«سوريا الديمقراطية» تسيطر على المزيد من القرى شمال وشرق الرقة

في إطار نهجها لإخراج «داعش» من معقله الرئيسي في البلاد

عناصر من  قوات سوريا الديمقراطية (أ.ب)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أ.ب)
TT

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على المزيد من القرى شمال وشرق الرقة

عناصر من  قوات سوريا الديمقراطية (أ.ب)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أ.ب)

سيطرت قوات سوريا الديمقراطية في الساعات الـ24 الاخيرة على عدد من القرى الواقعة على بعد أربعة كيلومترات شمال وشرق مدينة الرقة، معقل المتطرفين في سوريا، وفق ما افاد متحدث باسمها والمرصد السوري لحقوق الانسان.
ورغم هذا التقدم في بعض المواقع من جهتي الشمال والشرق، لا يزال ائتلاف الفصائل العربية الكردية المدعوم من واشنطن على بعد أربعين كيلومترا عن مدينة الرقة من جهة الغرب فيما يسيطر المتطرفون على كامل المنطقة الواقعة جنوب الرقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لوكالة الصحافة الفرنسية "سيطرت قواتنا ليل الثلاثاء على ثلاث قرى لتصبح على بعد أربعة كيلومترات شمال مدينة الرقة".
وفي الوقت ذاته، سيطرت هذه القوات على قريتين تقعان على بعد أربعة كيلومترات عن الرقة وانما من جهة الشرق، بحسب سلو.
وبدأت هذه القوات في نوفمبر (تشرين الثاني) هجوماً بدعم من التحالف لطرد تنظيم "داعش" الارهابي من معقله في الرقة. وتمكنت منذ بدء الهجوم من قطع طرق امداد رئيسية للمتطرفين الى الرقة من الشمال والشرق والغرب كما سيطرت الاسبوع الماضي على مدينة الطبقة الاستراتيجية الواقعة على بعد 55 كيلومترا غرب الرقة.
وأوضح سلو ان "وحداتنا تعمل على توحيد الجبهتين الشمالية والشرقية لإتمام حصار المدينة بشكل كامل من هاتين الجهتين" تزامناً مع "السعي لاطباق الحصار من الجهة الغربية تمهيداً لاطلاق الهجوم على مدينة الرقة في الوقت المناسب".
وتخطط قوات سوريا الديمقراطية في المرحلة المقبلة للتقدم من شرق مدينة الطبقة نحو بلدة المنصورة الواقعة في ريف الرقة الغربي والتي تبعد 35 كيلومتراً عن مدينة الرقة.
وأعلنت هذه القوات الجمعة ان الهجوم على مدينة الرقة سينطلق بداية الصيف في إطار المرحلة الاخيرة من عملية "غضب الفرات" المستمرة منذ اشهر.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن للوكالة ان قوات سوريا الديمقراطية وبسيطرتها على القرى الخمس، "تقدمت أربعة كيلومترات من جهة الشمال ونحو كيلومترين من جهة الشرق" موضحا انها تحاول "التقدم في الوقت ذاته من نقاط عدة بهدف ربط مناطق سيطرتها في الجهتين الشمالية والشرقية".
ولا تزال حركة المتطرفين ممكنة جنوب الرقة عبر التنقل على متن قوارب تعبر نهر الفرات. كما ان طريقهم مفتوحة الى مدينة السخنة الاستراتيجية، معقلهم في ريف حمص الشرقي (وسط). ويمكنهم الانتقال منها الى محافظة دير الزور (شرق) التي يسيطرون عليها بشكل شبه كامل منذ العام 2014.
وتقود قوات سوريا الديمقراطية القتال ضد المتطرفين بدعم من التحالف. ويثير الدعم الاميركي لهذه القوات غضب انقرة التي تعتبر الوحدات الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا "منظمة ارهابية". وتعدها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.