قتلت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية 104 مدنيين من أبناء تعز خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، وفقا لما أورده تقرير حديث لائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز عن الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز للشهر الماضي، الذي كُشف فيه عن انتهاكات الميليشيات الانقلابية تضمنت الخسائر البشرية والمادية والأوضاع الإنسانية والخدمية وتهجير الأهالي من قراهم في تعز.
وأعلن الائتلاف مقتل 104 مدنيين وجرح 257 آخرين، بينهم نساء وأطفال خلال أبريل الماضي، بينها إصابات خطرة، جراء استمرار الحرب في مديريات المحافظة، حيث وصل عدد القتلى من الأطفال إلى 5 قتلى، في حين أصيب 12 آخرين، كما تم تسجيل مقتل 6 نساء، وإصابة 5 أخريات، بعض تلك الإصابات كانت خطرة.
وأضاف أنه تم رصد الأضرار وتدمير المنازل في تعز التي بلغت «23 منزلا ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر والإتلاف جراء الحرب، في الوقت الذي لا تزال خدمات المياه والكهرباء والنظافة منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس (آب) الماضي».
وأكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز في تقرير أن «188 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مناطق (العفيرة - المدحة - الثوباني) في الريف الجنوبي لمحافظة تعز، ولم تحصل هذه الأسر على مساعدات إيوائية عاجلة بشكل كاف جراء توقف غالبية المنظمات المانحة عن إرسال مساعداتها الإنسانية إلى المحافظة».
وجدد الائتلاف دعوته إلى ضرورة «إدخال المساعدات الإغاثية الإنسانية للمتضررين والنازحين في مدينة تعز عبر المنفذ الجنوبي الغربي للمدينة، تعز - التربة - عدن، الذي يعد حاليا الممر الإنساني الوحيد والآمن»، مستنكرا «الكمية الكبيرة من المساعدات الغذائية الفاسدة التي وصلت مدينة عدن من برنامج الغذاء العالمي، المقدرة بـ32 ألف طن متري، كانت ستوزع للسكان في محافظتي عدن والحديدة».
يأتي ذلك في الوقت الذي زار وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنسق الشؤون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة (الأوتشا) لدى اليمن، جيمي ماك غولدريك، الذي زار، تعز يوم التاسع من أبريل الماضي، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والصحية في المدينة، حيث قام بزيارة لعدد من الأحياء المدمرة وبعض مستشفيات المدينة، والتقى وفدا من السلطة المحلية وائتلاف الإغاثة الإنسانية وعددا من الجهات الإنسانية.
وأطلعت السلطة المحلية وائتلاف الإغاثة الإنسانية، المسؤول الأممي، على احتياجات المحافظة الإنسانية العاجلة، في ظل استمرار الحرب عليها، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة قيام الأمم المتحدة بالعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة، والعمل على فك الحصار عن المدينة ليتمكن الأهالي من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، وإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين داخل المدينة من بقية المنافذ المغلقة.
من جانبه، قال وكيل محافظ تعز، رشاد الأكحلي لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «عقدوا لقاءات مع موفد الصليب الأحمر ومنسق الشؤون الإنسانية، الذين زاروا تعز وتعرفوا على حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة وكيف وصل حال المستشفيات واطلعوا على حالات سوء تغذية لعدد من الأطفال فيها، وعرض عليهم حال المحافظة وما تعرضت له، وبالأرقام، وسلمت لهم رسالة بهذا الأمر وخطة لاحتياجات المحافظة شملت 13 مجالا».
وأكد أنهم عرضوا عليهم «عيوب أعمال المنظمات الخارجية وأن ما تقدمه لتعز هو للمناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون إضافة إلى كونها تعمل بإداراتها من محافظة إب أو صنعاء، وإذا ما قدمت شيئا يتم عبر متعهدين دون تنسيق من السلطة، وأنهم وعدوا بمعالجة ذلك وأن هناك خطوات تجري لنقل إدارات هذه المنظمات إلى عدن»، مشيرا إلى أنها «ربما تكون المرة الأولى التي يبدي فيها المسؤولون الأمميون، تعاطفهم مع ما وصل إليه الوضع الإنساني في تعز من بؤس، ووعدوا أنهم سوف يوجهون نداء إلى المنظمات المختلفة بسرعة مساعدة تعز وإنقاذها من كارثة إنسانية».
إلى ذلك، جدد ائتلاف الإغاثة الإنسانية تحذيراته من خطورة تردي الأوضاع الإنسانية في تعز، وأنها باتت على شفا مجاعة محققة وكارثة إنسانية وشيكة.
كما جدد مناشدته للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها، خاصة أنهم على مشارف قدوم شهر رمضان.
الميليشيات قتلت 104 مدنيين في تعز الشهر الماضي
وكيل المحافظة لـ «الشرق الأوسط» : سلمنا أوبراين خطة احتياجاتنا
الميليشيات قتلت 104 مدنيين في تعز الشهر الماضي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة