أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، اليوم (السبت)، أن الرئيس المحسوب على التيار الإصلاحي والمنتهية ولايته حسن روحاني، حقق تقدماً كبيراً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وحصل على نحو 58 في المائة من الأصوات.
وقال رئيس لجنة الانتخابات في إيران علي أصغر أحمدي للصحافيين إن روحاني تقدم على منافسه رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي. وأضاف أن أكثر من 40 مليون إيراني صوتوا في الانتخابات مما يجعل نسبة المشاركة تزيد على 70 في المائة.
وقال مصدر إيراني رسمي لـ«رويترز» نقلا عن نتائج مبكرة غير رسمية إن روحاني يتصدر السباق الرئاسي بشكل كبير وإنه في طريقه لإلحاق الهزيمة بمنافسه المحافظ. أضاف: «حسم الأمر، روحاني هو الفائز». ولفت إلى أن روحاني حصل على 21.6 مليون صوت مقابل 14 مليونا لمنافسه رئيسي بعد فرز 37 مليون صوت، مشيراً إلى أن هناك أربعة ملايين صوت لم يتم فرزها بعد.
ويبدو أن الإقبال الكبير جاء في صالح روحاني الذي قال مؤيدوه مرارا إن أكبر مخاوفهم هي عزوف الناخبين ذوي الميول الإصلاحية عن التصويت بسبب إحباطهم من بطء وتيرة التغيير.
وواجه روحاني (68 عاما)، الذي اكتسح الانتخابات قبل أربعة أعوام بعد أن وعد بانفتاح إيران على العالم ومنح مواطنيها مزيدا من الحريات في الداخل، تحديا قويا بشكل غير متوقع من رئيسي أحد تلاميذ المرشد الإيراني علي خامنئي.
وبعد أن أدلى بصوته قال روحاني، الذي أبرم اتفاقا مع القوى العالمية قبل عامين للحد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع معظم العقوبات الاقتصادية، إن الانتخابات مهمة «لدور إيران في المنطقة والعالم في المستقبل».
وألقى رئيسي (56 عاما) مسؤولية سوء إدارة الاقتصاد على روحاني وسافر إلى المناطق الفقيرة، حيث نظم تجمعات انتخابية ووعد بتوفير مزيد من مزايا الرعاية الاجتماعية والوظائف.
ويعتقد أن رئيسي يحظى بدعم الحرس الثوري وتأييد ضمني من خامنئي الذي تفوق سلطاته الرئيس المنتخب لكنه عادة ما يفضل البقاء بعيدا عن المشهد السياسي بتفاصيله اليومية.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن رئيسي قوله بعد أن أدلى بصوته: «أحترم نتيجة تصويت الشعب وستلقى النتيجة احتراما مني ومن كل الناس»، لكنه ظهر في وقت لاحق في وزارة الداخلية في طهران واشتكى من نقص أوراق الاقتراع في كثير من مراكز التصويت.
وفي الانتخابات الأخيرة حصل روحاني على ثلاثة أمثال الأصوات التي حصل عليها أقرب منافسيه. لكن المنافسة أشد احتداما هذه المرة لأن المرشحين المحافظين الآخرين انسحبوا وألقوا بثقلهم خلف رئيسي.
ويأمل الحرس الثوري والمحافظون في أن يتيح فوز رئيسي فرصة لهم لاستعادة السيطرة على السلطة الاقتصادية والسياسية التي يرون أنها قوضت بسبب رفع العقوبات والانفتاح على الاستثمار الخارجي.
وخلال أسابيع من الحملات الانتخابية تبادل رئيسي وروحاني الاتهامات بالفساد والوحشية على شاشات التلفزيون بحدة لم تر الجماهير مثلها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وينفي كل منهما هذه الاتهامات.
وفي تحذير نادر يسلط الضوء على التوترات السياسية المتصاعدة، حث روحاني الحرس الثوري وميليشيا الباسيج التابعة له على عدم التدخل في الانتخابات.
وكانت الشكوك في أن أفراد الحرس الثوري وميليشيا الباسيج زوروا نتائج الانتخابات لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009 وقد تسببت في احتجاجات دامت ثمانية أشهر في جميع أنحاء البلاد وواجهت قمعا عنيفا.
روحاني رئيساً لإيران في ولاية ثانية
روحاني رئيساً لإيران في ولاية ثانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة