قصف سوق شعبية بخان شيخون... والنظام يتقدم بريف حماة

بلدات الريف الجنوبي تواجه ضعفاً كبيراً بعد استهداف جميع المراكز الطبية

قصف سوق شعبية بخان شيخون... والنظام يتقدم بريف حماة
TT

قصف سوق شعبية بخان شيخون... والنظام يتقدم بريف حماة

قصف سوق شعبية بخان شيخون... والنظام يتقدم بريف حماة

نفذت الطائرات الحربية ضربات جوية على بلدات خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظتي حمص وحماة، أمس، في وقت استمرت فيه قوات النظام في تحقيق مزيد من التقدم في معركة ريف حماة الشمالي التي تهدف من خلالها الوصول إلى خان شيخون في ريف إدلب، وسقط أمس عدد من القتلى والجرحى في قصف للطيران الحربي على المدينة نفسها التي ارتكبت فيها مجزرة الكيماوي قبل أسبوعين وأدت إلى مقتل وإصابة مئات القتلى والجرحى.
وفيما أشارت «شبكة شام» إلى أن طيران النظام قصف السوق الشعبية وسط مدينة خان شيخون بصواريخ عدة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 5 مدنيين بينهم طفل وسقوط عدد من الجرحى نتيجة قصف تعرضت له المنطقة. ولفت المرصد إلى أن اثنين من القتلى فصلت رأساهما عن جسديهما، مؤكداً أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة إثر الضربات التي استهدفت سوق المدينة بالقسم الجنوبي من خان شيخون.
وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن 5 مدنيين لقوا مصرعهم وأصيب 15 آخرون بجروح متفاوتة جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بغارة بالصواريخ الفراغية، السوق الرئيسية في مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الجنوبي.
ونقل «مكتب أخبار سوريا»، عن ناشط في المدينة قوله إن «فرق الدفاع المدني انتشلت الضحايا وأسعفت الجرحى إلى أقرب نقطة طبية في المنطقة نظراً لعدم وجود أي مركز طبي بالمدينة»، لافتاً إلى أن جثة أحد القتلى متفحمة، مرجحاً ازدياد عدد الضحايا خلال الساعات القليلة التالية، نظراً لخطورة حالة بعض المصابين.
وتواجه خان شيخون وبلدات الريف الجنوبي عامة، ضعفاً كبيراً في المجال الطبي بعد استهداف جميع المراكز الطبية التي تعالج المدنيين وتدميرها، بينها مستشفى الرحمة في خان شيخون ومستشفى المركزي في عابدين والمستشفى الوطني في معرة النعمان، وعدة نقاط طبية تعرضت للقصف، مما يلقي بثقله على الأهالي وطواقم الدفاع المدني والإسعاف لنقل المصابين لمسافات بعيدة لتلقي العلاج، وبالتالي تعريض حياتهم لمخاطر الموت.
وفي حماة، تمكنت قوات النظام بحسب المرصد، من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على قرية البويضة وحاجز زلين بعد ساعات من سيطرتها على قرية المصاصنة. وطال قصف الطيران أمس، بلدات عدة بريف حماة، بحسب المرصد، في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، في محور حاجز زلين ومنطقة المصاصنة بريف حماة الشمالي، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على قرية المصاصنة، فيما لم تتمكن إلى الآن من تثبيت سيطرتها فيها، نتيجة الهجمات المعاكسة للفصائل على خلفية محاولتها استعادة السيطرة على القرية. ونقل المرصد عن مصادر قولها إن قوات النظام انسحبت أمس، من منطقتي زور المحرقة وزور الحيصة في منطقة الأزوار بريف حماة الشمالي، نتيجة لعدم قدرتها على التثبيت بسبب رصدها من قبل الفصائل نارياً، كما أكدت المصادر أن لا أحد من الطرفين سواء من الفصائل أو قوات النظام يمكنه تثبيت سيطرته في هاتين القريتين، بسبب رصدها من قبلهما، كلُّ من منطقة سيطرته المحيطة بها.
في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطائرات الحربية نفذت ضربات جوية استهدفت الحولة في حمص واللطامنة وكفر زيتا في حماة. وأشار إلى مقتل وإصابة أشخاص كثيرين في الضربات التي استهدفت الحولة. وأظهر مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي القصف الذي استهدف البلدات الثلاث، أمس.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.