المنتج جمال العدل لـ«الشرق الأوسط»: شريهان ستعود بعمل يواكب المسرحيات العالمية

الفنانة الاستعراضية غابت 15 عاماً عن الفن وما زال بريقها لم ينطفئ

المنتج جمال العدل مع شريهان
المنتج جمال العدل مع شريهان
TT

المنتج جمال العدل لـ«الشرق الأوسط»: شريهان ستعود بعمل يواكب المسرحيات العالمية

المنتج جمال العدل مع شريهان
المنتج جمال العدل مع شريهان

رغم غيابها عن الساحة الفنية ما يقرب من 15 عاما، فإنها لم تفقد بريق نجوميتها، التي كانت تزداد يوما بعد يوم، إنها المصرية شريهان، أسطورة الفن المصري، كما يطلق عليها، التي تعود مرة أخرى للساحة الفنية بعد أن فشل أغلب المنتجين في إقناعها بالعودة منذ سنوات، وأخيرا نجحت شركة «العدل جروب» برئاسة المنتج جمال العدل في إقناعها بالعودة بعمل فني استعراضي ضخم يدمج بين المسرح والسينما والتلفزيون بأسلوب مختلف، لتقضي شريهان على ترددها في العودة.
وعن طريق احتفالية ضخمة حضرها نجوم الفن والثقافة والإعلام وعدد من الشخصيات العامة، نظمتها شركة «العدل غروب» أطلّت شريهان لتعلن رسمياً خبر عودتها إلى الساحة الفنية، بعدما رفضت العشرات من المشروعات الفنية.
عن آخر مستجدات هذا المشروع الفني، قال المنتج جمال العدل لـ««الشرق الأوسط»: شريهان كانت تفكر في العودة، وما كان يعطلها هو البحث عن المشروع الذي تعود بها؛ لذلك جلسنا نحو عام كامل لنحضّر للفكرة، حتى عرضت عليها الموضوع الذي يستهويها وأحبته، ويتفهم قدر رجوعها؛ ولذلك مضت وهي مقتنعة وسعيدة بالعودة إلى الجمهور مرة أخرى، وأعتبر المنتج الوحيد الذي قدم لها مشروعاً على «مقاس نجوميتها الكبيرة»، وتاريخها المشرف؛ لذلك وافقت على العودة مرة أخرى. والذي شجعها أيضا الثقة الكبيرة المتبادلة بيني وبينها، التي لا يعلمها أحد غيرنا.
وأوضح المنتج: بالنسبة لجميع المشروعات التي عرضت عليها من قبل، لم تكن على مستوى وقدر نجوميتها؛ لذلك رفضتها، كما نفى العدل ما يتردد بأنها كانت ترفض العودة؛ لأنها «كسولة»، ولا تريد العمل.
وكشف المنتج عن تفاصيل المشروع، قائلا: يتألف من 18 عرضا مسرحيا استعراضيا وسينمائيا، كما يشارك في تنفيذه مجموعة كبيرة من أهم المؤلفين بمصر، على رأسهم الدكتور مدحت العدل، الذي انتهى من كتابة عدد من الموضوعات، وبجانبه الكاتبة مريم نعوم وتامر حبيب ومحمد أمين راضي، وكما يشارك عدد من كبار مخرجي السينما والدراما، ومنهم المخرج شريف عرفة ومحمد ياسين وطارق العريان، وأيضا عدد من الملحنين والتقنين الكبار، وتمت الاستعانة بمديري تصوير من الخارج، وبخاصة من أوروبا، بحيث يقدم كل كاتب مسرحية واحدة وستكون شريهان البطلة، لكن في كل مسرحية سيكون البطل مختلفا. وأعد الجمهور بعودة تليق بتاريخ شريهان، ولم يسبق تنفيذ عمل مثله من قبل، وسنقدم مسرحيات متميزة ومختلفة ومتطورة عما يعرض حاليا، وستكون أعمالاً تواكب المسرحيات العالمية، ومن المقرر عرضها أواخر هذا العام، ولم نحسم طريقة العرض حتى الآن.
كما نفى المنتج ما تردد بأن التصوير سيتم في لبنان، مؤكدا: كان يوجد اقتراح بالتصوير في لبنان، وكانت الترتيبات على ذلك، لكن تم تغيير هذه الواجهة، حيث قررنا أن يخرج هذا المشروع من مصر بلدنا، وقمنا بإنشاء بالفعل مسرح في أحد الفنادق الكبرى، وتم ذلك بناء على رغبة شريهان؛ لذلك اتفقنا مع جميع فناني الاستعراض بلبنان للمجيء إلى مصر.
