الطائرات الروسية تلقي ذخائر عنقودية حارقة في سوريا

المرصد: مقتل 12 ألف شخص في مناطق المعارضة

الطائرات الروسية تلقي ذخائر عنقودية حارقة في سوريا
TT

الطائرات الروسية تلقي ذخائر عنقودية حارقة في سوريا

الطائرات الروسية تلقي ذخائر عنقودية حارقة في سوريا

واصلت طائرات سلاح الجو الروسي بتنفيذ ضرباتها مستهدفة المناطق السورية للشهر السابع عشر على التوالي، وتمكن (المرصد السوري لحقوق الإنسان) من توثيق مقتل نحو 12 ألف شخص من المدنيين والعسكريين في مناطق سيطرة المعارضة، كاشفاً عن استخدام الطائرات الروسية قنابل حارقة في الأسابيع الأخيرة.
وتزامن ذلك مع توثيق النظام السوري مقتل 8 آلاف من مقاتليه الذين يتحدرون من محافظة طرطوس، أحد أبرز معاقل الطائفة العلوية في سوريا، منذ بداية النزاع في البلاد، بينما وصل عدد المفقودين إلى نحو ألف، بموازاة الكشف عن أن عدد المصابين بلع أكثر من خمسة آلاف.
وتواصلت الضربات الروسية للشهر الـ17 على التوالي، منذ بدء القوات الروسية ضرباتها في 30 سبتمبر (أيلول) 2015. موقعة ما يقارب الـ12 ألف مدني وعسكري في مناطق المعارضة. ووثق المرصد مقتل 1267 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و729 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، و3171 رجلاً وفتى، إضافة لـ3358 عنصرا من تنظيم داعش، و3407 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
وبحسب المرصد، استخدمت روسيا خلال ضرباتها الجوية مادة Thermite، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث إن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع RBK - 500 ZAB 2.5 SM تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلات، محشوة بمادة Thermite، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 مترا. في طرطوس، كشفت مسؤولة دائرة «الشهداء» عن حجم الخسائر التي تكبدتها المحافظة من المقاتلين في صفوف قوات الأسد منذ عام 2011 حتى الآن.
ونقل موقع (الدرر الشامية) المعارض، عن المسؤولة منى إبراهيم، قولها، إن عدد القتلى بلغ الثمانية آلاف فيما تجاوز عدد المصابين الخمسة آلاف ونصفاً والمفقودين قرابة الألف.
وتعتبر محافظة طرطوس من أكثر المناطق المؤيدة للنظام السوري فأغلب أبنائها يعملون ضِمن صفوف قوات الأسد أو الميليشيات التي تسانده أو تلك الميليشيات المستحدثة مؤخراً، والمدعومة من روسيا كالفيلق الخامس.
وكان ما يسمى مكتب الشهداء قد أُعلن عن تأسيسه في مطلع الشهر الحالي بعد زيارة أجراها عماد خميس رئيس حكومة النظام وشاهد حجم خسائر قوات الأسد من أبناء المحافظة هناك حيث أمر باستحداث مكتب في كل منطقة بالمحافظة لمتابعة الإجراءات التي يحتاجها ذوو القتلى بشكل كامل.
يشار إلى أن مدينة طرطوس تحتل المرتبة الثامنة في سوريا من حيث عدد السكان قبل اندلاع الحرب السورية ويقطنها طوائف متعددة، وتعتبر الخزان البشري الرئيسي لقوات الأسد.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.