تيريزا ماي تتأهب لانفصال «صعب» عن الاتحاد الأوروبي

قالت إنها تود دخول المفاوضات بـ«يد قوية» أو الانسحاب منها دون اتفاق

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في برنامج «أندرو مار» على قناة «بي بي سي» أمس (رويترز)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في برنامج «أندرو مار» على قناة «بي بي سي» أمس (رويترز)
TT

تيريزا ماي تتأهب لانفصال «صعب» عن الاتحاد الأوروبي

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في برنامج «أندرو مار» على قناة «بي بي سي» أمس (رويترز)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في برنامج «أندرو مار» على قناة «بي بي سي» أمس (رويترز)

قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمس: إن محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ستكون صعبة، في ظل «الموقف المتشدد الذي تبناه زعماء الاتحاد» تجاه المفاوضات الوشيكة.
وفي اجتماع قمة في بروكسل، أول من أمس، أقرّ زعماء الاتحاد الأوروبي مجموعة من الشروط لخروج بريطانيا. ونصحوا البريطانيين بألا تساورهم «أوهام» الدخول سريعا في علاقة جديدة تحافظ على أسواق الاتحاد الأوروبي مفتوحة أمامهم، كما نقلت وكالة «رويتر»، وأن يستعدوا لتعقيدات قضايا، مثل حقوق الإقامة لمواطني الاتحاد الأوروبي.
وقالت ماي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «يظهر هذا وغيره من تعليقات زعماء أوروبا أنه ستكون هناك أوقات صعبة في هذه المفاوضات». ويشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق بشأن درجة تأهب الحكومة البريطانية لمفاوضات شديدة التعقيد، وأيضا بشأن درجة فهم لندن لنوع التنازلات التي ينبغي أن تقدمها للتوصل لأي اتفاق.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي: إن محادثات رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات الانفصال، ميشيل بارنييه، في لندن يوم الأربعاء لم تفلح في تهدئة تلك المخاوف.
وكررت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تصريحها الذي أدلت به بعد اجتماع يونكر وماي، وقال إنها لا تزال قلقة بشأن «الأوهام» في بريطانيا بشأن محادثات الخروج من الاتحاد. وأكدت ماي موقفها بأنها ستكون مستعدة للانسحاب من محادثات الانفصال دون التوصل إلى اتفاق، إذا لم يعجبها ما يقدمه الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت ماي في مقابلة منفصلة مع محطة «آي.تي.في»: «ما كنت سأصرح بذلك لو لم أكن مؤمنة به. وما أؤمن به أيضا أننا إذا دخلنا المفاوضات بيد قوية، يمكننا التوصل لاتفاق جيد لبريطانيا». ودعت ماي، التي وصلت للسلطة بعدما قرر البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء انتخابات مبكرة في محاولة لكسب تفويض عام وأغلبية أكبر في البرلمان لمساعدتها في تنفيذ خطتها بالخروج من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع الاتحاد.
ويتساءل الكثير من نظرائها الأوروبيين بشأن استعداد ماي حقا للزج ببلادها في مأزق قانوني يوم 30 مارس (آذار) عام 2019، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مرارا: إن مثل هذه الخطوة ستكون سيئة للاتحاد الأوروبي، لكن ثمنها سيكون أفدح كثيرا بالنسبة لبريطانيا.
غير أن الزعماء الأوروبيين ذكروا في خططهم التفاوضية التي أقروها خلال دقائق في قمة أول من أمس إنهم سيكونون مستعدين للتعامل مع وضع تنهار فيه المفاوضات.
وحذر رئيس الوزراء البلجيكي أقرانه من السقوط في «فخ» المفاوضين البريطانيين، الذين يحاولون إثارة الانقسام بينهم، في حين نبه آخرون ماي إلى أن من مصلحة بريطانيا أيضا الحفاظ على الاتحاد كتلة واحدة.
وفي إشارة للأجواء المتناغمة على نحو غير مألوف للقمة، قال رئيس وزراء آيرلندا، إيندا كيني، للصحافيين «عندما تبدأ المفاوضات وتصبح تفصيلية، سيتعين إجراء نقاشات أكثر تعقيدا، فمن الواضح أن بعض الدول ستعطي أولوية أكبر لقضايا مختلفة». وأضاف: «لذا؛ لن يكون الأمر هادئا ومنضبطا كما هو اليوم».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.