جنوب السودان ينفي إيواء قادة التمرد ضد الخرطوم

منظمتا الفاو والغذاء تطالبان المجتمع الدولي بالضغط على أطراف النزاع لوقف العنف

رئيس جنوب السودان سيلفا كير مع قادة عسكريين في جوبا في الذكرى الـ 34 لتأسيس جيش التحرير (رويترز)
رئيس جنوب السودان سيلفا كير مع قادة عسكريين في جوبا في الذكرى الـ 34 لتأسيس جيش التحرير (رويترز)
TT

جنوب السودان ينفي إيواء قادة التمرد ضد الخرطوم

رئيس جنوب السودان سيلفا كير مع قادة عسكريين في جوبا في الذكرى الـ 34 لتأسيس جيش التحرير (رويترز)
رئيس جنوب السودان سيلفا كير مع قادة عسكريين في جوبا في الذكرى الـ 34 لتأسيس جيش التحرير (رويترز)

نفت دولة جنوب السودان دعمها للحركات السودانية المسلحة في دارفور، في وقت طالبت فيه منظمتا الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي أطراف النزاع في الدولة الفتية بوضع حد للعنف من أجل توصيل المساعدات الإنسانية.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان والمتحدث باسم الحكومة مايكل مكواي لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته «لا تستضيف عناصر المعارضة المسلحة التي تقاتل في دارفور، فوضعنا الاقتصادي لا يسمح لنا بتقديم تسليح وإيواء كهذا»، مطالباً الخرطوم بتقديم أدلتها في اتهامها لجوبا بدعم الحركات المسلحة.
من جهة أخرى، دعت منظمتا الأغذية والزراعة والغذاء العالمي، التابعتان للأمم المتحدة المجتمع الدولي، إلى الضغط على أطراف النزاع في جنوب السودان لوضع حد للعنف من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لإنقاذ أرواح المحتاجين وإنهاء الجوع في أجزاء من البلاد، حيث يواجه نصف السكان شبح الجوع.
وفى بيان مشترك من المنظمتين أكدتا أن الوضع في جنوب السودان يعكس آثار الصراع المستمر، ويبرز العقبات التي تحول دون تقديم المساعدات الإنسانية في ظل انخفاض الإنتاج الزراعي.
وشدد جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة (الفاو) وديفيد باسيلي، مدير برنامج الغذاء العالمي، على الاستجابة الفورية وواسعة النطاق التي تجمع بين المساعدات الغذائية الطارئة ودعم الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك. وقال دا سيلفا بهذا الخصوص: «بإمكاننا تجنب تفاقم الكارثة، لكن يجب أن يتوقف القتال الآن، لأنه لا يمكن إحراز أي تقدم دون سلام، ويجب أن يحصل الناس فوراً على الغذاء والسماح للمزارعين بالعمل في حقولهم»، فيما قال ديفيد باسيلي إن القتال يجب أن ينتهي لإعطاء أطفال جنوب السودان أي أمل للمستقبل الذي يستحقونه، داعياً المجتمع الدولي لمواصلة دعم الجهود الإنسانية لهذه الدولة المضطربة.
ووفقاً للبيان المشترك، فإن الفاو وبرنامج الغذاء العالمي يواجهان فجوة تمويلية تبلغ نحو مليون دولار للستة أشهر المقبلة، وذلك لسد الفجوة في عدة أزمات حول العالم، وتقول المنظمتان إن هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي لتوزيع الأغذية وتحسين الغذاء، وتأمين الرعاية الصحية والمياه وتوفير مدخلات الزراعة ومجموعات الصيد وتطعيم الحيوانات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.