صحف أميركا تركز على «إف بي آي غيت»

الإعلام الأوروبي ما بين مستقبل فرنسا وقضايا عالمية

صحف أميركا تركز على «إف بي آي غيت»
TT

صحف أميركا تركز على «إف بي آي غيت»

صحف أميركا تركز على «إف بي آي غيت»

كان الأسبوع الماضي في الإعلام الأميركي، وربما في كل الساحة الأميركية، هو أسبوع قرار الرئيس دونالد ترمب بفصل جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وانعكس ذلك على افتتاحيات الصحف، كبيرة وصغيرة.
قالت افتتاحية صحيفة «بوسطن غلوب» إنه يوجد تفسيران للقرار: تفسير وهمي هو الذي قدمه ترمب، وتفسير حقيقي، هو ما أحدث. غير أن أهم عظة هي ما قال أندرو مكيب، نائب كومي، خلال استجوابه في مجلس الشيوخ. قال: «لن يقدر أي شخص على أن يوقف رجال ونساء (إف بي آي) من أن يتبعوا الحق». نرى نحن (الصحيفة) أن هذه الجملة تعطي كل أميركي إحساسا بالطمأنينة خلال هذا الوقت العاصف».
وقالت افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترمب يظل ينفي وجود أي علاقة مع روسيا. وأضافت: «ربما لا
يوجد برج ترمب في موسكو، أو فندق ترمب في سنت بيترسبيرغ». لكن، لا يعني ذلك أن ترمب لم يحاول. في الحقيقة: «بدا ذلك منذ ثمانينات القرن الماضي».
لكن، دافعت عن ترمب افتتاحية صحيفة «واشنطن تايمز» اليمينية. قالت: «كومي، قبل أن يكون مدير (إف بي آي)، محامٍ قدير، وقاضٍ جيد. لكنه، أيضا، سياسي من الدرجة الأولى. وهو، في هذا، سياسي غير ناجح. خدعه منصبه، وصار هو أكبر من المنصب. نسي من هو. وها هو يدفع ثمن ذلك».
وفيما اختارت الصحيفة الأميركية التخصص بموضوع واحد، تنوعت الموضوعات التي اهتمت بها الصحف الأوروبية ما بين قضايا تخص الشأن الأوروبي على الصعيدين السياسي والاقتصادي إلى جانب ملفات تتعلق بمنطقه الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم مثل الصراع بين الكوريتين.
وننطلق من لندن والصحف البريطانية، «صنداي تلغراف» نشرت موضوعا لمراسلتها نيكولا هارلي بعنوان «كوريا الشمالية تطلق ما يشتبه في أنه صاروخ باليستي». تقول هارلي إن بيونغ يانغ أطلقت ما يبدو أنه صاروخ باليتسي مساء السبت بالتوقيت المحلي موضحة أن عملية الإطلاق جرت من منصة قريبة من الساحل الغربي حسب التأكيدات التي وردت من المسؤولين العسكريين في كوريا الجنوبية. وتضيف هارلي أن نقطة الإطلاق هي نفسها التي جرى استخدامها في إطلاق صواريخ تجريبية متوسطة المدى لذلك يسود الاعتقاد بأن هذه الصواريخ قد جرى تطويرها مؤخرا.
ثم ننتقل إلى صحف باريس والتي خصصت حيزا هاما للانتخابات التشريعية الفرنسية وهي انتخابات حاسمة على أكثر من صعيد، ستجرى بعد شهر من الآن، إلا أن الإعداد لها بلغ أوجه البارحة مع كشف حركة «الجمهورية إلى الأمام»، حزب الرئيس المنتخب «إيمانويل ماكرون» عن مرشحيه. «من هم مرشحو ماكرون؟» سؤال تصدر غلاف «لوباريزيان».
صور هؤلاء المرشحين نجدها على صفحات معظم الجرائد «ليبراسيون» خصصت الغلاف وملفا كاملا عن كيفية اختيارهم وإعدادهم خلال أشهر قليلة بفعل «الساحر» إيمانويل ماكرون، كما قالت، في ثاني مهمة مستحيلة له بعد فوزه برئاسة الجمهورية.



تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)

أثار قرار شركة «ميتا» بحذف أكثر من مليونَي حساب على منصات «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، خلال الأشهر الماضية، تساؤلات بشأن سياسات الشركة حول حماية بيانات المستخدمين، لا سيما أن القائمين على القرار برّروا الخطوة بأنها جاءت بهدف «مواجهة عمليات الاحتيال الرقمي». ووفق خبراء تحدَّثوا مع «الشرق الأوسط» فإن «الخطوة تعد تطوراً في سياسات (ميتا) لحماية البيانات».

«ميتا» ذكرت، في تقرير صدر نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن السبب وراء حذف الحسابات هو «رصد عمليات احتيال رقمي كانت قد قامت بها تلك الحسابات». ويُعدّ هذا التقرير الأول الذي تكشف من خلاله «ميتا» عن تفاصيل استراتيجيتها للتصدي للأنشطة الاحتيالية العابرة للحدود. وعدّ مراقبون هذه الخطوة تعزيزاً لاتباع سياسة واضحة تجاه أي اختراق لحماية المستخدمين. وكتبت الشركة عبر مدونتها «لا مكان على (فيسبوك) أو (إنستغرام) أو (واتساب) للمجموعات أو الأفراد الذين يروّجون للعنف، والإرهاب، أو الجريمة المنظمة، أو الكراهية».

هيفاء البنا، الصحافية اللبنانية والمدرّبة في الإعلام ومواقع التواصل، رأت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «ميتا» تعمل على تحديث أدواتها لحماية المستخدمين. وأضافت: «تركز سياسات (ميتا) على الحدِّ من الجريمة المنظمة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) المتطورة، وتعمل هذه التقنيات على تحليل النشاطات المُريبة على المنصات واكتشاف المحتويات المرتبطة بالجريمة المنظمة».

ووفق البنا فإن «(ميتا) تُراجع وتحدّث سياساتها بشكل دوري، كي تتفادى أي تهديدات تلاحق المستخدمين، وكانت الشركة قد أوضحت أن خوادمها الـ(Servers) المنتشرة في الدول يتم تحديثها بشكل دوري؛ لضمان مواكبة أي تغييرات، ولضمان بيئة أكثر أماناً لمستخدمي منصاتها حول العالم».

وأردفت: «التزاماً بلائحة حماية البيانات العامة، تتعامل (ميتا) مع الأشخاص الذين تُحلّل بياناتهم عبر رموز مشفّرة، وليس عبر أسمائهم الحقيقية، ما يضمن الحفاظ على خصوصياتهم»، مشيرة إلى أن حماية بيانات المستخدمين لا تتوقف على «ميتا» فقط.

إذ شدّدت الإعلامية والمدرّبة اللبنانية على تدابير يجب أن يتخذها المستخدم نفسه لحماية بياناته، إذ توصي مثلاً «بتفعيل خاصية (التحقق بخطوتين/ Two-Factor Authentication)؛ لضمان أمان الحسابات، ويمكن أيضاً استخدام تطبيقات مثل (Google Authentication)، التي تولّد رموزاً سرية تُستخدم للدخول والتحقق من هوية المستخدم، وكذا يمكن استخدام خاصية الإبلاغ التي توفّرها (ميتا) بسرية تامة، حيث يصار إلى التعامل مع هذه البلاغات من خلال فرق مختصة أو تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان بيئة آمنة للجميع».

معتز نادي، المدرّب المتخصص في الإعلام الرقمي، عدّ خلال حوار مع «الشرق الأوسط» تحرّكات «ميتا» الأخيرة انعكاساً لـ«تفاقم مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت وزيادة التهديدات السيبرانية التي تواجه المستخدمين». ورأى أن «تحديات (ميتا)» تصطدم بتطور الاحتيال، وازدياد عدد المستخدمين بما يتجاوز نحو مليارَي مستخدم، وتشديد الرقابة الرقمية التي تضعها في مرمى نيران الانتقادات، خصوصاً مع انتقاد خوارزمياتها الكثير من الأحداث السياسية التي شهدها العالم أخيراً.

وحول جدية «ميتا» في حماية بيانات المستخدمين، قال معتز نادي: «بنظرة إلى المستقبل، سيكون الأمان الرقمي بحاجة إلى مجاراة التطور من حيث تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على تثقيف المستخدمين عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لمنع أي اختراق لخصوصياتهم».