منافسة خاصة بين نجوم الفن في مضمار الإذاعة في رمضان

أبرز المشاركين فيها هنيدي ورمضان والكدواني وعمرو يوسف وكندة علوش

محمد هنيدي  -  عمرو يوسف وزوجته كندة علوش
محمد هنيدي - عمرو يوسف وزوجته كندة علوش
TT

منافسة خاصة بين نجوم الفن في مضمار الإذاعة في رمضان

محمد هنيدي  -  عمرو يوسف وزوجته كندة علوش
محمد هنيدي - عمرو يوسف وزوجته كندة علوش

في «منافسة» من نوع خاص يشهدها «السباق» الدرامي خلال شهر رمضان المقبل «مضمارها» الأثير الإذاعي، تشهد استوديوهات الإذاعة الآن حالة من النشاط لتسجيل الأعمال الدرامية الإذاعية، حيث تتمتع هذه الأعمال بشعبية كبيرة وإقبال لا يقل عن الأعمال التلفزيونية المعروضة على الشاشات، كما يتم الترويج لها بنفس طرق الإعلان عن الأعمال التلفزيونية، بل يعتبر البعض أن الأعمال الإذاعية صعبة في التقديم على غير الشائع، كونها تعتمد على توصيل قضية العمل من خلال صوت الفنان فقط، سواء كانت مشاعر فرح أو حزن وغيرهما.
وهذا العام يلاحظ أن أغلب المشاركين في الأعمال الإذاعية ليس لديهم مشاركات تلفزيونية، ويبحثون عن تعويض غيابهم.
ومن أوائل الفنانين الذي سعوا لتعويض غيابهم عن التلفزيون الفنان محمد رمضان، فبعد توقف عمله الدرامي «مرزوق وإيتو» بسبب ارتباطه بتأدية الخدمة العسكرية، قرر الوجود بعمل إذاعي بعنوان «لا سحر ولا شعوذة» ويشاركه البطولة لطفي لبيب وعزت أبو عوف، وإنعام سالوسة، وإيهاب فهمي، وهو من تأليف أمين عبد الله وإخراج حسين إبراهيم. وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي اجتماعي حول كثير من قضايا المجتمع المصري، ولجوء البعض إلى أعمال السحر والشعوذة لتحقيق الأمور التي يرغبون في إتمامها.
كما يحرص الفنان محمد هنيدي على الوجود كل عام عبر الأثير الإذاعي وتعتبر هذه الإطلالة الرابعة على التوالي لهنيدي في الإذاعة، ويقدم هذا العام مسلسل «البخيل هو أنا»، التي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول شاب يتعرض لكثير من المواقف الحرجة بسبب بخله الشديد، وتشاركه البطولة الفنانة رانيا يوسف، وكان من المقرر خوض هنيدي الماراثون الدرامي الرمضاني المقبل بعد فترة غياب، لكنه أعلن تأجيله للعمل وهو بعنوان «أبيه فتحي» لعام 2018، وذلك لانشغاله بتصوير فيلم «عنترة ابن ابن ابن ابن شداد»، وقد سبق أن قدم هنيدي للدراما الإذاعية 15 عملاً.
كما يسجل حضوره إذاعياً هذا العام الفنان هاني رمزي الذي انتهى من تسجيل مسلسله الإذاعي، والذي يتكتم فريق العمل على تفاصيل المسلسل وحتى الآن لم يستقروا على اختيار اسم له وتشاركه في بطولته الفنانة نشوى مصطفى، وتعود هذا العام الفنانة زينة للأعمال الإذاعية بعد غيابه العام الماضي، ويحمل العمل اسم «كابتن فرشيحة» وتنفرد بالبطولة المطلقة في العمل وتجسد شخصية مدربة فريق كره قدم، وظهرت زينة في البوستر الدعائي للعمل وهي ترتدي قميصاً رياضياً يحمل الرقم 10
