«الجهاد» ترفض وثيقة حماس وتعتبرها «غير واقعية»

قالت إنها تمس بالثوابت وتعني اعترافاً ضمنياً بإسرائيل

«الجهاد» ترفض وثيقة حماس وتعتبرها «غير واقعية»
TT

«الجهاد» ترفض وثيقة حماس وتعتبرها «غير واقعية»

«الجهاد» ترفض وثيقة حماس وتعتبرها «غير واقعية»

وجهت حركة الجهاد الإسلامي، أمس، انتقاداً حاداً لوثيقة حماس السياسية، في أول تعقيب رسمي للحركة على الوثيقة التي أعلنت عنها حماس في الأول من مايو (أيار) الحالي، في حضور فصائل فلسطينية، وغياب حركة الجهاد.
وقال زياد نخالة، نائب أمين عام الجهاد الإسلامي، إن حركته لا تشعر بارتياح تجاه بعض ما جاء في الوثيقة التي رأى فيها أنها تحمل تطوراً وتقدماً في مواقف حماس، ولكن على «الطريق المسدود»، من خلال البحث عن حلول وأنصاف حلول للقضية الفلسطينية، تحت مظلة الشرعية الدولية.
ويعد هذا انتقاداً نادراً من الجهاد لحماس.
ووصف نخالة الوثيقة بأنها «غير واقعية»، مشيراً إلى أن حركته تتوافق في المواقف مع كثير مما جاء في الوثيقة، مما وصفه بـ«الثوابت»، كالتأكيد على أن فلسطين وطن الشعب الفلسطيني، وعدم الاعتراف بإسرائيل، والتأكيد على حق العودة، والتمسك بالمقاومة وسلاحها، لكنها «لا ترحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967». وعد أن ذلك يمس بالثوابت، ويعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا بها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير، على حد قوله.
ورفض نخالة، في تصريحات لمواقع الجهاد الإسلامي، ما جاء في صياغة وثيقة حماس، في البند 20، باعتبار أن القبول بدولة فلسطينية على حدود 67 جاء بناءاً على توافق وطني، معقباً على ذلك: «إنها صياغة غير موفقة، ولا تعبر عن الواقع».
وأضاف: «القبول بدولة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران)، كحدود للدولة الفلسطينية، هو اعتراف ضمني بالدولة المجاورة، المقامة على 80 في المائة من أرض فلسطين، وهي دولة إسرائيل، وهذا يعني أننا أمام حل الدولتين الذي قبلته منظمة التحرير، وترفض إسرائيل تنفيذه».
وتابع: «ما معنى أن هذه الصيغة توافقية وطنية؟ هل من يرفض حل الدولتين، مثل الجهاد الإسلامي وآخرين، غير وطني، وغير توافقي؟!»، مضيفاً: «لذلك نقول: الصياغة غير موفقة، وفيها مساس بمشاعر رفقاء السلاح في خندق المقاومة. ونقول: لا تعبر عن الواقع لأن حماس تقول إن برنامجها مختلف عن برنامج فتح، لكنها هنا تضع نفسها في مربع الموافقين على حل الدولتين، وتتحدث عن التوافق».
وواصل: «نحن نقول: طالما أن هناك فلسطينياً واحداً يرفض حل الدولتين، أو حصر حدود الدولة الفلسطينية في حدود 67، فهذا ليس برنامج التوافق، أو الإجماع الوطني».
ورأى نخالة أن وثيقة حماس جاءت في وقت غير مناسب، وهي تقطع الطريق أمام أي مراجعة سياسية فلسطينية لمسيرة التسوية، والعمل على اعتماد استراتيجية جديدة تستند إلى برنامج المقاومة والتحرير.
ويتماشي موقف حركة الجهاد الإسلامي مع موقف أطلقه «حزب الله» اللبناني، على لسان نعيم قاسم، نائب أمين عام الحزب، الذي قال في تصريحات منذ أيام: «إذا لم تكن المقاومة من أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لا يمكن أن تنفع. لسنا مع المقاومة التي تمهد للتسوية، ولسنا مع المقاومة التي تقسم فلسطين إلى دولتين، ولسنا مع المقاومة التي تبادل الدم بالأرض، نحن مع المقاومة التي لا تقبل إلا الأرض محررة بالكامل، بلا قيد ولا شرط، ليعود الفلسطينيون إلى أرضهم أعزة كرماء في آنٍ معاً». وبحكم علاقة الجهاد و«حزب الله» بإيران.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.