الأسد يطلق رصاصة الرحمة على «القيادة القومية»

الأسد يطلق رصاصة الرحمة على «القيادة القومية»
TT

الأسد يطلق رصاصة الرحمة على «القيادة القومية»

الأسد يطلق رصاصة الرحمة على «القيادة القومية»

أطلق نظام «البعث» السوري رصاصة الرحمة على قيادته القومية، في المؤتمر القومي الرابع عشر الذي عقد في دمشق، أول من أمس، بعد نحو 4 عقود على انعقاد المؤتمر القومي الثالث عشر. وتقدم أعضاء القيادة القومية باستقالاتهم، على أن يتم تشكيل «مجلس قومي» يحل محلهم.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن المؤتمر انعقد في دمشق الأحد بمشاركة «أعضاء القيادتين القومية والقطرية للحزب في سوريا ومندوبين عن التنظيمات الحزبية القومية اللبنانية والفلسطينية والأردنية والعراقية واليمنية والسودانية والتونسية والموريتانية، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة». وقدمت القيادة القومية الحالية استقالتها للمؤتمر، وتم التوصل إلى أن تلتقي القيادة الجماعية للحزب في إطار مجلس قومي، كبديل لصيغة القيادة القومية، يجتمع دورياً ويتشكل من جميع مندوبي التنظيمات في الأقطار العربية.
وأشارت الوكالة إلى أن جميع الأعضاء المشاركين في المؤتمر الذي جرى بعيداً عن الإعلام من دون سابق إعلان رسمي، انتخبوا الأمين القطري المساعد لحزب «البعث» هلال الهلال رئيساً للمؤتمر الرابع عشر. وفيما يشبه المواساة وتقديم العزاء للقيادة القومية، قال الهلال خلال المؤتمر، إن القرارات المنبثقة عنه «جريئة وقوية جداً وتساعد في الانتقال إلى عمل قومي مميز بكوادر بعثية أثبتت في هذه الظروف أنها على قدر المسؤولية وتحمل الصعاب».
إلا أن ذلك لم يمنع توجيه الهلال انتقادات «للعمل البعثي على الساحة العربية» بأنه «لم يكن بالمستوى المطلوب»، حسبما نقلت «سانا» التي أشارت إلى أن الهلال «نقل محبة وتحية» الأمين القطري لحزب «البعث» بشار الأسد الذي لم يحضر المؤتمر، «لكل أعضاء وتنظيمات الحزب وقياداته في الدول العربية».
يُشار إلى أن «القيادة القطرية» كانت قد تسلّمت مكاتب وممتلكات تابعة لـ«القيادة القومية» في عام 2016، بعد تراجع دور «البعث»، بحسب الدستور الذي وضعه نظام الأسد عقب ثورة 2011 ضده. ويعتبر «المؤتمر القومي» أعلى سلطة في الحزب، ويمثل تنظيمات الحزب في الأقطار العربية كافة، ويتكون من أعضاء «القيادة القومية» الأصلاء والاحتياط، إضافة إلى أعضاء «القيادات القطرية» وممثلي الأقطار المتمّمين المنتخبين من بين أعضاء المؤتمرات القطرية وممثلي المنظمات القومية وأعضاء المحكمة الحزبية.
وصدر عن المؤتمر بيان جاء فيه أن «نقاشات مستفيضة جرت بهدف الاتفاق على صيغة عصرية حيوية جديدة تجمع بين حرية حركة أحزاب البعث في الأقطار العربية من جهة، والالتزام بالفكر القومي العروبي من جهة أخرى... مع الأخذ بعين الاعتبار أن المندوبين جاءوا من ساحات عمل مختلفة لكل منها همومها ومهامها».
وتم التوصل إلى «تطبيق مبدأ القيادة الجماعية للتنظيمات القومية، على أن تلتقي القيادة الجماعية في إطار مجلس قومي بصيغة تشاورية يجتمع دورياً ويتشكل من جميع مندوبي التنظيمات في الأقطار العربية». وأشار البيان إلى أن «التنظيمات ستكون مستقلة في اختيار قياداتها وأنظمتها الداخلية وأسمائها وفق ظروف ساحة نشاطها»، كما ستختار هذه التنظيمات «سياساتها في أقطارها وفق ظروفها»، وتنظم «تحالفاتها» بالوجه الذي تراه مناسباً لتفعيل دورها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.