كما بدأ الفنان أحمد الفيشاوي بتسجيل أولى حلقات مسلسله الإذاعي «فرحات والتلات ورقات» ويشاركه البطولة يسرا اللوزي وعزت أبو عوف وأنعام سالوسة ولطفي لبيب وإخراج حسين إبراهيم، ويدور المسلسل حول فكرة أن ثروة الإنسان تنبع من ذاته، ويجسد الفيشاوي شخصية شاب غني مستهتر يهرب والده ويتركه في أزمة مالية كبيرة وديون للبنوك، ويقع في كثير من الصعوبات وخلال الأحداث يحب فتاة تدعى «عصمت» تجسدها يسرا اللوزي، التي تقرر مساعدته من البداية وتتصاعد الأحداث.
كما يشارك الفنان علي ربيع أحد نجوم مسرح مصر المنافسة هذا العام بعمل إذاعي بعنوان «شيف على بياض» وتشاركه البطولة «شيماء سيف» وأحمد صيام والعمل من تأليف أيمن فتيحة وإخراج علي مصليحي، وعن العمل يقول علي ربيع لـ«الشرق الأوسط»: «أجسد شخصية شاب يدعى وجيه يعمل مهندساً زراعياً والظروف تضطره لترك وظيفته، ثم يعمل في وظيفة أخرى لا يجيدها وهي (شيف) ولكنه ينجح فيها ومن هنا تتوالي الأحداث».
وأضاف: «لم تكن التجربة الأولي لي في الإذاعة ولدي تجارب كثيرة في الإذاعة وتعاونت فيها مع الكثير من النجوم أبرزهم أحمد حلمي ومنى ذكي وغيرهم من الأسماء، فالوقوف أمام ميكرفون الإذاعة شيء ممتع رغم صعوبته وأتمنى أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور، ولأول مرة يجتمع بعد زواجهما الثنائي عمرو يوسف والسورية كندة علوش وذلك من خلال مسلسل إذاعي بعنوان «تو أند شيري»، وفي حين بدا يلتقي شريف منير وغادة عادل في عمل إذاعي بعنوان «أزمة كلبية»
ومن ضمن الخريطة الإذاعية يقدم الفنان ماجد الكدوانى وهبة مجدي مسلسل «بريد الجمعة»، .
والذي يدور في إطار اجتماعي كوميدي من خلال طرح بعض المشكلات والأزمات الموجودة في معظم البيوت العربية.
وكما بدأ الفنان طارق لطفي والفنانة حنان مطاوع ويشاركهما يوسف شعبان وعفاف رشاد تسجيل حلقات المسلسل الإذاعي «العريس» عن قصة للكاتب والأديب نجيب محفوظ، ويكتبه السيناريست فايز رشوان، ومن إخراج علي عبد العال وهو من إنتاج الإذاعة المصرية.
كما اتفق الفنان الكوميدي «سمير غانم» على بطولة المسلسل الإذاعي «فطوطة بوند»، حيث يواصل مغامراته مع شخصية فطوطة، الذي يتحول من مخرج إلى محقق يفتتح مكتباً للخدمات العامة، ويبحث طوال الحلقات عن أدلة ويقوم بعمل تحريات كما هو الحال بالنسبة للمفتش كرومبو، وهو من تأليف أحمد درويش، وإخراج حسين إبراهيم، ويوجد الكثير من المشاركات لبعض النجوم المرشحين للأعمال الإذاعية ولكنها لم تحسم حتى الآن، ومنهم يسرا وأحمد حلمي ومنى ذكي ومنة شلبي وغيرهم.
وكما يغيب عن الموسم الإذاعي لهذا العام بعض من شيوخ الدراما منهم يحيى الفخراني ومحمد صبحي، وأيضاً يغيب من الصف الأول للشباب الفنان كريم عبد العزيز الذي قدم منذ عامين مسلسل «لما بابا ينام»، وأحمد عز والسقا كما تغيب البعض من الفنانات اللاتي شاركن من قبل في أعمال إذاعية منهن نور اللبنانية ونيكول سابا وسمية الخشاب وإيمان العاصي.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».