الإعلام الروسي: الزيارة إعلان نهاية نهج أوباما وتحذير لإيران

أولت وسائل الإعلام الروسية اهتماماً خاصاً باختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المملكة العربية السعودية محطة أولى في أول جولة خارجية له منذ فوزه بالرئاسة في الولايات المتحدة. ومع أن الزيارة جاءت في نهاية الأسبوع، هي أيام عطلة الإعلام في روسيا، إلا أن وكالات الأنباء الروسية الكبرى، ركزت على أخبار الزيارة وكل ما تم التوصل إليه خلالها من اتفاقيات بين الرياض وواشنطن.
وبرز إجماع في التقارير الإعلامية الروسية حول تلك الجولة على أن ترمب يريد منها إرسال إشارات لإيران تؤكد عمق العلاقة مع المملكة، وأنه يسعى إلى طمأنه حلفائه في الشرق الأوسط بأن سياسته في المنطقة، لن تكون مثل سياسة سلفه باراك أوباما، وأخيراً يريد ترمب خلال الجولة الحالية العمل على حشد القوى للتصدي للإرهاب والتطرف، وفق ما تجمع وسائل الإعلام الروسية.
وفي تقرير موسع حول تلك الزيارة، نشرته أمس على موقعها الرسمي تناولت وكالة «تاس» زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة بكل تفاصيلها، وفي فقرة بعنوان «الدفء بعد أوباما»، قالت إن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصل صباح السبت إلى الرياض. وكانت المملكة العربية السعودية أول محطة له في جولته الخارجية الأولى، وهذا أمر يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، الأمر الذي يعطي تلك الزيارة أهمية كبرى».
وتضيف «تاس»: «تنظر الرياض إلى هذا اليوم على أنه يوم تحول جذري في العلاقات السعودية - الأميركية، ورمز لعودة الولايات المتحدة إلى المنطقة». وعندما أعلن البيت الأبيض عن اختيار ترمب للملكة العربية السعودية محطة أولى له، نشرت «تاس» تقريراً قالت فيه إن الرئيس الأميركي «سينطلق في جولته الخارجية الأولى يوم 19 مايو (أيار) وسيتجه إلى الرياض، حيث تستمر زيارته يومين. وهناك سيستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وفي 20 مايو ستنعقد القمة الأميركية - السعودية في الرياض، وفي اليوم التالي ستجرى لقاءات عدة رفيع المستوى، يشارك فيها قادة من أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية». وفي إجابتها على سؤال «لماذا الرياض أولاً؟» تستعين «تاس» بما قاله محللون لصحف أميركية، بأن «هذه الزيارة من شأنها أن تعوض الخطاب المناهض للإسلام الذي لعب دوراً في حملة ترمب الانتخابية». وتضيف الوكالة إن «قرار البيت الأبيض بخصوص الجولة الخارجية الأولى جاء بمثابة توبيخ لإدارة أوباما، التي حاولت إقامة علاقات أفضل مع إيران».
من جانبها تناولت صحيفة «إزفستيا» جولة ترمب الخارجية الأولى في تقرير موسع أمس، قالت فيه إن الخبراء يجمعون على فشل ذريع لسياسة أوباما في الشرق الأوسط، و«ترمب وبخ الإدارة السابقة أكثر من مرة لهذا السبب»، ومن هنا تصف الصحيفة الروسية زيارة ترمب إلى السعودية، ومن ثم دول أخرى في المنطقة، بأنها «فرصة رائعة ليؤكد (لدول المنطقة) أنه يبتعد عن سياسة أوباما»، وتضيف: «بالنسبة للسعودية فإن زيارة ترمب تحمل في طياتها عاملاً إضافياً، وتحديداً هي بمثابة إشارة أميركية لإيران».
ويقول المحلل السياسي الروسي ميخائيل ريميزوف، مدير معهد الاستراتيجية الوطنية، لصحيفة «إزفستيا»، إن «جولة ترمب الحالية تشكل أهمية في سياق الموضوع الإيراني»، ويوضح أن «زج إيران مجدداً في الزاوية، واحدة من المهام الرئيسية للجمهوريين».