عقاقير علاج اضطراب ما بعد الصدمة قد تزيد مخاطر الخرف

مرضى اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونون في خطر متزايد لتطوير الخرف (ديلي ميل)
مرضى اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونون في خطر متزايد لتطوير الخرف (ديلي ميل)
TT

عقاقير علاج اضطراب ما بعد الصدمة قد تزيد مخاطر الخرف

مرضى اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونون في خطر متزايد لتطوير الخرف (ديلي ميل)
مرضى اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونون في خطر متزايد لتطوير الخرف (ديلي ميل)

قالت دراسة علمية حديثة إن مرضى اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونون في خطر متزايد لتطوير الخرف؛ خاصة إذا كانوا يتناولون العقاقير العلاجية النفسية.
وخلصت دراسة أجراها باحثون بجامعة أيوا الأميركية، من خلال تحليل بيانات أكثر من 3 ملايين شخص، أن من يعاني اضطراب ما بعد الصدمة، كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف، أكثر ممن لا يعانوا من هذا الاضطراب، ولكن الخطر يختلف تبعًا للأدوية التي يستخدمونها.
وشارك الدكتور ثاد أبرامز، وزملاؤه من قسم علم الأوبئة بالجامعة، مؤخرًا في نتائج الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة.
ويعد اضطراب ما بعد الصدمة حالة صحية نفسية ناجمة عن مشاهدة أو التعرض لحادث صادم.
ووفقا لما ذكرته إدارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية، فإن ما بين 7 إلى 8 في المائة من الأميركيين سيواجهون اضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما من حياتهم، والشرط الأكثر شيوعًا بين المجندين في الجيش، الذين يتعرضون بشكل أكبر للتجارب الصادمة والمهددة للحياة.
وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 15 في المائة من قدامى المحاربين الذين خدموا في حرب فيتنام تم تشخيص إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة.
وأشارت الدراسات السابقة إلى أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونون أكثر عرضة للمعاناة من التدهور المعرفي والخرف.
ومن أجل دراستهم، قام الدكتور أبرامز وزملاؤه باستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، وكذلك للتحقيق في كيفية تأثير الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة على مخاطر الخرف، وتؤثر الأدوية ذات التأثير النفسي على كيفية تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على خطر الخرف.
وعكف الباحثون على استعراض البيانات الصحية لأكثر من 1.‏3 مليون من المحاربين القدامى الأميركيين - متوسط أعمارهم 68 عامًا - بما في ذلك نحو 417 ألفا 172 في تحليلهم النهائي، وعلى مدى 9 سنوات من المتابعة، تلقى 25 ألفًا و639 من المشاركين في الأبحاث الخرف.
ولم يستخدم قدامى المحاربين أي أدوية في الخط الأساسي للدراسة، وأولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة كانوا أكثر عرضة لتطوير الخرف أثناء المتابعة، ومع ذلك، فإن استخدام بعض الأدوية يبدو أنها أثرت بشكل كبير على زيادة مخاطر الإصابة بالخرف.
ووجد الباحثون أن قدامى المحاربين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ويستخدموا مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومضادات الاكتئاب الجديدة، ومضادات الذهان غير التقليدية لديهم خطر الخرف أكثر من أولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والذين لا يتناولون هذه الأدوية.
كما وجد الباحثون أن استخدام مثبطات امتصاص (السيروتونين، نوربينفرين، البنزوديازيبين)، ومضادات الاكتئاب الجديدة ارتبطت مع زيادة خطر الخرف، مستقلة عن تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة.
واستنادا إلى النتائج التي توصلوا إليها، يقول الباحثون إن من الممكن أن تؤثر الأدوية ذات التأثير النفسي على كيفية تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على خطر إصابة الفرد بالخرف، رغم أنه يلاحظ ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان هذا هو الحال.



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».