رئيس شركة «ستارز بلاي»: نسبة التلفزيون المدفوع تصل إلى 10 % في سوق المحتوى المرئي بالمنطقة

قال إن وجود شريحة كبيرة من الشباب عامل مهم لنجاح شركته

شركة «ستارز بلاي» تعمل على تقديم محتوى الفيديو الرقمي حسب الطلب - معاذ شيخ الرئيس التنفيذي لشركة  «ستارز بلاي»
شركة «ستارز بلاي» تعمل على تقديم محتوى الفيديو الرقمي حسب الطلب - معاذ شيخ الرئيس التنفيذي لشركة «ستارز بلاي»
TT

رئيس شركة «ستارز بلاي»: نسبة التلفزيون المدفوع تصل إلى 10 % في سوق المحتوى المرئي بالمنطقة

شركة «ستارز بلاي» تعمل على تقديم محتوى الفيديو الرقمي حسب الطلب - معاذ شيخ الرئيس التنفيذي لشركة  «ستارز بلاي»
شركة «ستارز بلاي» تعمل على تقديم محتوى الفيديو الرقمي حسب الطلب - معاذ شيخ الرئيس التنفيذي لشركة «ستارز بلاي»

قال معاذ شيخ، الرئيس التنفيذي لشركة «ستارز بلاي»، إن شركات قنوات التلفزيون المدفوعة تمكنت من الحصول على نسبة أقل من 10 في المائة عن نظيرتها في التلفزيون غير المدفوع، في الوقت الذي تتنامى فيه صناعة المحتوى في المنطقة، وإيجاد محتوى يتناسب مع مختلف الشرائح. ونوه شيخ في حوار مع «الشرق الأوسط» بأن البنية التحتية التي تملكها دول الخليج تساعد شركات التلفزيون المدفوع في تقديم محتوى مختلف، في الوقت الذي يساعد فيه وجود شريحة واسعة من الشباب بين أطياف المجتمع للحصول على المحتوى المدفوع ذات الجودة العالية، وهو الذي يساعد شركة مثل «ستارز بلاي» في النمو خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنها توفر محتوى باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية، في توقيت يتزامن مع عرضه في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية.
كما كشف الرئيس التنفيذي لشركة «ستارز بلاي» توجهات الشركة وشراكاتها في المنطقة والتحديات التي تواجهها من خلال الحوار التالي:

> استراتيجية شركة ستارز بلاي حول العالم وفي المنطقة العربية...
- تركّز الشركة، التي تتخذ من دبي في الإمارات مقراً لها، على السوق العربية، وتهدف إلى تزويد المنطقة بالمحتوى الإنجليزي والعربي والفرنسي المتجدد والاستثنائي وبأسعار مدروسة تتناسب مع جميع الشرائح في المجتمع، كما تزخر مكتبة الشركة بباقة من أشهر البرامج والأفلام والمسلسلات، بعضها في وقت العرض نفسه في الولايات المتحدة الأميركية، التي تعرض في المنطقة وتوفر بيئة آمنة للعائلة وتناسب مختلف الأعمار.
> بم تتميز الشركة عن منافسيها في القطاع؟
- تنفرد الشركة بمجموعة لا تضاهى من الأفلام والعروض التلفزيونية باللغات الثلاث؛ الإنجليزية والعربية والفرنسية، كما توفر وسائل مريحة للاشتراك والدفع لهذه الخدمة، وعلى سبيل المثال، يمكن لمشاهدينا في السعودية الاشتراك باستخدام أرقام هواتفهم الجوالو من شبكة الاتصالات السعودية «إس تي سي»، وتعمل «ستارز بلاي» في الوقت الراهن على عرض خدمتها عبر «إنفجن»، التلفزيون التفاعلي من شركة الاتصالات السعودية في المملكة.
> في ظل الحضور الكبير للمحتوى العالمي في المنطقة العربية، لماذا يستمر العالم العربي باستقطاب مزيد من الشركات؟
- يعود ذلك لكثير من العوامل منها؛ أولاً في الوقت الذي تهيمن فيه القنوات التلفزيونية غير المدفوعة على المنطقة، فإن قنوات التلفزيون المدفوعة تمكنت من شق طريقها بنسبة أقل من 10 في المائة عن نظيرتها، ويبحث المشاهدون عن جودة المحتوى مقابل المال، حيث لا تتوفر البرامج التلفزيونية والأفلام الحصرية والجديدة على القنوات التلفزيونية غير المدفوعة، وتتميز المنطقة بوجود شريحة من الشباب ممن يدركون قيمة الإنترنت ويفضلون الدفع مقابل استخدام خدمة المحتوى حسب الطلب، حيث حقق موقع «يوتيوب»، على سبيل المثال، نجاحاً ملحوظاً في المنطقة، ثالثاً تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي بنية تحتية عالية الجودة من الإنترنت النقال والثابت ذي النطاق العريض، بينما تسعى دول شمال أفريقيا إلى تطويرها.
> كم يبلغ عدد الموظفين العرب لدى شركة «ستارز بلاي»؟
- تبلغ نسبة الموظفين العرب 50 في المائة من إجمالي عدد موظفي الشركة الكلي الذي يصل إلى 80 موظفاً.
> ما التحديات الرئيسية التي تواجهها الشركة في المنطقة؟
- يتمحور التحدي الرئيسي حول كيفية توفير طريقة الدفع مقابل الخدمة وفق أسلوب يتلاءم مع العملاء. وإلى جانب البطاقة الائتمانية و«باي بال»، نوفر الآن خيارات الدفع عبر مشغلات الشبكة في مختلف بلدان المنطقة.
> ما العوامل التي تساعدكم في تنفيذ استراتيجيتكم؟
- يوفر الموقع واجهة سهلة الاستخدام باللغة العربية، وتتوفر الترجمة العربية في جميع المحتوى الذي تقدمه، كما يتيح الموقع للمشاهدين في المغرب العربي واجهة باللغة الفرنسية إلى جانب مجموعة من المحتوى المدبلج باللغة الفرنسية. وانطلاقاً من التزامنا بالقيم الثقافية والعائلية في المنطقة العربية، نوفر آلية ضبط رقابية سهلة الاستخدام للآباء، بحيث تمكنهم من تقييد المحتوى حسب العمر، وتتيح الشركة باقة لا مثيل لها من المحتوى العربي، التي تعد من أفضل الخدمات على صعيد المنطقة. ويُعرض هذا العام كثير من المسلسلات التلفزيونية للمرة الأولى على شبكة الإنترنت. وعندما يفوّت المشاهد إحدى حلقاته المفضلة خلال عرضها على التلفاز في شهر رمضان، فإن خدمة «ستارز بلاي» تتيح له مشاهدة جميع مواسم وحلقات برنامجه المفضل في الوقت الذي يناسبه على مدار العام، كما تتضمن الشركة مجموعة متنوعة من المحتوى العربي الخليجي والشامي والمصري، مما يغني محفظتها بمجموعة متكاملة من المسلسلات العربية.
ووقعت الشركة أخيراً شراكة مع شركة «إن بي سي يونيفرسال» التي تشتهر بكفاءتها وقدرتها على تلبية احتياجات شريحة واسعة من المشاهدين، التي تسهم في توفير أفلام كثيرة مثل أفلام «فاست آند فيوريوس»، التي تعد من أضخم امتيازات «يونيفرسال بيكتشرز» في جميع الأوقات، وصولاً إلى أفلام «جورسك بارك».
ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية نسعى إلى إضافة مزيد من المحتوى الترفيهي إلى مكتبة «ستارز بلاي» الغنية بأفلام هوليوود الرائجة والمسلسلات التلفزيونية التي يتم عرضها حالياً في الولايات المتحدة والأفلام الوثائقية والأفلام الترفيهية للأطفال.
> ما الدول التي تغطيها الشركة في المنطقة؟
- تغطي خدمتنا 19 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونعمل في كل دولة على توفير مجموعة من خيارات الدفع عبر شركات الهاتف الجوال وشركات اتصالات الخطوط الثابتة.



«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)
TT

«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)

مرة أخرى يتجدَّد الصراع بين عملاقَي التكنولوجيا «أبل»، و«ميتا»، مثيراً تساؤلات بشأن مدى «حماية خصوصية بيانات المستخدمين». وبينما رأى خبراء التقتهم «الشرق الأوسط» أن المعركة الأخيرة جزء من نزاع مستمر بين «أبل»، و«ميتا» يتيح لهما البقاء على عرش التكنولوجيا الرقمية، فإنهم أشاروا إلى أن تأثير الصراع بشأن الخصوصية قد يمتد إلى مواقع الأخبار.

المعركة الأخيرة بدأت منتصف الشهر الحالي، مع تحذير وجَّهته شركة «أبل» بشأن تقديم منافستها «ميتا» مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام» نحو «15 طلباً للوصول العميق إلى البيانات، في إطار قانون الأسواق الرقمية الجديد بالاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يضعف حماية بيانات المستخدمين».

ووفق «أبل»، فإنه «إذا حصلت طلبات (ميتا) على الموافقة، فسيكون باستطاعتها من خلال تطبيقاتها: (فيسبوك)، و(إنستغرام)، و(واتساب)، رؤية كل الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني والصور والمواعيد، وكل بيانات مكالمات المستخدمين». ونبَّهت «أبل»، في بيانها، إلى أن «مجموعة من الشركات تستخدم قانون الأسواق الرقمية الأوروبي؛ للوصول إلى بيانات المستخدمين». ولكن في المقابل، نفت «ميتا» هذه الاتهامات، وعدَّتها «حججاً تستخدمها (أبل) في إطار ممارساتها المضادة لحرية المنافسة». وقالت، في بيان لها، إن «(أبل) لا تعتقد بالتوافق بين الأجهزة الأخرى».

