أصوات تتعالى لإطلاق «مختطفين» سنّة في العراق

الأمم المتحدة تكشف أعداد الضحايا المدنيين الشهر الماضي

أصوات تتعالى لإطلاق «مختطفين» سنّة في العراق
TT

أصوات تتعالى لإطلاق «مختطفين» سنّة في العراق

أصوات تتعالى لإطلاق «مختطفين» سنّة في العراق

تعالت أصوات كتل وشخصيات سياسية سنيّة في غضون الأسبوعين الأخيرين للمطالبة بإطلاق سراح «آلاف المختطفين» من المناطق السنيّة، ودفع إطلاق سراح المختطفين القطريين قبل أسبوعين كثيرا من الجهات إلى المطالبة بإطلاق مماثل لمختطفين عراقيين.
ورغم تضارب الأرقام بشأن أعداد المختطفين وعدم دقة المعلومات المتداولة بشأنهم، فإن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب عن محافظة الأنبار حامد المطلك يتوقع أن تزيد أعدادهم «على الخمسة آلاف شخص».
ويقول المطلك في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «المختطفين يتوزعون على محافظات الأنبار وبغداد وديالى وصلاح الدين وقضاء سامراء وناحيتي يثرب وسليمان بيك».
وبشأن ما إذا كان اختفاء الأشخاص ناجما عن عمليات اعتقال تقوم بها جهات رسمية، قال المطلك: «لو كان الأمر على هذا النحو، لكنا عرفنا مصيرهم على أقل تقدير، فالسجين لدى الدولة معروف مصيره، لكن الأشخاص الذين نتحدث عنهم لا أحد يعرف عنهم أي شيء»، مضيفا: «لقد اختطفوا وصفا عليهم الماء». ويؤكد المطلك أن الجهات التي قامت باختطافهم تتوزع بين «ميليشيات مسلحة، وجماعات ترتدي أجهزة شرطة وجيش، وأحيانا لا تعرف الجهة التي قامت باختطافهم».
وتشتكي أوساط سياسية سنيّة، ومنهم النائب حامد المطلك، من أن «لا أحد يخبرنا عن مصيرهم وما الذي حدث لهم، سواء قتلوا أو سجنوا أو نفوا أو أي شيء آخر، نتكلم منذ أشهر مع الجهات الحكومية، ولا جواب شافيا وواضحا بشأن ملف المختطفين».ويرى المطلك، أن ملفهم مشابه لـ«ملف المختطفين القطرين، بل وأكثر من ذلك، لأنهم أبرياء ومن أبناء البلد ويتوجب تبليغ ذويهم عن مصيرهم، وتلك مسؤولية الجهات الحكومية والقضائية والأمنية».
وعلى غرار ما جرى مع المختطفين القطريين، دعا النائب عن تحالف القوى رعد الدهلكي الأسبوع الماضي، الحكومة العراقية إلى «إيضاح موقفها من مختطفين عراقيين وإعطائهم اسم الجهة الخاطفة للتفاوض معها».
بدوره، طالب النائب عن محافظة صلاح الدين ضياء الدوري، خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في مجلس النواب، رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ«الكشف عن مصير أربعة آلاف مختطف من أبناء المحافظة»، محذرا من «تدويل ملف المختطفين». واشتكى الجبوري من مشكلة «التسويف» الذي تتعامل به السلطة التنفيذية رغم المناشدات المتواصلة بشأن المختطفين.
من جهة أخرى، قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إن أعداد الضحايا من المدنيين لشهر أبريل (نيسان) الماضي، بلغ 309 قتلى فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 387. واستنادا إلى الأرقام التي أوردها البيان، كانت محافظة نينوى هي الأكثر تضررا، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 276 شخصا (153 قتيلا 123 جريحا)، تلتها محافظة بغداد التي سقط فيها 55 قتيلا و179 جريحا، ثم محافظة صلاح الدين التي سجلت 15 قتيلا و43 جريحا. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها البعثة من مديرية صحة الأنبار، بلغت جملة الضحايا من المدنيين 74 شخصا (39 قتيلا 35 جريحا).
وقال المُمثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش: «لا يزال المدنيون يدفعون ثمنا باهظا من جراء الصراع وخصوصا في محافظة نينوى حيث تواجه قوات الأمن العراقية فلول (داعش) في حرب شوارع صعبة داخل مدينة الموصل». وأكد بيان المنظمة الأممية، أن «داعش» قام بتفجير سيارات ملغمة داخل الأحياء في الموصل وهاجموا المدنيين الذين يحاولون بشدة الفرار من مناطق القتال مع تقدم قوات الأمن لتحرير المزيد من الأراضي من قبضة الإرهابيين.
وترى المنظمة الأممية أن «الفظائع التي ارتكبها (داعش) لم تقتصر على مناطق القتال ولم يسلم منها أحد»، إذ قام التنظيم المتشدد بهجمات على المناطق المحررة، حيث «يحاول الناس إعادة بناء حياتهم، واستخدموا الانتحاريين كما هو الحال في الاعتداء على مدينة تكريت مطلع شهر أبريل». وهاجموا أيضا، في «تفجير انتحاري»، حي الكرادة في بغداد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.