0.1 % تفصل الأسعار عن الوصول لهدف «المركزي» الأوروبي

ارتفاع التضخم يعزز احتمالات الانسحاب من التحفيز النقدي

0.1 % تفصل الأسعار عن الوصول لهدف «المركزي» الأوروبي
TT

0.1 % تفصل الأسعار عن الوصول لهدف «المركزي» الأوروبي

0.1 % تفصل الأسعار عن الوصول لهدف «المركزي» الأوروبي

بعد أيام قليلة من إعراب رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، عن قلقه من أن الضغوط السعرية في منطقة اليورو لا تزال ضعيفة جدا أمام كبح التحفيز، ضاعف مقياس التضخم الأساسي التوقعات بالوصول إلى أقوى وتيرة فيما يقرب من أربع سنوات، في حين أظهر تقرير آخر أن عرض النقود يتسع بأسرع معدل منذ الأزمة المالية العالمية.
وأعلنت وكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات) ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو خلال أبريل (نيسان) الحالي إلى 1.9 في المائة مقابل 1.5 في المائة خلال الشهر الماضي، وبحسب البيانات الأولية التي أصدرتها «يوروستات» فإن ارتفاع أسعار الطاقة كان السبب الأساسي وراء ارتفاع معدل التضخم.
فقد ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 7.5 في المائة خلال الشهر الحالي، في حين ارتفعت أسعار الخدمات بنسبة 1.8 في المائة، وأسعار المواد الغذائية والكحوليات بنسبة 1.5 في المائة، وأسعار السلع الصناعية من غير منتجات الطاقة بنسبة 0.3 في المائة سنويا، وتسارع ارتفاع الأسعار الأساسية باستثناء الغذاء والطاقة إلى 1.2 في المائة.
وتعني هذه الأرقام أن مؤشر أسعار المستهلك يتفق مع المعدل المستهدف للبنك المركزي الأوروبي، وهو 2 في المائة في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي. في حين لا يزال لدى «المركزي» الأوروبي ستة أسابيع وجولة أخرى من البيانات الشهرية التي يتعين معالجتها قبل اجتماعه المقبل، فإن آخر التقارير ستعطي الضوء الأخضر لأعضاء مجلس البنك الذين أعربوا علناً عن رأيهم بأن الوقت قريب من الإشارة إلى الانسحاب التدريجي للتحفيز النقدي، رغم قلق دراغي من مناقشة المسألة في وقت قريب جدا.
وقال دراغي في مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع مجلس البنك يوم الخميس الماضي: إن «المخاطر المحيطة بتوقعات نمو منطقة اليورو، بينما تتحرك نحو تكوين أكثر توازنا، ما زالت مائلة نحو الجانب الهبوطي»، مستخدما لهجة أقل حذرا من مواقفه السابقة، وأضاف: «لم نرَ أي دليل أو دليلا كافيا لتغيير تقييمنا حول توقعات التضخم».
وكانت بيانات التضخم أول من أمس (الجمعة) قوية بما فيه الكفاية لاجتياز انخفاض لمدة يومين لليورو، ووضعه على المسار الصحيح لأكبر مكسب أسبوعي منذ يونيو (حزيران) الماضي، وتوسع مقياس (M3) وهو مقياس واسع لقياس الأموال المتداولة في الاقتصاد في مارس (آذار) الماضي بأقصى سرعة منذ فبراير (شباط) 2009.
في حين أن المقياس ليس بالضرورة مؤشرا قويا للتضخم، لكنه يظهر حقيقة ارتفاع الائتمان للشركات والأسر، لكنه من المرجح أن يشجع المسؤولين الذين يريدون من البنك المركزي الأوروبي وقف برنامج شراء الأصول المقدر بنحو 2.3 تريليون يورو (2.5 تريليون دولار)، ووضع أسعار الفائدة على المسار التصاعدي.
وارتفع اليورو أمام الدولار بعد بيانات قوية للتضخم في منطقة اليورو، بينما زادت العملة الأميركية أمام نظيرتها اليابانية بعد بيانات للأجور في الولايات المتحدة أظهرت استمرار احتمال رفع الفائدة مرتين هذا العام.
وساعد ارتفاع التضخم اليورو على الارتفاع إلى 1.0947 دولار بما يقل قليلا عن أعلى مستوى في خمسة أشهر ونصف الشهر سجلته العملة الأوروبية الموحدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي عندما بلغت 1.0950 دولار. وارتفع الدولار 0.4 في المائة أمام الين إلى أعلى مستوى خلال الجلسة عند 111.71 ين، والذي لامسه في 26 أبريل بعد أن أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية تسارع نمو الأجور والرواتب في القطاع الخاص 0.9 في المائة في الربع الأول، وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة تضم ست عملات رئيسية قليلا إلى 99.015 نقطة، واتجه اليورو صوب تحقيق مكاسب شهرية قدرها 2.3 في المائة في ثاني ارتفاع شهري على التوالي أمام الدولار، بينما اتجه الدولار لاختتام الشهر دون تغير يذكر مقابل الين. ويتجه مؤشر الدولار صوب الهبوط 1.3 في المائة ليسجل ثاني هبوط شهري على التوالي.



