الصحف الإيرانية... انقسام متواصل حتى بعد الانتخابات

غداة الإعلان الرسمي لفوز الرئيس الإيراني حسن روحاني بفترة رئاسية ثانية واصلت الصحف الإيرانية انقسام ما قبل الانتخابات وبينما كانت صورة روحاني والاحتفال بالنصر على الصفحات الأولى في الصحف الموالية للائتلاف الإصلاحي والمعتدل فإن الصحف المحافظة والمقربة من الحرس الثوري أبرزت صورة خامنئي وركزت على مقتطفات من بيانه الذي صدر بعد إعلان النتائج ولم يتطرق فيه إلى اسم الرئيس المنتخب، وهو ما يقدم صورة عن الفترة المقبلة في إيران.
وفي يوم السبت كانت عناوين الصحف الإصلاحية تجهز أنصار روحاني للاحتفال بالخبر السار وكانت العناوين توحي بتقدم روحاني رغم أنها دخلت المطابع بالتزامن مع فرز الأصوات، وفي المقابل فإن الصحف المحافظة اختارت عناوين تشير إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات من دون الاهتمام بالنتائج، وهو ما اعتبر أيضاً استعداداً لقبول الهزيمة.
وصدر عدد الأحد لصحيفة «شرق الإصلاحية» في غلافين مختلفين على غلاف النشرة الأولى حسن روحاني يلوح بشارة النصر في الانتخابات وكتبت في عنوانها الرئيسي «فتح الغد»، واختارت من خطاب خامنئي دعوته للوحدة، ومن خطاب روحاني اختارت قوله حول أثر «النتائج على خروج إيران من الجمود وانتصار السلام على التوتر والعنف».
وكانت الصحيفة في افتتاحية يوم السبت اعتبرت «حسن روحاني الفائز في ميدان انهزم فيه رئيسي والأصوليون» ورأت الصحيفة أن الهزيمة نتيجة خطاب المحافظين قبل أن تكون نتيجة الأصوات الانتخابية، مضيفة أن الأصوليين لكي يحققوا الفوز على المنافس لجأوا لكل السبل. وكان الجزء الأول من الافتتاحية بوابة الهجوم على عمدة طهران محمد باقر قاليباف الذي انسحب من السباق لصالح رئيسي. ورأت الصحيفة انه يواجه مستقبل غامض ومبهم مشددا على انه «لا مكانة له في المناصب الانتخابية بعد الآن».
وفي مقال آخر على الصفحة الأولى أشارت «شرق» إلى لجوء رئيسي المرشح لخلافة خامنئي إلى مغني الراب المثير للجدل أمير تتلو وقارنت الصحيفة بين موقف المحافظين من تحالف رئيسي مع تتلو مع الجدل الذي أثاره المحافظون ضد الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي في انتخابات 2008 عندما التقى مغني الراب ساسي مانكن.
بدروها، ردت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية على فوز روحاني بنشر صورته على كل الصفحة الأولى وعنونت «محامي الشعب»، وهو اقتباس من جملة روحاني في خطاباته الانتخابية التي خير فيها الإيرانيون بين قاضٍ ومحامٍ، وقال إن المحامي يدافع عن حقوق الشعب بينما القاضي يصدر الأحكام ضدهم، وهي كانت إشارة صريحة إلى سجل رئيسي في القضاء الإيراني على مدى أكثر من ثلاثة عقود. كما لفتت الصحيفة إلى القائمة المدعومة من روحاني في انتخابات بلدية طهران.
وفي مقال افتتاحي ذكرت الصحيفة أن «داعمي روحاني هم أشخاص اتفقوا على رفض منافس التيار المخالف (المحافظ) وفي الواقع إن موقف سلبي تسبب الوحدة في معسكر روحاني. وتشدد الصحيفة على أن الوحدة حصلت بين جماعات لم يتفقوا على ما يريدون ولكنهم توصلوا إلى توافق مؤكد حول ما لا يريدون. ورأت الصحيفة أن ائتلاف روحاني نجح عندما قدم خصومه في الانتخابات على أنهم «تهديد» للبلاد.