تعليقاً على ما هو حاصل، قال أنس بنضريف، الصحافي المغربي المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) هو امتداد لمعارك سابقة متكررة ومتجددة بين عملاقَي التكنولوجيا». وأردف: «هناك قانونان يحكمان السوق الرقمية في أوروبا: الأول هو قانون الخدمات الرقمية الذي يستهدف منع الاحتكار وحماية بيانات المستخدمين. والثاني هو قانون الأسواق الرقمية الذي يجبر الشركات على إتاحة معلوماتها للمطوّرين».

وأوضح بنضريف أن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) مرتبط بقانون التسويق الرقمي، إذ تعدّ (ميتا) من المطوّرين المتاحة تطبيقاتهم، مثل (إنستغرام) و(فيسبوك) على هواتف (أبل)». وتوقّع أن تنتهي المعركة لصالح «ميتا»، مبرراً ذلك بأن «حجة (أبل) ضعيفة وغير كافية، وخصوصية بيانات المستخدمين محمية قانوناً في أوروبا، إلا أن مخالفة (ميتا) لقوانين حماية الخصوصية تُعرِّضها لغرامات كبيرة... وفي أي حال الصراع هو جزء من معركة تستهدف الضغط على (أبل) لفتح خدماتها وإتاحتها على منتجات تابعة لشركات أخرى».

للعلم، حسب قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، لا يسمح للشركات المشغّلة للمنصّات الحصول على امتيازات خاصة. وتطالب المفوضية الأوروبية شركة «أبل» بأن تغدو أجهزتها متوافقة مع التكنولوجيا التي تنتجها شركات أخرى.

وبموجب إجراءات المفوضية الأوروبية يتوجب على «أبل» تقديم وصف واضح للمراحل والمواعيد النهائية المختلفة والمعايير والاعتبارات التي ستطبقها أو تأخذها في الاعتبار عند تقييم طلبات التشغيل البيني من مطوري التطبيقات، مع تزويد المطورين بتحديثات منتظمة، وتقديم التعليقات وتلقيها فيما يتعلق بفاعلية حل التشغيل البيني المقترح. ومن المتوقع صدور قرار من المفوضية بشأن ما إذا كانت «أبل» تلتزم بشرط قابلية التشغيل البيني، بحلول مارس (آذار) المقبل، وفق ما نقلته «رويترز».

من جهة ثانية، صرَّح محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في الرصد والتحليل الإعلامي، لـ«الشرق الأوسط» شارحاً أن «التوترات المستمرة بين (أبل) و(ميتا)، إلى جانب قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي، تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بالخصوصية والمنافسة». وأضاف أن «التحذير الذي أطلقته (أبل) بشأن (ميتا) أثار ذلك جدلاً حول ما إذا كانت مثل هذه الممارسات قد تضعف حماية البيانات للمستخدمين، والتركيز المتجدد على قانون الأسواق الرقمية يعد جزءاً من جهود الاتحاد الأوروبي لمنع شركات التكنولوجيا الكبرى من استغلال هيمنتها، حيث يهدف القانون إلى ضمان المنافسة العادلة عن طريق تقييد الشركات من منح نفسها مزايا خاصة، أو الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل مفرط دون موافقة».

وأشار الصاوي إلى أن «تأثير قانون الأسواق الرقمية يمتد إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث قد يؤثر أيضاً على المواقع الإخبارية، لا سيما تلك التي تعتمد على منصات مثل (فيسبوك) في توزيع منتجاتها». وأوضح أن «القانون قد يجبر المنصات على معاملة أكثر عدلاً، ما يضمن ألا تتضرر المواقع الإخبارية من الخوارزميات أو ممارسات البيانات المتحيزة، كما يفرض إعادة التفكير في كيفية جمع البيانات الشخصية ومشاركتها وحمايتها عبر المنصات، مما يشير إلى تحول نحو أنظمة رقمية أكثر شفافية».

وعدّ الصاوي «قانون الأسواق الرقمية محاولةً لإعادة التوازن في ديناميكيات القوة في السوق الرقمية، ما قد يؤثر بشكل كبير على المبدعين في مجال المحتوى، بما في ذلك المواقع الإخبارية، في كيفية تفاعلهم مع المنصات... في حين يضمن استمرار الصراع بين (أبل) و(ميتا) بقاءهما متربعتين على عرش المنافسة الرقمية».

وحقاً، يأتي الصراع الأخير بين «أبل» و«ميتا» في وقت قرَّرت فيه هيئة حماية البيانات الآيرلندية فرض غرامة قيمتها 251 مليون يورو على شركة «ميتا»؛ بسبب عملية اختراق واسعة لبيانات نحو 29 مليون مستخدم على مستوى العالم في عام 2018.