قمة أردنية ـ عراقية تناقش تأمين الحدود

عبد الله الثاني التقى معصوم وبارزاني وشدد على وقوف عمان وبغداد «في خندق واحد»

العاهل الأردني والرئيس العراقي في عمان أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني والرئيس العراقي في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

قمة أردنية ـ عراقية تناقش تأمين الحدود

العاهل الأردني والرئيس العراقي في عمان أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني والرئيس العراقي في عمان أمس (أ.ف.ب)

ناقش العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس العراقي فؤاد معصوم، خلال قمة جمعتهما في عمان، أمس، تأمين الطريق الدولي بين البلدين، والإسراع بمد خط النفط بينهما.
واعتبر ملك الأردن أن بلاده والعراق «يقفان في خندق واحد بمواجهة خطر الإرهاب»، وأن «مصالح الأردن بالنسبة إلى العراق هي في وحدته واستقراره وازدهاره، ليكون سنداً لأمته العربية، وركناً أساسياً للأمن والاستقرار في المنطقة».
وأكد الجانبان على «متانة العلاقات» بينهما، وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات كافة، لا سيما السياسية والاقتصادية والأمنية، وضرورة تفعيل عمل اللجان المشتركة لتحقيق نتائج ملموسة في التعاون الاقتصادي.
وشددا على «أهمية تأمين المنافذ الحدودية والطريق الدولي الواصل بين البلدين، إضافة إلى الإسراع بتنفيذ خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة».
وقال الرئيس العراقي إن خط النفط والغاز «استراتيجي ومهم للعراق والأردن»، لافتاً إلى أن «العمل يجري بشكل مكثف لفتح الطريق الدولي، باعتباره يشكل أولوية لنا». وعرض خلال اللقاء التقدم العسكري الذي تحققه الحكومة العراقية في محاربة «داعش»، إضافة إلى «الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي».
وشدد الطرفان على «أهمية تكثيف التعاون والجهود، إقليمياً ودولياً، لمحاربة الإرهاب، وما يتطلبه ذلك من استمرار التنسيق والتشاور بين مختلف الأطراف المعنية، وضمن استراتيجية شاملة». وأكد معصوم الذي سيشارك في اجتماعات «المنتدى الاقتصادي العالمي» في البحر الميت، أن «العراق هو امتداد وسند لأمته العربية»، داعياً العرب إلى «الوقوف إلى جانبه ودعمه».
واستقبل الملك عبد الله الثاني، أمس، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الذي يزور الأردن للمشاركة في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي». وتناول اللقاء «آليات تمتين التعاون بين الأردن وإقليم كردستان، والنهوض بها إلى مجالات أوسع، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية». وشدد العاهل الأردني على دعم بلاده «جهود تعزيز أمن العراق واستقراره، وتحقيق الوفاق بين جميع الفصائل السياسية، وكذلك جهود تحقيق المصالحة الوطنية التي تشمل مكونات الشعب العراقي كافة».\



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.