تكاليف الاقتراض الحكومي في بريطانيا تسجل أعلى مستوى منذ 1998

يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
TT

تكاليف الاقتراض الحكومي في بريطانيا تسجل أعلى مستوى منذ 1998

يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)

سجلت تكاليف الاقتراض الحكومي طويل الأجل في بريطانيا أعلى مستوياتها منذ عام 1998 يوم الثلاثاء، مما يزيد التحديات التي تواجه وزيرة المالية راشيل ريفز، التي تخطط للاقتراض بمئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية لتمويل زيادة الاستثمار العام والإنفاق.

وارتفعت تكاليف الاقتراض طويل الأجل على مستوى العالم في أعقاب جائحة «كوفيد – 19» والغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع التضخم. ومع ذلك، شهدت العوائد البريطانية زيادة ملحوظة في الأسابيع الأخيرة؛ حيث يتوقع معظم المستثمرين أن يقوم بنك إنجلترا بتقليص أسعار الفائدة بنحو نصف نقطة مئوية فقط هذا العام، وسط احتمالات بأن يظل التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، وفق «رويترز».

باع مكتب إدارة الديون في المملكة المتحدة 2.25 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2.8 مليار دولار) من سندات الخزانة القياسية لأجل 30 عاماً للمستثمرين بمتوسط ​​عائد 5.198 في المائة في مزاد يوم الثلاثاء، وهو أعلى عائد لسندات الخزانة البريطانية لأجل 30 عاماً منذ أن باع مكتب إدارة الديون سنداً بنسبة 5.790 في المائة في أول مزاد له في مايو (أيار) 1998.

وفي التداول بين المستثمرين بعد المزاد، ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عاماً إلى 5.221 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 1998 وأعلى بمقدار 4 نقاط أساس عن اليوم السابق. كما أدت توقعات التخفيضات الضريبية الأميركية والإنفاق المرتفع في حال فوز دونالد ترمب بالرئاسة، بالإضافة إلى التضخم المحتمل الناتج عن التعريفات التجارية الجديدة، إلى ارتفاع العائدات الأميركية، مما كان له تأثير غير مباشر على بريطانيا وألمانيا.

وتواجه ريفز مهمة صعبة في الالتزام بقواعد الموازنة بعدما أظهرت العائدات على السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عاماً ارتفاعاً بمقدار 2.5 نقطة مئوية عن العائدات الألمانية، وهو المستوى الذي لم يُسجل إلا في سبتمبر (أيلول) 2022 أثناء اضطرابات السوق التي تلت «الموازنة المصغرة» لرئيسة الوزراء السابقة ليز تروس.

ومن المرجح أن تجعل تكاليف الاقتراض المرتفعة من الصعب على ريفز الوفاء بقواعد الموازنة، مما قد يضطرها إلى زيادة الضرائب مجدداً بعد أن فرضت بالفعل متطلبات أعلى للمساهمات في الضمان الاجتماعي على أصحاب العمل.

وتستمر عوائد السندات الحكومية لأجل 30 عاماً في كونها أعلى بنحو 0.3 نقطة مئوية من عوائد سندات الخزانة الأميركية، وهو ما يتماشى مع متوسطها خلال العامين الماضيين وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأعرب بعض المحللين قبل المزاد عن اعتقادهم بأن العوائد على السندات الحكومية تبدو مرتفعة جداً. وقالت شركة «أفيفا إنفسترز» إن فريقها «يفضل السندات الحكومية بناءً على الاعتقاد بأن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة أكثر مما تتوقعه السوق في عام 2025، في ظل توقعات تضخم أضعف ونمو أضعف من المتوقع».

بدوره، أشار بنك «آر بي سي» إلى أنه لا يرى مجالاً كبيراً لارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً في المستقبل القريب؛ حيث سيعتمد ذلك على قيام الأسواق بتعديل توقعاتها لخفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا هذا العام.

وأضاف: «بينما قد يحدث هذا في وقت لاحق من العام، فإننا لا نرى حالياً أدلة كافية في السوق لدعم هذه الفرضية، خاصة في ضوء حالة عدم اليقين الكبيرة الناجمة عن تنصيب ترمب المقبل».