مؤتمر «البناء الوطني» المعارض يناقش أزمة الحكم في تونس

انتقد رياض الشعيبي، مؤسس حزب البناء الوطني التونسي المعارض والقيادي السابق في حركة النهضة، خلال افتتاح المؤتمر الأول لحزبه أمس، ظاهرة الإسلام السياسي في تونس، مؤكدا أن من يراهن على المرجعية الآيديولوجية للحكم خلال المرحلة السياسية المقبلة فسيواجه رفضا كبيرا من المجتمع.
واعتبر الشعيبي أن ما تعيشه الأحزاب السياسية ذات المرجعية الآيديولوجية في هذه المرحلة من أزمة سياسية وأخلاقية يضعها، حسبه، أمام طريقين لا ثالث لهما: إما القطع النهائي مع الآيديولوجيا السياسية قصد الاستمرار داخل المشهد السياسي، أو الاندثار خاصة بالنسبة لأحزاب معروفة على غرار النهضة وبعض الأحزاب اليسارية المتطرفة، التي ستجد نفسها مهددة بالزوال إذا ما واصلت طريقها على الوتيرة نفسها، حسب تعبيره.
ويعقد حزب البناء الوطني المعارض، الذي تأسس سنة 2014 مؤتمره بحضور ممثلين عن الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان)، تحت شعار «العدل أساس العمران»، وواكب فعاليات الجلسة الافتتاحية حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق، وعماد الدايمي الأمين العام لحزب حراك تونس الإرادة، وخالد الكريشي ممثلا عن هيئة الحقيقة والكرامة،بالإضافة إلى ممثلين عن بقية الأحزاب الحاكمة والمعارضة، وثلة من نواب البرلمان.
وقال مصعب بن عمار، القيادي في حزب البناء الوطني، إنه من المنتظر أن يصادق المؤتمر على اللائحة السياسية، ولائحة النظام الداخلي، واللائحة العامة، واللائحة الاقتصادية والاجتماعية، كما يصادق على تعديل النظام الأساسي لتختتم أشغال المؤتمر غدا بانتخاب قيادة الحزب الذي قد يشهد تغييرا على مستوى هيكلته.
ويناقش المؤتمر أبرز تطورات الوضع العام بالبلاد، وفي مقدمتها أزمة الحكم، والخيارات السياسية للخروج من الأزمة، وسبل تثبيت الانتقال الديمقراطي، إلى جانب مواقف الحزب من عدة تحديات مثل الفساد، وضعف مؤشرات التنمية، وتواصل معدلات البطالة ومستقبل الانتخابات البلدية المقبلة بعد استقالة ثلاثة من أعضائها، علاوة على التحالفات السياسية المطروحة على الحزب.
على صعيد غير متصل، نفى عماد الدايمي الأمين العام لحزب «حراك تونس الإرادة» المعارض، الذي أسسه المنصف المرزوقي الرئيس السابق، وجود استقالات جماعية في الحزب، وذلك خلال انعقاد الهيئة السياسية للحزب، وتعيينه على رأس الأمانة العامة لأحد أهم الأحزاب المعارضة في تونس.