كما انتقد العدل لجوء البعض إلى تصوير البرامج والمسرحيات بلبنان، وهو ما جعله يتخذ قررا بأن يختلف عن ذلك ويعود إلى حضن الوطن، وأن يخرج مجموعة المسرحيات الخاصة بالعمل من مصر ومع جمهورهم العظيم كما قال، وأضاف: مع احترامي للبنان، إلا أننا سنظل مصر أم الدنيا؛ فنحن أصل المسرح. وكما تطرق في الحديث عن ما يميز الفنانة شريهان، قائلا: لم أر في حياتي العملية أحداً ملتزماً ومحباً لعمله مثل شريهان؛ فمنذ البدء في التجهيز للعمل لم تتأخر دقيقة واحدة على بروفة أو ورشة عمل؛ فهي من أكثر الفنانات التزاماً في الوسط الفني، ثم إنها مركّزة جداً في عملها، وبمجرد البدء في البروفة أو ورشة العمل نراها شخصية أخرى من حيث التركيز والإنصات والفهم لطبيعة ما تقوم به. وبسؤاله عن إمكانية شريهان في تقديم الاستعراض بعد انقطاع وصل إلى 15 عاما تقريبا، قال: ما زالت بكامل صحتها ورشاقتها فهي تقوم بلعب الرياضة بشكل مستمر ولديها مدرب خاص، فهي دائماً تتدرب على الرقص وتحافظ على رشاقتها وتكوينها الجسماني؛ فهي فنانة كبيرة وتعرف كيف تحافظ على نفسها، ولديها أسلوبها الخاص التي تتبعه طوال مشوارها الفني منذ أن كانت تعمل في الفن وتقدم الفوازير والمسرحيات؛ لذلك سترونها أفضل مما كانت.
وأكمل: فهي اسم كبير، وفنانة شاملة، ولن تجازف بالعودة إلا إذا كانت قادرة على إمتاع المشاهدين بفنها الكبير؛ فهي ليست في حاجة إلى أموال لكي تعود مرة أخرى، وإنما عودتها نتيجة إقناعها بما ستقدمه؛ ولأنه سيكون عملا ضخما، وفيه كل ما تتمناه وترضى عنه؛ فهي ستعود من أجل إضافة رصيد جديد إلى تاريخها الطويل واستكمال مسيرتها، وليس من أجل العمل والتواجد فقط.
وعن نجومية شريهان رغم غيابها عن الساحة، يقول: لديها سحر وقبول، هذا شيء من عند المولى - عز وجل - وليس لنا شيء فيه؛ فهي محبوبة من الجميع؛ فهناك نجمات كبار يأتون إليها أثناء البروفات لكي يتفرجوا عليها ويتصورا معها، فمن الممكن أن تكون ممثلة «شاطرة»، لكن في تقديم الفوازير والاستعراض فهي ليس لها مثيل؛ لذلك فهي رقم «1» دون منافس.
وأضاف: «معجونة» بالفن، وتمتلك خبرة ضخمة في مجال المسرح، ولديها طاقة جبارة في العمل، فيمكن أن تستمر أياما عدة متواصلة في التفكير والابتكار والتحضير دون أن تكل أو تمل، وحريصة على متابعة التفاصيل كافة؛ فهي كتلة مشاعر إنسانية وفنية، وتعشق جمهورها وفنها أكثر من أي شيء آخر وتخلص له بشدة.
** شريهان في سطور
* بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث طلبت من والدتها أن تعمل في الاستعراضات والغناء، فأنتجت لها مسلسل «المعجزة»، وبعدها قدمت فيلم «الخبز المر»، لتنطلق في مجال الاستعراضات الغنائية والتمثيل.
* حققت في منتصف الثمانينات شهرة كبيرة في مختلف أنحاء العالم العربي، ارتبط اسمها بـ«فوازير رمضان»، وحققت نجاحاً ضخماً على خشبة المسرح بالوقوف أمام عمالقة الفن، أمثال الراحلين فؤاد المهندس وفريد شوقي. من أبرز أعمالها المسرحية: «سك على بناتك» و«علشان خاطر عيونك» و«شارع محمد علي»، كما قدمت أكثر من 25 فيلماً، أبرزها: «العذراء والشعر الأبيض» و«ريا وسكينة» و«خلّي بالك من عقلك» و«الطوق والإسورة» و«كريستال» و«ميت فل» و«عرق البلح».
* آخر أعمالها الفنية كان فيلم «العشق والدم» عام 2002 وشاركها بطولته فاروق الفيشاوي.
* رغم مرور شريهان بظروف عائلية وصحية صعبة، خاضت صراعاً طويلاً مع مرض سرطان الغدد اللعابية، وأجريت لها عملية جراحة كبيرة في فرنسا وخضعت لعلاج كيماوي لسنوات عدة، وحينها قيل إن شريهان اعتزلت الفن وستتفرغ لتربية ابنتيها لولوة وتالية، لكن انتصرت عليه بعد رحلة علاج تخللتها أكثر من عملية جراحية.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».