انطلاق فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»

إحدى الفنانات المشاركات في فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»
إحدى الفنانات المشاركات في فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»
TT

انطلاق فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»

إحدى الفنانات المشاركات في فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»
إحدى الفنانات المشاركات في فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»

شهد مبنى «القصر الجديد» في مدينة سيمرنغ النمساوية مساء أمس، انطلاق أولى فعاليات «أسبوع فيينا الثقافي»، الذي يركز هذا العام على الأثر القوي لتقنية الحاسوب والإلكترونيات العابرة للحدود، ودورها الواسع في نشر الموسيقى والفنون عموما، بعيدا عن هيمنة القنوات الرسمية وسيطرة الحكومات.
تحتضن مدينة سيمرنغ الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها على 571 مواطنا، وتبعد نحو 100 كيلومتر عن العاصمة فيينا، لأربعة أيام مقبلة، فعاليات موسيقية مميزة تُنظّم مسائيا في عدد من المسارح الفخمة، في ذاك القصر المنيف الذي يشمخ وسط فراغ عريض لا يضم غيره، ممّا يكسب الفعاليات أجواء مختلفة عن تلك التي ظلت تُنظّم في العاصمة بمواقع تقليدية عاما بعد عام منذ أن بدأت أنشطة الأسبوع الثقافي قبل عقود.
تركز الفعاليات على الموسيقى الإلكترونية التي لا تحتاج لكثير من الآلات الموسيقية المكلفة لتكوين أوركسترا ضخمة، وإنّما جهاز حاسوب محمول يبرمج برمجة خاصة تعتمد على الترقيم، ومكبرات الصوت وتمكن المهارة الفنية في دمج الأصوات لإخراج نغمات رائعة وطبقات تمكن التسجيل والتوزيع و«المكسجة»، اعتمادا على خبرة وذوق «الدي جي»، وقدراته على الاستفادة من التقنية الحديثة كما قد يصحبها مؤدون وراقصون وأكثر ما تنشر موسيقى البوب الشعبية.
تسلط الفعاليات الضوء على فرق ومؤدين نجحوا رغم التعتيم وقلة الفرص المتاحة لهم عبر القنوات الرسمية، وسطعوا بجهد شخصي من خضم معاناة يعايشها بعضهم، لكونهم أقليات أو منبوذين بسبب فرضيات اجتماعية لا تزال تسود كثيرا من المجتمعات حتى تلك التي تفاخر بحقوق الإنسان وتدّعي توزيع الفرص بتكافؤ للمجتمع.
من الفرق التي اختيرت للمشاركة كانت فرقة من الموسيقيين تعود أصولهم إلى غرب أفريقيا تحديدا إلى أنغولا، ممّن كان أجدادهم من الرّق الذين جلبوا كعبيد إلى البرتغال، وعاشوا في أحياء مغلقة ومنعزلة عن أطراف مدنية لشبونة.
وهناك أيضا فرقة تقدم عرضا اليوم، وهي مجموعة شباب من أصل سويدي، نجحت بالتعاون مع مجموعة إنجليزية استعانة بالشبكة العنكبوتية للتواصل، بعيدا عن الاختلافات الاجتماعية والعنصرية.
تعمل هذه الفرقة تجسيدا الفضاءات الثقافية والفنية لاتفاقية شينغن للحدود المفتوحة التي يفترض أن توفرها قوانين مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي بعيدا عن قبضة رسمية لدول أعادت حدودها وشدّدت من حراستها، كما تشارك فرقة من فناني دياسبورا وشتات مهاجرة يؤمنون بأنّ أصولهم بتنوعها تمكّنهم من التعايش، وبأنّ الفن يوحدهم ويطلقون على أنفسهم اسم «NON» وتعني لا.
في هذا السياق رُكّز على فنانين يحاولون كسر القيود السياسية والضغوطات الاجتماعية مستعينين بالموسيقى الإلكترونية والأغنيات الشعبية.
تشارك الفنانة الكويتية فاطمة القادري، ومن أميركا تشارك الأميرة نوكيا.
إلى ذلك لا تقتصر إبداعات وتجديدات الفعاليات في مدينة سيمرنغ على أنواع الموسيقى والرقص، وابتكارات الفنانين المشاركين من مختلف أنحاء العالم، والذين يفوق عددهم 150 فنانا وفنانة، وإنّما تنتشر لتشمل مختلف أوجه التنظيم والدعاية بل وحتى التغطية الإعلامية التي أوكلت لإعلاميين شباب تعود أصولهم لجنسيات مختلفة ولنمساويين عرفوا بحبهم للإنسانية، وترجموها في مواقفهم الرحيمة التي تجلت إبّان أزمة اللاجئين الواصلين إلى النمسا قبل عامين، بحثا عن سقوف آمنة فتبرعوا لنجدتهم وما يزالون يبذلون كل الجهد لدمجهم في مجتمعهم، وليس للذوبان فيه.



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.