تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أعيش وقفة مع الذات وأنا في مرحلة جديدة

تطلّ في حفل تُطلق خلاله ألبومها «زمن»

تحيي قسيس حفلها «زمن» في «كازينو لبنان» بـ9 أغسطس المقبل («إنستغرام» الفنانة)
تحيي قسيس حفلها «زمن» في «كازينو لبنان» بـ9 أغسطس المقبل («إنستغرام» الفنانة)
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أعيش وقفة مع الذات وأنا في مرحلة جديدة

تحيي قسيس حفلها «زمن» في «كازينو لبنان» بـ9 أغسطس المقبل («إنستغرام» الفنانة)
تحيي قسيس حفلها «زمن» في «كازينو لبنان» بـ9 أغسطس المقبل («إنستغرام» الفنانة)

للفنانة تانيا قسيس هويتها الخاصة، تُحمّلها أغنيات تروي قصصاً اجتماعية ووطنية ورومانسية. فعندما تغنّي السوبرانو اللبنانية، يشعر سامعها بأنها تغرّد عكس تيار الأعمال التجارية. منذ نحو 4 سنوات، وهي غائبة عن مسارح لبنان. ولأنها اشتاقت للحفلات بين أهلها، تقيم في 9 أغسطس (آب) حفلاً في «كازينو لبنان» يحمل اسم ألبومها الجديد «زمن».

في المناسبة، دعت قسيس أهل الصحافة والإعلام وعدداً من أصدقائها، إلى لقاء خاص عقدته بمجمّع «أ.ب.ث» في منطقة الأشرفية؛ خلاله أكّدت أنّ شوقها لإقامة حفل في لبنان كان يكبُر يوماً بعد يوم. فهي أحيت حفلات عدّة بين الإمارات ومصر، وتمنّت أن يلاقي الحفل اللبناني المرتقب إعجاب جمهور يواكبها منذ بداياتها.

وإذ أعلنت أنه سيكون مناسبة لإطلاق أغنيات ألبومها الجديد «زمن»، أوضحت أنّ الحفل يحمل الاسم نفسه، «لأنّ كلمة (زمن) تلخّص حياة كثيرين منا». قسيس في مرحلة جديدة من مشوارها المهني. فالأغنيات المصوَّرة التي عرضتها في اللقاء الإعلامي تحمل الكثير من التجدّد. كما أنها تشكل قفزة نوعية تؤكد من خلالها طي صفحة وفتح أخرى.

خلال حديث تانيا قسيس عن حفلها المقبل (الشرق الأوسط)

في الحفل، سيرافقها نحو 35 عازفاً بقيادة المايسترو أندريه الحاج، إلى ممثلين وراقصين وكورس غنائي. توضح: «الحفل ليس مسرحية غنائية، لكنه يتضمّن قصصاً من مراحل امرأة تراوح ما بين الحب والتحدّيات والصعوبات».

12 أغنية ستطلقها في الحفل، 6 منها سبق وتعرّف إليها جمهورها ضمن إصدارات فردية؛ إلى مقطوعتين موسيقيتين للأوركسترا. معظم الأغنيات من كلمات المخرج طوني كرم وألحانه، هي التي تعاونت معه في ألبوم «زمن». كما ستغنّي أخرى من ألحان عمرو مصطفى وجاد مهنا ومروان خوري.

يتناول هذا الاستعراض الفني موضوع اللقاء الأول للمرأة مع الحب، ويصف براءتها وحماستها في لحظات محورية من حياتها. كذلك يتناول صراعها الداخلي ويسلّط الضوء على تمكينها وأهمية تمتّعها بالثقة لتنطلق بقوة. ومن الأغنيات التي ستشدو بها في الحفل: «تبقى حكيني» و«شو في براسك» و«قبل ما تروح» و«شو مخبا الليل» و«شو بدّو» و«بعدك حبيبي»؛ إلى أغنية ديو بالفصحى تتركها مفاجأة لجمهورها. وستعتمد «فورمات» الحفل لتتنقّل به لاحقاً في بلدان عربية وأجنبية.

