الصحف الأوروبية تتابع «فرصة إعادة تدشين النظام في الشرق الأوسط»

مقال صحافي «الأوبزرفر» مارتن شولوف الذي يغطي زيارة ترمب للرياض
مقال صحافي «الأوبزرفر» مارتن شولوف الذي يغطي زيارة ترمب للرياض
TT

الصحف الأوروبية تتابع «فرصة إعادة تدشين النظام في الشرق الأوسط»

مقال صحافي «الأوبزرفر» مارتن شولوف الذي يغطي زيارة ترمب للرياض
مقال صحافي «الأوبزرفر» مارتن شولوف الذي يغطي زيارة ترمب للرياض

اهتمت الصحف الأوروبية بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة العربية السعودية، ونشرت معظم الصحف أخبار الزيارة في صفحاتها الأولى وخصصت لها مساحة بالصور.
ففي بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي، اهتمت صحيفة «ستاندرد» اليومية بتفاصيل الزيارة والاتفاقات التي وقعت بين الجانبين. ونقلت تصريحات للرئيس الأميركي للصحافيين المرافقين له قال فيها: «إنه يوم عظيم واتفاقيات كبيرة في مجال الاستثمار، وهذا يعني وظائف، وظائف... وظائف»، هذا إلى جانب الاهتمام بمشاركة رؤساء دول عربية وإسلامية في قمة مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وفي العاصمة البريطانية لندن، نشرت صحيفة «الأوبزرفر» موضوعاً بعنوان «مسؤولون سعوديون يرون في زيارة ترمب إعادة لتدشين النظام في الشرق الأوسط». وتقول الصحيفة إن عدداً من كبار المسؤولين السعوديين يرون أن زيارة ترمب، التي تضمنت توقيع صفقة سلاح بقيمة 110 مليارات دولار، أسهمت في توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض وإنهاء أي توتر بينهما.
ويوضح مارتن شولوف، الذي يغطي زيارة ترمب للصحيفة من الرياض، أن المسؤولين السعوديين أكدوا قبل الزيارة أن اختيار ساكن البيت الأبيض للرياض كي تكون أول محطة له في جولته في المنطقة يعبر عن رغبة واشنطن في العودة مرة أخرى لتلعب دور الداعم للمملكة وحلفائها.
ويضيف شولوف أن كثيراً من الاتفاقات بين البلدين التي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات كانت قد وقعت بالفعل قبل أن تحط طائرة ترمب في مطار الرياض، كما أن عدداً آخر من الاتفاقات وُقع بعد ساعات قليلة من وصوله.
وينقل شولوف عن مسؤول بارز في البيت الأبيض قوله إن ترمب ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وقعا الاتفاقات مع المملكة بما فيها اتفاقات عسكرية لدعم السعودية ومنطقة الخليج قاطبة في مواجهة التهديدات الإيرانية.
ويوضح أن بياناً صدر عن البيت الأبيض جاء فيه أن «هذه الاتفاقات توضح بكل حزم أن الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتها مع السعودية ودول الخليج، كما أنها توسع فرص استثمارات الشركات الأميركية في المنطقة وتدعم توفير فرص عمل بالآلاف للمواطنين في مجال الصناعات العسكرية».



تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)
TT

تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)

تحدثت شركة «غوغل» عن خطتها لتطوير عملية البحث خلال عام 2025، وأشارت إلى تغييرات مرتقبة وصفتها بـ«الجذرية»؛ بهدف «تحسين نتائج البحث وتسريع عملية الوصول للمعلومات»، غير أن الشركة لم توضح كيفية دعم الناشرين وكذا صُناع المحتوى، ما أثار مخاوف ناشرين من تأثير ذلك التطوير على حقوق مبتكري المحتوى الأصليين.

الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، سوندار بيتشاي، قال خلال لقاء صحافي عقد على هامش قمة «ديل بوك» DealBook التي نظمتها صحيفة الـ«نيويورك تايمز» خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «نحن في المراحل الأولى من تحول عميق»، في إشارة إلى تغيير كبير في آليات البحث على «غوغل».

وحول حدود هذا التغيير، تكلّم بيتشاي عن «اعتزام الشركة اعتماد المزيد من الذكاء الاصطناعي»، وتابع أن «(غوغل) طوّعت الذكاء الاصطناعي منذ عام 2012 للتعرّف على الصور. وعام 2015 قدّمت تقنية (رانك براين) RankBrain لتحسين تصنيف نتائج البحث، غير أن القادم هو دعم محرك البحث بتقنيات توفر خدمات البحث متعدد الوسائط لتحسين جودة البحث، وفهم لغة المستخدمين بدقة».

فيما يخص تأثير التكنولوجيا على المبدعين والناشرين، لم يوضح بيتشاي آلية حماية حقوقهم بوصفهم صُناع المحتوى الأصليين، وأشار فقط إلى أهمية تطوير البحث للناشرين بالقول إن «البحث المتقدم يحقق مزيداً من الوصول إلى الناشرين».

كلام بيتشاي أثار مخاوف بشأن دور «غوغل» في دعم المحتوى الأصيل القائم على معايير مهنية. لذا، تواصلت «الشرق الأوسط» مع «غوغل» عبر البريد الإلكتروني بشأن كيفية تعامل الشركة مع هذه المخاوف. وجاء رد الناطق الرسمي لـ«غوغل» بـ«أننا نعمل دائماً على تحسين تجربة البحث لتكون أكثر ذكاءً وتخصيصاً، وفي الأشهر الماضية كنا قد أطلقنا ميزة جديدة في تجربة البحث تحت مسمى (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews، وتعمل هذه الميزة على فهم استفسارات المستخدمين بشكل أفضل، وتقديم نتائج بحث ملائمة وذات صلة، كما أنها توفر لمحة سريعة للمساعدة في الإجابة عن الاستفسارات، إلى جانب تقديم روابط للمواقع الإلكترونية ذات الصلة».

وحول كيفية تحقيق توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث وضمان دعم مبتكري المحتوى الأصليين وحمايتهم، قال الناطق إنه «في كل يوم يستمر بحث (غوغل) بإرسال مليارات الأشخاص إلى مختلف المواقع، ومن خلال ميزة (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews المولدة بالذكاء الاصطناعي، لاحظنا زيادة في عدد الزيارات إلى مواقع الناشرين، حيث إن المُستخدمين قد يجدون معلومة معينة من خلال البحث، لكنهم يريدون المزيد من التفاصيل من المصادر والمواقع».

محمود تعلب، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن التغييرات المقبلة التي ستجريها «غوغل» ستكون «ذات أثر بالغ على الأخبار، وإذا ظلّت (غوغل) ملتزمة مكافحة المعلومات المضللة وإعطاء الأولوية لثقة المُستخدم، فمن المرجح أن تعطي أهمية أكبر لمصادر الأخبار الموثوقة وعالية الجودة، والذي من شأنه أن يفيد مصادر الأخبار الموثوقة».

أما فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي المصري والمحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، فقال لـ«الشرق الأوسط» خلال حوار معه: «التغيير من قبل (غوغل) خطوة منطقية». وفي حين ثمّن مخاوف الناشرين ذكر أن تبعات التطوير «ربما تقع في صالح الناشرين أيضاً»، موضحاً أن «(غوغل) تعمل على تعزيز عمليات الانتقاء للدفع بالمحتوى الجيد، حتى وإن لم تعلن بوضوح عن آليات هذا النهج، مع الأخذ في الاعتبار أن (غوغل) شركة هادفة للربح في الأساس».