مبادرة «زمزم» الإخوانية في الأردن لا تستبعد تأسيس حزب سياسي

بني أرشيد أكد أن قرار فصل القياديين الثلاثة سينفذ الخميس

مبادرة «زمزم» الإخوانية في الأردن  لا تستبعد تأسيس حزب سياسي
TT

مبادرة «زمزم» الإخوانية في الأردن لا تستبعد تأسيس حزب سياسي

مبادرة «زمزم» الإخوانية في الأردن  لا تستبعد تأسيس حزب سياسي

قال الدكتور جميل الدهيسات، القيادي في المبادرة الأردنية للبناء «زمزم»، إنه من غير المستبعد أن تعلن «المبادرة» تأسيس حزب سياسي مستقل، إذا ما توفرت الظروف الملائمة لذلك. وقال الدهيسات، الذي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عن فصله واثنين آخرين أخيرا، إن هناك وساطة لإعادة الأمور إلى مجاريها وإن الأزمة مع الحركة في طريقها إلى الانفراج. غير أن نائب المراقب العام للجماعة زكي بني أرشيد نفى ذلك.
وكانت مجموعة شخصيات أردنية من مختلف الأطياف والتيارات، ينتمي بعضها إلى جماعة الإخوان المسلمين، أعلنت تأسيس المبادرة الأردنية للبناء (زمزم) في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 لـ«الخروج برؤية موحدة، بغية خدمة الأردن وتفادي الأزمات التي تشهدها المنطقة». غير أن محكمة خاصة في جماعة الإخوان قررت في 21 أبريل (نيسان) الماضي، فصل ثلاثة من قياداتها وهم بالإضافة إلى الدهيسات، ارحيل الغرايبة ونبيل الكوفحي، وذلك لانتسابهم إلى المبادرة، لكنها أشارت إلى أن بإمكانهم استئناف الحكم.
وقال الدهيسات لـ«الشرق الأوسط»: إن «زمزم ستسعى في المستقبل القريب إلى تأسيس جمعيات خيرية وتعاونية، لتتولى بعض الشؤون التي تساعد المبادرة في تنفيذ مهامها». ولم يستبعد إنشاء المبادرة حزبا سياسيا، وأضاف أنه إذا شعر «في مرحلة من المراحل أن هناك حاجة لإنشاء حزب سياسي فإننا سندعو الهيئة العامة للمبادرة على الموافقة على قرار تأسيس الحزب، ولكن القضية تعود للظروف التي تحيط كل مرحلة بمرحلتها».
وبشأن إحالته إلى محكمة الإخوان الخاصة، قال إن «عددا من الإخوة في الجماعة بادروا الى وساطة بيننا وبين قيادة الجماعة، من أجل الحفاظ على وحدة الجماعة، وأبلغونا أن الأزمة في طريقها الى الانفراج واغلاق الملف بالكامل». وتابع: «إن المكتب التنفيذي وعلى لسان المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد، اعتبر قرار الاستئناف تاريخيا، واتخذ للأسباب المذكورة، وأنه أبلغ قيادات في شعبة الإخوان المسلمين بمدينة الكرك جنوب الأردن، أنه لا توجد محكمة استئناف عاملة حتى اللحظة، بالتالي فإن القرار لاغٍ».
وأوضح أن «المكتب التنفيذي (التابع لجماعة الإخوان) هو من قدم الاستئناف، ومن حقه ذلك، على اعتبار انه الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضية بحكم المنتهية، بحجة الحفاظ على وحدة صف الجماعة».
وأكد أنه لم يتقدم بطلب استئناف قرار فصله، موضحا أنه «لا توجد محكمة للاستئناف في الجماعة، فكيف نستأنف؟».
لكن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أكد أن فترة الاستئناف على قرار محكمة الجماعة، الذي صدر بحق الثلاثة ستنتهي الخميس المقبل. وأضاف بني أرشيد أنه «لم يتقدم أي واحد من الذين صدر بحقهم قرار الفصل بطلب استئناف الى المحكمة».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار يصبح قطعيا بعد يوم الخميس المقبل، وسينفذ قرار الفصل ما لم يقدم طلب استئناف القرار للمحكمة، التي بدورها ستنظر في القرار». ونفى أن يكون المكتب التنفيذي قدّم طلب استئناف للقرار، مشيرا إلى أن «المكتب التنفيذي هو المشتكي فكيف يسئأنف القرار؟».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.