وكانت صحيفة «اعتماد» من بين الصحف التي توقعت فوز روحاني يوم السبت قبل إعلان النتائج وكتب في العنوان الرئيسي «تكرار الشعب»، في إشارة إلى تكرار انتخاب روحاني، وكلمة تكرار التي برزت باللون الأحمر إشارة إلى رسالة دعم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الذي أصر على استخدام كلمة «تكرار» في بيانه. وقالت الصحيفة إن النتائج ستظهر أياً من الرجال الدين اختاره الإيرانيون للرئاسة هل يختارون رجلاً عملياً (روحاني) أو رجل دين يرفع شعارات وفق مبادئ النظام (رئيسي).
صحيفة «آرمان» الناطقة باسم الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني نشرت على صفحتها الأولى اقتباسات من خطاب روحاني في عنوانها الرئيسي «انتصرنا على بركة الله» وفي العنوان الفرعي أشارت إلى «غياب رفسنجاني في ربيع روحاني». كما توقعت الصحيفة على صعيد انتخابات مجالس البلدية تكرار فوز الائتلاف الإصلاحي والمعتدل في انتخابات البرلمان العام الماضي وذكرت أن النتائج تظهر تقدم قائمة «الأمل» .
صحيفة «قانون» الإصلاحية في افتتاحيتها اعتبرت أن خسارة إبراهيم رئيسي بأكثر من 15 مليون و700 ألف صوت قدمته كأقلية قوية «على الرغم من تصرفاته خلال الحملات الانتخابية التي سببت استياء بعض حلفائه». وتتابع أن مرشح المحافظين الذين دعموه في قمار الانتخابات لم يجلب لهم إلا الندم بحسب الصحيفة لأنهم شعروا بالاحتقار عندما لجأوا إلى جيش من أربعة ملايين «تتليتي» وهي التسمية التي يعرف بها أنصار المغني المثير للجدل في إيران تتلو. كما هاجمت الصحيفة عمدة طهران محمدباقر قاليباف لانتهاكه الأخلاق السياسية وقالت إنه «لعب في أرض الأعداء».
من جهتها، صحيفة «آفتاب يزد» الإصلاحية نشرت على صفحتها الأولى صورة روحاني من الوراء وهو يلوح بيده إلى أنصاره وعنونت «لبيك للسيد المحامي» واعتبرت الصحيفة في المقال الافتتاحي أن روحاني «قصم ظهر الشعبوية». في المقابل، فإن صحف التيار المحافظ مثل صحيفة «كيهان» خصصت صفحتها الأولى لبيان خامنئي حول الانتخابات اختار للعنوان الرئيسي التأكيد على حل قضية الطبقات الفقيرة ومواجهة الفساد.
وبدورها صحيفة «وطن أمروز» المتشددة من دون أن تشير إلى فوز روحاني خصصت صفحتها الأولى على كلام خامنئي الذي اعتبر النظام الفائز في الانتخابات واختارت صوراً من مختلف مناطق إيران، وخصوصاً الأقليات القومية لإظهار مشاركتهم في عملية الاقتراع.
واختارت صحيفة «جوان» الناطقة باسم الحرس الثوري مقتطفات من تصريحات خامنئي حول الطبقات الفقيرة ومكافحة الفساد ونشرت صورة روحاني لدى إلقائه خطاباً متلفزاً وعنونت «روحاني أيضاً تولى فترتين»، في إشارة إلى محاولات المحافظين في اختصار رئاسة روحاني بفترة رئاسية ثانية. صحيفة «سياست روز» المحافظة كذلك سلطت على الانتخابات عبر ثنائية كلام المرشد وصورة وروحاني واختارت من كلامه «إنني رئيس كل الشعب».