الهند تبحث فرص التكامل الصناعي مع المغرب

الطاقة الشمسية وصناعة الأدوية أهم مجالات التعاون المستقبلي

الهند تبحث فرص التكامل الصناعي مع المغرب
TT

الهند تبحث فرص التكامل الصناعي مع المغرب

الهند تبحث فرص التكامل الصناعي مع المغرب

قالت نيرمالا سيتارامان، وزيرة الصناعة والتجارة الهندية، إن الهند مهتمة بالاستثمار الصناعي في المغرب، وعلى الخصوص في مجال الطاقة الشمسية وصناعة الأدوية. وأضافت سيتارامان، التي كانت تتحدث أمس في الدار البيضاء خلال «الملتقى المغربي للصناعة»، أن على البلدين تكثيف تبادل زيارات الأعمال وإبرام اتفاقيات لتسهيل وحماية الاستثمارات فيما بينهما، كما وجهت الدعوة لوزير الصناعة والتجارة المغربي، حفيظ العلمي لزيارة الهند.
وتحدثت الوزيرة الهندية عن مختلف الإصلاحات التي أنجزتها بلادها، والتي قالت إن بإمكان المغرب أن يستفيد منها، مشددة على «الثورة الرقمية» الجارية في الهند. وقالت سيتارامان: «عدد سكان الهند 1.5 مليار شخص، ورهاننا هو إيصال تكنولوجيا المعلومات إلى الجميع». وأوضحت سيتارامان أن خطة الحكومة في هذا المجال هو منح كل مواطن هندي حسابا بنكيا وهوية رقمية وجهاز هاتف جوال، وبذلك يستطيع الهندي إجراء جميع معاملاته من تلقي أموال الدخل وأداء الفواتير والضرائب والمصارف، باستعمال هاتفه الجوال. وبذلك تتمكن الحكومة من ضبط جميع المعاملات المالية، وبالتالي تحصيل الضرائب بطريقة فعالة وناجعة.
من جانبه، قدم حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي بالمغرب، تفاصيل المخطط المغربي للتسريع الصناعي 2014 - 2020، الذي يهدف إلى خلق 500 ألف عمل إضافي في القطاع الصناعي، ورفع نسبة مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الإجمالي للبلاد إلى 23 في المائة في 2020 بدل 14 في المائة في 2014.
وقال العلمي، إن هذا المخطط لم ينطلق من الصفر، إذ سبقته مخططات متعددة للتصنيع، غير أنه جاء في ظرفية صعبة عرفت خلالها الصناعة المغربية تراجعا بسبب هروب الاستثمارات من القطاع الصناعي وتوجهها إلى القطاعات ذات الربح السهل مثل العقار والسياحة، وأيضا بسبب منافسة صناعات دول أخرى وعلى الخصوص الصين.
وأضاف العلمي: «كان علينا أولا أن نعيد الثقة والجاذبية للاستثمار الصناعي، وإقناع المستثمرين بأن الصناعة لا تعني فقط المواجهة مع النقابات والنزاعات مع الجمارك، وإنما هناك أرباح مُجزية في آخر المطاف، ثم اختيار القطاعات والفروع التي يمكن أن ننميها ونهيئ لها الإطار التحفيزي الملائم».
وأوضح العلمي أن خطة المغرب تقوم على استقطاب صناع عالميين للاستثمار في الفروع المستهدفة لتشكيل النواة الصناعية الأولى، ثم تشجيع المناولين والممونين على القدوم والاستثمار حول هذه النواة. وفي مرحلة ثالثة تحفيز الرأسمال الوطني على الدخول في هذه المنظومات. وأشار العلمي إلى أن المغرب تمكن عبر اجتذاب شركات «رينو» و«بيجو» و«فورد» من رفع قطاع صناعة السيارات في ظرف وجيز إلى الصف الأول من بين القطاعات المصدرة. كما تمكن من استقطاب كبار صناعات الطائرات من قبيل «بوينغ»، التي استثمرت في المغرب دون شروط، و«إيرباص»، و«بومبارديي». ومن خلال هذه الاستراتيجية تمكن المغرب من إحداث 45 منظومة صناعة مندمجة ومتكاملة. ولدعم هذه الاستراتيجية أُنشئ صندوق استثمار لدعم الصناعة برأسمال 20 مليار درهم (مليارا دولار) في سبع سنوات، كما أنجزت دراسة دقيقة حول حاجيات هذا المخطط من العمالة التي وضعت على أساسها برامج للتكوين المهني لإعداد العمالة المؤهلة المطلوبة.
وقال العلمي: «حاليا بدأنا نحصد الثمار. وصرنا نلاحظ أن الأرقام والأهداف التي حددناها في 2014. وكنا نعتبرها جد طموحة، أصبحت متجاوزة بسبب التقدم الذي حققناه. وشرعنا في مراجعة هذه الأهداف بتشاور مع الفاعلين الاقتصاديين وتبني سقوفا أعلى بكثير مما كنا نتصوره».
وأشار العلمي إلى أن المغرب يطمح أيضا لإنجاز نقلة نوعية في المجال التكنولوجي والرقمي، وأنه مهتم بالاستفادة من التجربة الهندية في هذا المجال. وأضاف: «نطمح كذلك إلى لعب دور اقتصادي مركزي على المستوى الإقليمي، وأعتقد أن هذا الجانب يهم شركائنا الهنود أيضا».



الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)
TT

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس صالح الجاسر، تسجيل قطاع الطيران نمواً استثنائياً خلال عام 2024، حيث ارتفعت أعداد المسافرين بنسبة 15 في المائة، لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر، بزيادة نحو 24 في المائة على مستويات ما قبل الجائحة، فيما زادت أعداد الرحلات الجوية بنسبة 11 في المائة، إلى أكثر من 902 ألف رحلة.

وأضاف الجاسر خلال الاجتماع الـ15 للجنة التوجيهية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران، المُنعقد في الرياض، الخميس، أن نطاق الربط الجوي شهد زيادة بنسبة 16 في المائة، حيث أصبحت المملكة مرتبطة بـ172 وجهة حول العالم تنطلق منها الرحلات وإليها، وسجل الشحن الجوي نمواً استثنائياً بنسبة 34 في المائة؛ ليصل لأول مرة إلى أكثر من مليون طن خلال عام 2024.

من جانبه، بين رئيس هيئة الطيران المدني، عبد العزيز الدعيلج، أن النجاح الذي تحقق خلال العام الماضي يعود إلى الجهود التكاملية لجميع العاملين في القطاع، مشيراً إلى أن الطيران المدني السعودي حقق نمواً قياسياً خلال عامي 2023 و2024، بعد إحرازه قفزات كبيرة في الربط الجوي وأعداد المسافرين وخدمات الشحن الجوي.

وقال: «إن هذا التقدم يعكس التزام منظومة الطيران السعودي بتحقيق مستهدفات (رؤية 2030) في قطاع الطيران، من خلال الاستراتيجية الوطنية للطيران المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية».

ولفت الدعيلج النظر إلى أن قطاع الطيران حقق منجزات استثنائية غير مسبوقة منذ اعتماد مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للطيران قبل أربع سنوات، التي كانت بمنزلة محرك للتحول؛ حيث ساهمت في تعزيز النمو والابتكار؛ لتواصل ريادتها العالمية.

رئيس هيئة الطيران المدني عبد العزيز الدعيلج (واس)

وقد شهد قطاع الطيران المدني في المملكة تقدماً ملحوظاً منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للطيران قبل أربع سنوات، بما في ذلك خصخصة المطارات ونقل تبعيتها إلى شركة «مطارات القابضة»، وتأسيس شركة «طيران الرياض»، وإطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي والمخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد، وتدشين المنطقة اللوجيستية المتكاملة في مدينة الرياض التي تعد أول منطقة لوجيستية خاصة متكاملة في المملكة، واستقطاب كبرى الشركات العالمية في المنطقة ومنحها تراخيص الأعمال التجارية في المنطقة.

كما جرى إطلاق لائحة جديدة لحقوق المسافرين، وإجراء أكبر إصلاح تنظيمي في اللوائح الاقتصادية لقطاع الطيران خلال 15 عاماً، وإطلاق برنامج الاستدامة البيئية للطيران المدني السعودي وتفعيله، مع إطلاق خريطتي طريق التنقل الجوي المتقدم والطيران العام.

وحققت المملكة نسبة 94.4 في المائة في تدقيق أمن الطيران؛ لتحتل بذلك المركز السابع على مستوى دول مجموعة العشرين، في مجال قطاع أمن الطيران، وتحقيقها المرتبتين الـ18 والـ13 في معدل الربط الجوي الدولي خلال العامين السابقين، مقارنة بعام 2018، حيث كانت في المرتبة الـ27؛ وذلك وفقاً لتقرير مؤشر الربط الجوي الصادر عن اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا).

وكان الاجتماع الخامس عشر للجنة التوجيهية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للطيران، قد شهد حضور عدد من قادة قطاعي الرياضة والسياحة في المملكة، من بينهم الفريق المسؤول عن ترشيح المملكة لاستضافة كأس العالم، لمناقشة دور قطاع الطيران المدني في الاستعداد لاستضافة المملكة لبطولة عام 2034، وغيرها من الأحداث العالمية الكبرى التي ستقام في المملكة خلال العقد المقبل.