منفذ هجوم «رينا» في إسطنبول يواجه 40 مؤبداً وأكثر من ألفي سنة في السجن

النيابة العامة التركية توجه 57 اتهاماً ضد «الداعشي» الأوزبكي مشاريبوف

صورة أرشيفية بعد الاعتداء الإرهابي على نادي {رينا} الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية (أ.ب)
صورة أرشيفية بعد الاعتداء الإرهابي على نادي {رينا} الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية (أ.ب)
TT

منفذ هجوم «رينا» في إسطنبول يواجه 40 مؤبداً وأكثر من ألفي سنة في السجن

صورة أرشيفية بعد الاعتداء الإرهابي على نادي {رينا} الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية (أ.ب)
صورة أرشيفية بعد الاعتداء الإرهابي على نادي {رينا} الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية (أ.ب)

انتهت النيابة العامة في مدينة إسطنبول التركية من إعداد مذكرة الادعاء الخاصة بالهجوم على نادي رينا الليلي، في منطقة أورتاكوي ليلة رأس السنة الميلادية، والذي أوقع 39 قتيلا و69 مصابا، غالبيتهم من جنسيات أجنبية، وتبناه تنظيم داعش الإرهابي.
وطالبت النيابة العامة في مذكرتها المقدمة للمحكمة، بالحكم على منفذ هجوم رينا، الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى «أبو محمد الخراساني» بالسجن المؤبد 40 مرة، وألفين و397 سنة.
وبحسب مصادر النيابة العامة، فإن لائحة الاتهام تضمنت 57 اتهاما لمشاريبوف.
وأوقف مشاريبوف في منزل في حي أسنيورت غرب إسطنبول ليل السادس عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي، بصحبة عراقي و3 نساء من جنسيات مصرية وصومالية وسنغالية، تردد وقتها أن التنظيم الإرهابي منحهن لمشاريبوف كمكافأة لنجاحه في تنفيذ الهجوم الإرهابي على النادي الليلي الراقي.
واعترف مشاريبوف، الذي نجح في الاختباء لمدة أسبوعين عقب تنفيذ الهجوم الإرهابي، بأنه تلقى الأوامر بالهجوم من أحد قادة «داعش» في شمال سوريا، وأنه أرسل إليه صورا ومقاطع فيديو من داخل النادي الليلي عبر تطبيق تلغرام.
وأشار مشاريبوف الذي ظل مطاردا من قبل الشرطة التركية لمدة أسبوعين، إلى أن هدف تنظيم داعش الأول لم يكن نادي رينا، وإنما كان ميدان تقسيم المزدحم في وسط إسطنبول، لكنه قام بمعاينة للميدان ولاحظ الكثافة الأمنية الشديدة التي كانت ستجعل من مهمته شبه مستحيلة، وأبلغ قائده في سوريا بصعوبة تنفيذ الهجوم، فطلب منه قبل ساعتين من الهجوم أن يهجم هدف آخر، وأرسل له المقاطع المصورة لنادي رينا، وأنه قام بجولة حول المكان لمعرفة كيف يمكنه أن ينفذ إليه، ثم عاد وأخذ السلاح والمتفجرات من مسكنه في زيتين بورنو، وتوجه مرة أخرى إلى الهدف ونفذ هجومه. ولاحقا كشف الجيش الأميركي في 21 أبريل (نيسان) الماضي، عن مقتل أحد مساعدي زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في سوريا، يدعى عبد الرحمن الأوزبكي، وقال إنه كان المسؤول عن التخطيط للهجوم الإرهابي الذي استهدف نادي رينا الليلي في إسطنبول، ليلة رأس السنة الميلادية.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية جون توماس، إن عبد الرحمن الأوزبكي قُتل على يد القوات الأميركية في 6 أبريل، وإنه كان له دور في الهجوم الكبير على ناد ليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة. وكان عبد الرحمن الأوزبكي مسؤولا عن تجنيد ونقل مسلحين إلى صفوف «داعش»، وتمويل أنشطة الإرهابيين، إضافة إلى قيامه بدور محوري في شن هجمات إرهابية خارج العراق وسوريا.
على صعيد آخر، أسقط البرلمان التركي أمس عضويته عن نائبة حزب الشعوب الديمقراطي (مؤيد للأكراد) نورسال أيدوغان، بدعوى دعمها تنظيما إرهابيا دون أن تكون عضوة فيه.
واتخذ البرلمان قراره بتجريد النائبة من عضويتها به، بعد قراءة مذكرة مقدمة من رئيس الوزراء بن علي يلدريم، في بداية جلسته العامة أمس، استنادا إلى حكم صدر من محكمة ديار بكر، جنوب شرقي تركيا، في يناير الماضي بحبس النائبة 4 سنوات و8 أشهر و7 أيام بتهمة «القيام بالدعاية الإرهابية» و«ارتكاب جرائم باسم منظمة إرهابية»، على الرغم من عدم كونها عضوا، «بالمشاركة في جنازة أحد أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور عام 2011».
وكان البرلمان التركي قد أقر في مايو (أيار) العام الماضي، قانون رفع الحصانة البرلمانية عن النواب الملاحقين قضائيا، أو يواجهون تحقيقات.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.