تونس: أحزاب المعارضة تقاطع خطاباً للرئيس

غاضبون من الحزب الحاكم يؤسسون «النداء الجديد»

تونس: أحزاب المعارضة تقاطع خطاباً للرئيس
TT

تونس: أحزاب المعارضة تقاطع خطاباً للرئيس

تونس: أحزاب المعارضة تقاطع خطاباً للرئيس

فيما تسعى مؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية لحشد القيادات السياسية، خصوصا المؤيدة لوثيقة قرطاج، لحضور خطاب الرئيس الباجي قائد السبسي يوم غد الأربعاء بقصر المؤتمرات، أعلنت مجموعة من الأحزاب السياسية المعارضة، ومن بينها تحالف الجبهة الشعبية (يساري معارض) عن مقاطعتها لهذا الخطاب، معتبرة أنه بمثابة حملة انتخابية مبكرة، في إشارة إلى الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها يوم 17 من ديسمبر (كانون الأول ) المقبل، والتحضير للانتخابات الرئاسية المنتظرة سنة 2019.
ووجه قائد السبسي دعوة إلى عدد من الأحزاب والمنظمات التونسية، ونواب مجلس الشعب (البرلمان)، وإلى أعضاء الحكومة والشخصيات الوطنية، كما تلقى كل من حزب نداء تونس وحركة النهضة، وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري، وحركة الشعب وحركة مشروع تونس، دعوة لحضور هذا الاجتماع العام الذي سيحتضنه قصر المؤتمرات وسط العاصمة.
ووفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، فإن الباجي سيتوجه بكلمة للشعب حول الوضع العام بالبلاد، فيما تنظر أحزاب المعارضة لهذا الخطاب على أنه مجرد محاولة «لفك الخناق حول رقبة حكومة الوحدة الوطنية، التي يقودها الشاهد»، خصوصا بعد دعوات للاستقالة واتهامات بالفشل في حل الملفات الاقتصادية والاجتماعية، وتنامي الاحتجاجات في عدد من المدن الغاضبة.
ووفق مراقبين لتطورات الوضع السياسي في البلاد، فإن الرئيس قد يدعو إلى حوار وطني شامل لتجاوز تعقيدات الوضع المتأزم في تونس، وإجراء تعديل شامل على الحكومة، مع تجديد الثقة في يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي. وقد يذهب الرئيس التونسي بعيدا، ويدعو إلى حل البرلمان وإقرار انتخابات برلمانية مبكرة، وهو احتمال ضعيف للغاية، حسب بعض الملاحظين.
ومن المنتظر أن يحتل ملف المصالحة الاقتصادية والمالية مع رموز النظام السابق، والجدل الذي يثيره القانون المتعلق بهذا الملف، حيزا مهما من اهتمامات الرئيس على اعتبار أنه هو الذي تقدم بهذا المقترح إلى البرلمان في شهر يوليو (تموز) 2015.
وبشأن مقاطعة بعض أحزاب المعارضة لخطاب الرئيس، قال الجيلاني الهمامي القيادي في تحالف الجبهة الشعبية، الطرف المهم في المعارضة، إنه لا يرى ضرورة أو فائدة من المشاركة، أو عقد مثل هذه الاجتماعات من الأساس لأنه كان بإمكان رئيس الجمهورية التوجه للمواطنين عبر وسائل الإعلام، وهذا يكفي لإيصال الأفكار التي يود المبادرة بها، حسب رأيه.
وشدد الهمامي في تصريح إعلامي على أن رئاسة الجمهورية تمثل جزءا من مكونات منظومة الحكم الحالية، التي أسهمت في عجز وفشل الحكومة، وهي بالتالي تتحمل جزءا مهما من المسؤولية الكبرى، إن لم تكن السبب الرئيسي في فشل منظومة الحكم الحالية. ومن هذا المنطلق رجح الهمامي أن يكون الخطاب الرئاسي بمثابة تمهيد لإعادة طرح الرئيس نفسه مرشحا للرئاسة المنتظرة سنة 2019، على حد قوله.
على صعيد متصل بالأزمة التي تعرفها أحزاب الائتلاف الحاكم، أعلن أعـضاء الهيئة التسييرية لنداء تونس (شق رضا بلحاج) الانشقاق نهائيا عن حزب النداء، الذي أسسه الرئيس الباجي قائد السبسي سنة 2012، وتأسيس حزب جديد وطني حداثي يدعى «حزب النداء الجديد».
ويضم الحزب الجديد عددا من القيادات السياسية، من بينها رضا بالحاج، وخميس قسيلة، وبوجمعة الرميلي وناصر شويخ وفوزي معاوية وعبد العزيز القطي. وكان الحزب نفسه قد عرف استقالة محسن مرزوق من الأمانة العامة، وتأسيس حزب حركة مشروع تونس، وذلك إثر ظهور خلافات مع حافظ قائد السبسي، ابن الرئيس الحالي، حول التحالف السياسي بين حزب النداء وحركة النهضة (حزب إسلامي).
وبخصوص تأسيس حزب النداء الجديد، قال بوجمعة الرميلي أحد مؤسسي حزب النداء سنة 2012 إلى جانب قيادات سياسية بزعامة الرئيس التونسي، لـ«الشرق الأوسط» إن حظوظ هذا الحزب الجديد ستكون وافرة سياسيا لأنها تضم القيادة الرسمية والشرعية لحزب النداء، مؤكدا أن الحزب الجديد سيستفيد من خذلان القيادة الحالية لنداء تونس (شق حافظ قائد السبسي)، التي أخلت بوعودها لناخبيها، وأصبحت تحكمها المصالح والتسميات، وفق تعبيره.



السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».

وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».

وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».

وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».

ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».

وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».

ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».