الأمن الإندونيسي يحدد هوية انتحاريي تفجير جاكرتا

وحدة مكافحة الإرهاب تدرس تورط «داعش» بالهجوم

الأمن الإندونيسي يحدد هوية انتحاريي تفجير جاكرتا
TT

الأمن الإندونيسي يحدد هوية انتحاريي تفجير جاكرتا

الأمن الإندونيسي يحدد هوية انتحاريي تفجير جاكرتا

تعرفت الشرطة الإندونيسية أمس على هوية انتحاريين قاما بتفجير قنابل قدور ضغط في محطة حافلات مزدحمة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة.
وقتل انتحاريان في محطة حافلات «كامبونج ميلايو» المزدحمة شرقي جاكرتا مساء أول من أمس، وأصيب 10 أشخاص على الأقل، بينهم خمسة من أفراد الشرطة، بحسب ما قالته الشرطة.
وقال المتحدث باسم الشرطة المحلية، مارتينوس سيتومبول، إنه من المعتقد أن الانتحاريين تربطهما علاقات بجماعة أنصار الدولة، وهي جماعة محلية مسلحة تستلهم مبادئها من تنظيم داعش، وتورطت في هجمات ومخططات تفجير تم إحباطها خلال العامين الماضيين.
وقال سيتومبول إن «طريقة العمل والنمط متطابقة»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
فيما قال متحدث آخر باسم الشرطة يدعى سيتيو واسيستو، إن الشرطة حددت هوية الانتحاريين، وهما إيشوان نور السلام (40 عاما) وأحمد سكري (32 عاما).
وأوضح أنه قد تم أخذ عينات حامض نووي (دي. إن. إيه) من أقاربهما في إقليم جاوة الغربية. وكانت داهمت وحدة مكافحة الإرهاب الإندونيسية يوم أمس منزل شخص يشتبه بأنه انتحاري في مدينة باندونج وقالت إنها عثرت على إيصال شراء إناء طهي بالضغط في موقع التفجير تم شراؤه يوم الاثنين من جاوة الغربية. ورغم أن معظم الهجمات في الآونة الأخيرة افتقرت للتنظيم الجيد فإن السلطات تعتقد أن نحو 400 إندونيسي انضموا إلى «داعش» المتطرف في سوريا وقد يشكلون خطرا جسيما إذا عادوا إلى البلاد.
وقالت الشرطة إن هجوم الأربعاء استهدف رجال الشرطة بأواني طهي مضغوطة ملغومة.
وهذا الهجوم هو الأدمى في البلاد منذ يناير (كانون الثاني) 2016 حينما هاجم انتحاريون ومسلحون العاصمة ما أسفر عن مقتل ثمانية بينهم أربعة مهاجمين.
من جانبه، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في بيان «علينا أن نحتفظ بهدوئنا... ونحن نستعد لحلول شهر رمضان».
وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية أوي سيتيونو «من المرجح بدرجة كبيرة» أن جماعة على صلة بتنظيم داعش كانت وراء هجوم يوم الأربعاء. وأضاف: «هناك صلة لكننا ما زلنا ندرس ما إذا كانت شبكة دولية»، وفق ما نقلت عنه رويترز للأنباء.
وكان قال سيتيونو في وقت سابق للصحافيين إن الشرطة تحقق فيما إذا كان المهاجمان تلقيا أوامر مباشرة من سوريا أو أي مكان آخر.
إلى ذلك، لجأ إندونيسيون اليوم الخميس إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليعلنوا عدم خوفهم بعد الهجوم الانتحاري المزدوج, كما ساعد السكان أمس في إزالة آثار بقع الدماء وشظايا الزجاج المكسور التي تناثرت على الأرض في أعقاب الهجومين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.