شيخ الأزهر: الإسلام يكفل حرية الاعتقاد... والأديان كافة تدعو للسلام

في افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي للسلام

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يلقي كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي للسلام (حساب الأزهر الشريف على «تويتر»)
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يلقي كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي للسلام (حساب الأزهر الشريف على «تويتر»)
TT

شيخ الأزهر: الإسلام يكفل حرية الاعتقاد... والأديان كافة تدعو للسلام

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يلقي كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي للسلام (حساب الأزهر الشريف على «تويتر»)
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يلقي كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي للسلام (حساب الأزهر الشريف على «تويتر»)

افتتح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم (الخميس)، مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم لتوجيه رسالة مشتركة للعالم باتفاق رموز وممثلي الأديان على الدعوة إلى السلام.
وأكد شيخ الأزهر أن كل الأديان تحث على السلام وجميعها بريئة من تهمة الإرهاب.
وفي كلمته أمام المؤتمر، أكد شيخ الأزهر أن «موضوع السلام العالمي، رغم كل ما قيل فيه، يبدو وكأنه بحاجة إلى المزيد من المتابعة والتحليل والبحث»، مضيفاً أن «السلام لم يعد هو القاعدة في حياة البشرية... والإنسانية لم تنعم بالعيش في ظل سلام كامل ودائم». وتابع: «كل ما يقال عن الإسلام في شأن السلام يقال مثله تماماً عن اليهودية والمسيحية»، مؤكداً أن «لكل رسالة شريعة عملية زمانها ومكانها وأقوامها».
وأوضح شيخ الأزهر أن «القرآن يحدد العلاقة بين الناس في علاقة التعارف التي هي نتيجة منطقية لطبيعة الاختلاف وحرية الاعتقاد»، حيث «يترتب على حقيقة الاختلاف في الدين حق حرية الاعتقاد وهي تستلزم نفي الإكراه على الدين».
وأشار الطيب إلى «الإسلام يشجع ثقافة الحوار خصوصا مع الأديان المختلفة» لافتا أن تشريع الحرب في الإسلام جاء دفاعيا وليس هجوميا»، مؤكدا أن كل الأديان تحث على السلام، وجميعها بريئة من تهمة الإرهاب. وأردف: «الإسلام يأمرنا بحماية الكنائس ومعابد اليهود.. فأعجب لدين يقاتل أبناؤه لحماية أبناء الأديان الأخرى وتأمين أماكن عبادتهم».
ويناقش المؤتمر، على مدار يومين، موضوعات معوقات السلام في العالم المعاصر والمخاطر والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، والفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.
ومن المقرر أن يلقي البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان كلمة في ختام المؤتمر غداً (الجمعة) عقب زيارته الرسمية لإمام الأزهر، بحسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية.
ويؤكد المؤتمر كذلك الثقة المتبادلة بين قادة الأديان على دعوة أتباع الأديان للاقتداء بهم، والعمل بهذه الدعوة من أجل نبذ كل أسباب التَّعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام بين الناس.
ويأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود الحثيثة التي يقودها شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، من أجل نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش المشترك وتحقيق سلام عادل وشامل للبشرية جمعاء.
وشارك في الجلسة الافتتاحية إلى جانب شيخ الأزهر عدد من القيادات والشخصيات الدينية البارزة منها القس الدكتور أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، والقس الدكتور جيم وينكلر، الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس بالولايات المتحدة، والأنبا بولا، ممثلاً عن البابا تواضروس الثاني، والدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات العربية المتحدة، والبطريريك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، والدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.