القوات العراقية تستعيد أكبر أحياء غرب الموصل

الحشد الشعبي يبدأ عملية عسكرية لتحرير بلدة الحضر الأثرية

الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي (رويترز)
الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي (رويترز)
TT

القوات العراقية تستعيد أكبر أحياء غرب الموصل

الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي (رويترز)
الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي (رويترز)

حققت القوات العراقية اليوم (الثلاثاء) تقدماً واستعادت واحداً من أكبر أحياء الجانب الغربي من مدينة الموصل (شمال العراق)، في إطار معركة استعادة المدينة التي انطلقت منذ أكثر من 6 أشهر، من سيطرة تنظيم داعش، حسبما أكد مصدر أمني بارز.
وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير (شباط)، عملية لاستعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل، ثاني مدن وآخر أكبر معاقل المتطرفين في البلاد.
ونقل بيان عن الفريق عبد الوهاب الساعدي أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب في الموصل اليوم، أنه «صباح هذا اليوم استطاع أبطال جهاز مكافحة الإرهاب، الرتل الغربي، تطهير حي التنك بالكامل، وهو من أكبر الأحياء في الساحل الغربي (غرب الموصل) وكان يعتبر معقلاً رئيسياً للمجاميع الإرهابية».
وأكد الساعدي: «الآن، حي التنك بالكامل تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب».
ويعد التنك أحد الأحياء الكبيرة في الجانب الغربي من الموصل.
وأشار الساعدي إلى وقوع اشتباكات عنيفة على مدى أكثر من أسبوع، تمكنت خلالها القوات العراقية من قتل عشرات الإرهابيين وتدمير أكثر من 20 عجلة مفخخة.
ويرجح وجود بضع مئات من المتطرفين في الجانب الغربي من الموصل، فيما لا يزال هناك مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في هذا الجانب من المدينة.
ويعد الجانب الغربي أصغر مساحة، لكنه أكثر اكتظاظاً من الجانب الآخر للموصل، بسبب أحيائه المكتظة وشوارعه الضيقة التي لا تسمح بمرور العربات العسكرية مما يرجح أن تكون معارك استعادته أكثر خطورة وصعوبة.
وتضطلع قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والرد السريع دوراً رئيسياً في عملية استعادة الموصل.
يذكر أن القوات العراقية بدعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بدأت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) عملية كبيرة لاستعادة كامل مدينة الموصل ثاني مدن وآخر أكبر معاقل الإرهابيين في البلاد، من سيطرة تنظيم داعش.
من جهة أخرى، أعلنت قوات الحشد الشعبي العراقية اليوم، انطلاق عمليات استعادة السيطرة على بلدة الحضر الأثرية من تنظيم داعش جنوب مدينة الموصل.
وأفاد بيان صادر عن قوات الحشد بأن العملية انطلقت صباحاً من ثلاثة محاور رئيسية لتحرير قضاء الحضر والمناطق المحيطة به من سيطرة عصابات «داعش».
وباشرت القوات فتح السواتر الترابية واقتحمت عددا من القرى الواقعة شمال الحضر ورفعت عشرات العبوات الناسفة التي نصبها "داعش" ككمائن.
واستعادت القوات تلا أثريا يطلق عليه «تل هيلايم الأثري»، كما استقبلت عشرات الأسر التي فرت من مناطق القتال في محيط قضاء الحضر.
واستعاد الحشد الشعبي عشرات القرى الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة نينوى وبلغ أطراف قضاء تلعفر الواقع شرق الموصل.
واستولى تنظيم داعش في 2014 على مساحات شاسعة في العراق وسوريا وأعلن إقامة «دولة الخلافة» المزعومة فيها، لكنه خسر معظمها لاحقا.
وبعد إعلان إقامة «دولة الخلافة» المزعومة، قام الإرهابيون بتدمير عدد كبير من المواقع الأثرية في كلا البلدين.
ويزعم التنظيم أن تدمير الآثار فريضة دينية لأنها أوثان. لكن هذه الادعاءات لم تمنعه من المتاجرة بقطع أثرية في السوق السوداء.
وفي أحد أشرطة الفيديو التي نشروها، استخدموا جرافات ومعاول ومتفجرات لتدمير موقع نمرود درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن 13 قبل الميلاد.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.