبية إضافة إلى تفجير مانشستر موضوعات إقليمية ودولية متنوعة وفي مقدمتها الهجوم الذي وقع في مدينه مانشستر البريطانية وأيضاً قمة حلف الناتو في بروكسل والتي ركزت على كيفيه تقديم الدعم الأطلسي للتحالف الدولي ضد داعش وأيضاً قمة مجموعة السبع في إيطاليا والتي كشفت عن استمرار الخلافات فيما يتعلق بملف التغير المناخي.
وسيطر تفجير مانشستر الانتحاري وتداعياته على صحف لندن، ففي تقرير نشرته صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، وأعده أندي باوندس وروبرت رايت، نقرأ أن بعض المصلين في المسجد الذي كان يرتاده مفجر مانشستر قاتلوا في ليبيا، ويُعتقد أن إمام المسجد مصطفى عبد الله غراف أيضاً كان بينهم.
وفي صحيفة «الغارديان» نطالع مقالا كتبه جوناثان فريدلاند بعنوان «إن الاعتقاد بأن السياسة الخارجية وراء الإرهاب هو وهم». يقول الكاتب: «بالنسبة لمعظم الناس في جل البلدان تعود المياه إلى مجاريها في العادة بعد كل حدث جلل، وربما كان بريطانيون يعدون لحفلة شواء في الهواء الطلق نهاية الأسبوع، أو مشاهدة مباريات الدوري...».
بدورها نشرت «الإندبندنت» موضوعا بعنوان: «ترمب يتعهد بالعثور على مصدر تسريب المعلومات حول هجوم مانشستر ومعاقبته». تقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي أعلن ذلك بعدما عبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، علناً عن غضبها من تسريب هذه المعلومات من الجانب الأميركي، مضيفة أن «هذا الأمر يجعل الثقة بين واشنطن ولندن على المحك». وتلفت الصحيفة إلى أن عدداً من قيادات الشرطة والاستخبارات التي تتولى التحقيق في الهجوم عبرت عن عدم رضاها عن تسريب هذه المعلومات الحساسة في هذا التوقيت المبكر.
وفي بلجيكا اهتمت الصحف في بروكسل بالقمة الأطلسية التي شهدت أول مشاركه لترمب والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وقالت صحيفة «ستاندرد» إن زيارة ترمب إلى بروكسل لحضور القمة شكلت فرصة لإجراء محادثات هامة مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي واعترف بعدها رئيس الاتحاد دونالد توسك بوجود تباين في وجهات النظر بين الجانبين في بعض الملفات. ثم تناولت صحيفة «دي مورغن» ما خرجت به قمة دول السبع والتي أظهرت استمرار تباين المواقف بشأن ملف التغير المناخي.
من جانب آخر، فإن اهتمام الإعلام الأميركي تمحور حول موضوعين هما جولة ترمب الخارجية، وانفجار مانشستر والحرب ضد الإرهاب. ورأى الإعلام، بصورة عامة، أن انفجار مانشستر دليل قوي على خطر الإرهاب، تأكيدا لنظرية ترمب، لكن، في الوقت نفسه، اهتم الإعلام بتصريحات زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، بأن الإرهاب له صلة بالسياسات الغربية في الدول الإسلامية.
واستندت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير «الإرهاب موضوع أساسي في الانتخابات البريطانية» على قول كوربين إنه «ليست ناجحة الحرب ضد الإرهاب». ورد وزير الخارجية بوريس جونسون: «هذا رأي فظيع جداً».
ونشرت الصحيفة افتتاحية تدين الهجوم. وتدعو إلى مزيد من مراقبة العائدين من حرب «داعش» في العراق وسوريا.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» افتتاحية مماثلة. ونشرت، أيضاً، مقال رأي الأستاذ في جامعة لايدن الهولندية، اندرو غوثورب، تحت عنوان «غضب بسبب نشر (تايمز) صور قنبلة مانشستر». ذلك أن الصحيفة كانت نشرت صور بقايا قنبلة، وبقايا حقيبة من مكان الانفجار. كتب غوثورب: «كقارئ لصحيفتكم لمدة طويلة، أصبت بالذعر والحزن، بل استغربت، لقراركم بنشر صور من جريمة إبادة جمعتها الشرطة البريطانية». وأضاف: «كان يجب الانتظار، بدلا عن محاولة تحقيق سبق صحافي».
ونشرت صحيفة «كانساس سيتى ستار» افتتاحية بعنوان «ما حدث في مانشستر يمكن أن يحدث في أي مكان». ربطت الافتتاحية بين انفجار مانشستر والرئيس ترمب بقولها: «وعد ترمب، خلال حملته الانتخابية، تعليقا على انفجارات ألمانيا وبلجيكا، بأنها لن تحدث إذا فاز برئاسة الجمهورية. لكن، ما كان يعرف، وما كنا نعرف، أن الانفجار التالي سيكون في مانشستر».
نقطة أخرى ربطت بين انفجار مانشستر وتركيز ترمب على الحرب ضد الإرهاب. علقت على هذا صحيفة «فايس» الإلكترونية. وقالت إن ترمب، عندما وصل إلى بروكسل لحضور قمة دول حلف الناتو، اشتكى مما نشرت صحف أميركية، على لسان مسؤولين أمنيين أميركيين، عن تفاصيل من تحقيقات الشرطة البريطانية. لكن، علقت صحيفة «فايس»: «يوجد هنا نفاق من جانب ترمب. أليس هو الذي سرب معلومات سرية عن تنظيم داعش إلى مسؤولين روس كبار؟».