جانب من اللقاء الإعلامي مع تانيا قسيس (الشرق الأوسط)

«نعم، إنه بمثابة وقفة مع الذات، خصوصاً بعد الجائحة والأزمات المتتالية، حتى العودة إلى الحياة الطبيعية. هذه المراحل دفعتني إلى مراجعة حساباتي واستعادة شريط حياتي وقصص واجهتها. أشارك الناس هذه القصص، لا سيما أننا جميعاً نلتقي عند نقاط مشتركة»

الفنانة اللبنانية تانيا قسيس

بعدما تابع الحضور مقتطفات من أغنياتها القديمة والجديدة على شاشة «غراند سينما» في المجمّع، كان لقسيس حديث مع «الشرق الأوسط». ورداً على سؤال عما إذا الحفل كناية عن ترجمة فنية لإعادة حساباتها، أجابت: «نعم، إنه بمثابة وقفة مع الذات، خصوصاً بعد الجائحة والأزمات المتتالية، حتى العودة إلى الحياة الطبيعية. هذه المراحل دفعتني إلى مراجعة حساباتي واستعادة شريط حياتي وقصص واجهتها. أشارك الناس هذه القصص، لا سيما أننا جميعاً نلتقي عند نقاط مشتركة. باتت لدينا المخاوف عينها، والهواجس والبحث المستمر عن الإيجابية والحب لمستقبل أفضل».

وتؤكد أنّ الحفل يترجم أيضاً مشاعر المرأة في داخلها، كما نساء عديدات: «هو عصارة تجارب مختلفة فيها الخيبات والحب والقوة الدفينة التي تسكننا فنُخرجها إلى العلن».

خطوة جريئة لفنانة ملتزمة تمسّكت منذ بداياتها بتحميل أغنياتها رسائل اجتماعية وروحانية وإنسانية: «تجاربي دفعتني للقيام بهذه الخطوة. بعض الأغنيات الجديدة حمل رسائل مبطّنة قد لا يكتشفها سامعها مباشرة، لكني حرصتُ على تمريرها».

ستتعاون قسيس في حفلها المقبل، للمرة الأولى مع فنان عريق هو المايسترو أندريه الحاج. فلماذا اختارته ليقف إلى جانبها هذه المرة؟ تردّ: «لم أكن بعيدة في مشواري الغنائي عن الأجواء الأوركسترالية. هذه المرة أحاول دمجها مع موسيقى حديثة وقديمة. إنه تحدٍ رغبتُ في خوضه حتى في الشعر والكلام، فيكون من نوع السهل الممتنع. أسعى إلى تغيير يدمج الموسيقى الكلاسيكية بالموسيقى البسيطة، وهو يستحق هذا الجهد».

وفي حفلها، ستلجأ قسيس إلى عنصر فني جديد، إنه «الراوي المسرحي» الذي يخبر قصصاً في سياق أحداث العرض الفني. عنه تقول: «هو أسلوب أحبّه واقترحه علي طوني كرم الذي يتولّى تنظيم هذه الأمسية. سيحضر على المسرح ويُخبرنا قصصه التي لا ترتبط بقصص أغنياتي، لكنها تشير صراحة إلى الفارق بين قصص الرجال والنساء. ومن ثم تعود وتلتقي جميع القصص بطريقة عليكم اكتشافها خلال الحفل».

من ناحيته، يؤكد المايسترو الحاج لـ«الشرق الأوسط» أنه ينتظر بفارغ الصبر موعد حفل قسيس. فهو يتعاون معها للمرة الأولى على المسرح وفي حفل غنائي خاص بها. يقول: «لدي متعة بالتأليف الموسيقي خصوصاً من النوع الذي تقدّمه تانيا في حفلها. وهي تشكل معه قفزة في مشوارها الفني ومرحلة جديدة بمساعدة المخرج طوني كرم. برأيي، ستغدو المرحلة السابقة التي عرفناها بها مجرّد ذكرى. فمنذ مشاهدتي أغنيتها المصوّرة الموقَّعة من كرم، أدركتُ أنه عرف كيف يتلقّف صورتها الفنية الجديدة. سيكون معنا على المسرح نحو 60 شخصاً بين عازف وراقص وكورال. وأنا متحمّس لهذه الأمسية، لا سيما أنها تمزج بين الموسيقى العربية والكلاسيكية».

 


مقالات ذات صلة

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق فيروز في صورة غير مؤرّخة من أيام الصبا (أرشيف محمود الزيباوي)

فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

منذ سنوات، تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد فيروز إلى تقليد راسخ يتجدّد يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث تنشغل وسائل الإعلام بمختلف فروعها بهذه المناسبة، بالتزامن

محمود الزيباوي ( بيروت)
خاص فيروز وسط عاصي الرحباني (يمين) وحليم الرومي (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

عشية عيدها الـ90 تلقي «الشرق الأوسط» بعض الأضواء غير المعروفة على تلك الصبية الخجولة والمجهولة التي كانت تدعى نهاد وديع حداد قبل أن يعرفها الناس باسم فيروز.

محمود الزيباوي (بيروت)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».