القوات العراقية تفتح جبهة جديدة غرب الموصل

العبادي يدعو أهالي الموصل إلى الاستعداد لإعلان النصر الكبير ويحذر من فتنة بين العرب والأكراد

جانب من مواجهة بين الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
جانب من مواجهة بين الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تفتح جبهة جديدة غرب الموصل

جانب من مواجهة بين الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
جانب من مواجهة بين الشرطة الاتحادية ومسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)

بدأت القوات العراقية وبإسناد جوي مكثف من طيران التحالف الدولي والطائرات العراقية بفتح جبهة جديدة من غرب الموصل، في حين دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، العراقيين الى الاستعداد لاعلان النصر الكبير، محذرا في الوقت نفسه من فتنة بين العرب والالكراد.
وقال ضابط برتبة عقيد في قوات الجيش العراقي لـ«الشرق الأوسط»، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: «فتحت قطعات من قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب أمس، جبهة جديدة ضد تنظيم داعش من منطقة بادوش غرب الموصل»، موضحاً أن القوات الأمنية تسعى من خلال هذه الجبهة إلى تحرير أحياء «17 تموز، والهرمات، والمشيرفة، وحاوي الكنيسة»، من التنظيم، والإسراع بحسم معركة تحرير الموصل.
في غضون ذلك، أشار قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، إلى أن قواته تقدمت أمس مسافة جديدة باتجاه المنطقة المحيطة بجامع النوري الكبير وسط المدينة القديمة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «اندفعت قطعاتنا باتجاه جامع النوري من محوري باب الجديد وقضيب ألبان، تحت غطاء قصف صاروخي وإسناد من طائراتنا المسيرة، واستهدف الطائرات ثكنات إرهابيي (داعش) القريبة من المنارة الحدباء، وأسفر القصف عن مقتل 30 إرهابيا وتدمير 12 هدفا متحركا وموضعا لمقاومة الطائرات».
وقال العبادي، خلال حضوره مهرجان الوحدة الوطنية الذي أقيم تحت شعار «انتصارنا العظيم طريقنا نحو السلام» أن العراق على أعتاب مرحلة جديدة رغم التحديات الكبيرة والمستمرة، قائلا إن «من أكبر أولوياتنا بناء السلام والحياة الكريمة لمواطنينا، فهذا الوطن لجميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم».
وقال العبادي: «أبطالنا يخوضون المعارك ويحققون انتصارات، وهي حرب ليست سهلة، لكن البعض يحاول إحباط معنويات مقاتلينا من خلال تبنيه أكاذيب العدو، لأن لديهم خلافات مع الحكومة، وأدعو هؤلاء لترك أبطالنا الشجعان».
وأضاف أن «يوم التحرير قريب في الموصل، وعلى أهل الموصل عدم الاستسلام للإشاعات»، مشيرا إلى أنه «تم تدمير قدرات (داعش) وترك أسلحة هائلة وسنقضي عليه».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن العبادي قوله أيضا: «نحن لا نحب الحرب، لكن الحرب فرضت علينا من قبل عدو منحرف، وهو تنظيم داعش، وانتصرنا بها، وهي حرب ليست سهلة، وليس أمامنا خيار إلا الانتصار بها من أجل حماية مواطنينا». وأضاف: «تنظيم داعش مجموعة منحرفة تهاجم العراقيين في كل مكان وسننتصر عليه، والقوات العراقية تتسابق للقتال ضد (داعش)». وذكر أن «داعش ينشر أكاذيبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتثبيط معنويات القوات العراقية، وعلينا عدم الانصياع إلى تبني هذه الأكاذيب المضللة».
من ناحية ثانية، خاطب العبادي الأكراد قائلا إنهم «مواطنون عراقيون من الدرجة الأولى، وهناك حملات للإيقاع بينكم وبين شعبكم العراقي، وإن تنوع مكونات الشعب العراقي من شيعة وسنة وكرد ومسيحيين وكل الطوائف، هي قوة العراق». وأكد أن «طوائف ومكونات المجتمع العراقي كلها قاتلت (داعش) سوية، لأن العراق للجميع، ولا يوجد لدينا مصطلح مواطن أول ودرجة ثانية، الجميع متساوون».
وأضاف أن «أهالي المناطق المحررة يرفضون عودة من تعاون مع الإرهابيين إلى مناطقهم، وهناك أعداد كبيرة انضمت إلى داعش». وقال: «قدمنا خسائر كبيرة في قتالنا ضد الإرهاب وحققنا الانتصارات بالشجاعة والحكمة والصمود البطولي».
من ناحية ثانية، حررت قوات البيشمركة في عملية مشتركة مع مجلس أمن إقليم كردستان أمس 36 مختطفاً إيزيدياً غالبيتهم من الأطفال، من منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في مدينة الموصل. وقال المدير العام للإعلام والثقافة في وزارة «البيشمركة»، هلكورد حكمت، لـ«الشرق الأوسط»: «نفذت قوات البيشمركة ومجلس أمن إقليم كردستان عملية مشتركة بالتنسيق مع مكتب شؤون إنقاذ الإيزيديين في منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في الموصل لتحرير مختطفين إيزيديين، وأسفرت العملية عن تحرير 36 مختطفاً»، مبيناً أن العملية حققت أهدافها بنجاح، ونُقل المختطفون إلى محافظة دهوك.
واختطف تنظيم داعش، خلال هجمات موسعة شنها على قضاء سنجار والمدن والبلدات ذات الغالبية الإيزيدية في سهل نينوى في أغسطس (آب) 2014، أكثر من 6400 إيزيدي غالبيتهم من النساء والأطفال. ونفذ التنظيم عمليات إبادة جماعية ضد المكون الإيزيدي؛ حيث قتل الآلاف من الرجال والشباب والنساء خلال تلك الهجمات ودفنهم في مقابر جماعية، ونقل الفتيات والأطفال إلى الموصل وباعهن لمسلحيه في أسواق النخاسة التي فتحها في الموصل وتلعفر والفلوجة والأنبار والحويجة والقائم في العراق، والرقة ودير الزور والمناطق الأخرى الخاضعة له سوريا.
بدوره، بين مدير مكتب شؤون إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لمكتب رئيس حكومة إقليم كردستان في دهوك، حسين قائدي، لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عن الذين حررتهم قوات البيشمركة والقوات الأمنية الأخرى في الإقليم بالتنسيق مع مكتبه، أن المختطفين الذين حرروا هم 5 نساء و5 رجال و26 طفلاً من كلا الجنسين، وبهذا يصل عدد المختطفين الذين حررهم المكتب حتى الآن إلى أكثر من 3000 مختطف، بينما لا يزال هناك أكثر من 3400 مختطف آخر في قبضة التنظيم، مؤكدا استمرار جهود المكتب لتحرير ما تبقى من المختطفين والمختطفات من يد «داعش». وأشار قائدي إلى أن لجنتين طبيتين تابعتين لرئاسة صحة دهوك، إحداهما مختصة بالناحية النفسية والأخرى بالجسدية، ستتوليان فحص المُحررين.
وقال قائدي إن مكتبه طالب الحكومة العراقية مراراً وتكراراً بتقديم المساعدة لهم لإنقاذ بقية المختطفين لدى «داعش» لكن بغداد لم تستجب، وأضاف أن الحكومة العراقية «لم تقدم لنا حتى الآن أي مساعدة بأي شكل من الأشكال، لا في عملية الإنقاذ، ولا في تعويض الناجين والمتضررين».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.