الاجتماع الأممي لدعم اليمن مالياً ينطلق في جنيف اليوم

يرأسه غوتيريش ويحضره بن دغر وسفراء دول الخليج

يمني يتبضع في سوق بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
يمني يتبضع في سوق بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

الاجتماع الأممي لدعم اليمن مالياً ينطلق في جنيف اليوم

يمني يتبضع في سوق بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
يمني يتبضع في سوق بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)

ينطلق في مقر الأمم المتحدة بجنيف اليوم «اجتماع تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن» لعام 2017 برعاية سويسرية - سويدية، وبمشاركة رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر. وتنظم الأمم المتحدة ممثلة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هذا الاجتماع، برعاية سويسرية - سويدية، وبرئاسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والوكيل المساعد للأمين العام للأمم المتحدة ستيفن أوبراين.
وبمناسبة الاجتماع سيعقد رئيس الوزراء اليمني لقاءات مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة ووزيري خارجية سويسرا والسويد، ومدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والوكيل المساعد الأممي ستيفن أوبراين، ورئيس وفد اليابان وسفراء الدول الـ18 الراعية للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وسفراء الدول الخليجية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وعشية الاجتماع، استقبل بن دغر في جنيف أمس، سفراء بعثة دول مجموعة مجلس التعاون الخليج العربي، وأطلعهم على الأوضاع في اليمن وما آلت إليه جراء الانقلاب وأهم ما حققته الحكومة في تطبيع الحياة في المحافظات المحررة وتخفيف معاناة المواطنين. وأشاد بن دغر بالدور الكبير لدول مجلس التعاون الخليجي ووقوفها ومساندتها للسلطة الشرعية في اليمن والمواطن. كما أشاد بجهود سفراء مجلس التعاون بجنيف على الجهود الذي يبذلونها في دعم الملف الإغاثي والاقتصادي والحقوقي وإنجاح الدعوة الاستجابة لإغاثة اليمن.
وقال رئيس الوزراء: «نحن ودول مجلس التعاون شركاء في مرحلة حساسة من تاريخنا المعاصر، وهذه المرحلة تتطلب منا مزيداً من التعاون المشترك لحماية شعوبنا وعمقنا الجغرافي من أي اعتداء خارجي، وما حصل في اليمن هو حالة من حالات التدخل المطلق في شؤوننا الداخلية عبر انقلاب ممنهج على الشرعية الدستورية من إيران وأذرعتها في اليمن (ميليشيات الحوثي وصالح)، وعلى أثر ذلك كانت (عاصفة الحزم) وإعادة الأمل التي جاءت بطلب من الحكومة الشرعية لصد أطماع إيران ومشروعها الطائفي في المنطقة».
وعرج رئيس الوزراء، على اهتمام دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية في تبنيها الكامل للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي من شأنه أن يحقق السلام الدائم وينهي المعاناة التي يعيشها اليمنيون جراء الانقلاب. وتابع: «لقد حققت الشرعية والتحالف العربي انتصاراً في محاربة الإرهاب، وتخلصت من أفكارهم الظلامية بدعم من السعودية ومساندة دولة الإمارات العربية المتحدة، وباقي دول التحالف العربي». وقال بن دغر أيضاً: «لقد مثل التحالف العربي روح الجسد الواحد، فبرزت كل دولة بمشروعها التنموي والإغاثي والصحي والإنساني، فلعبت السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وباقي دول الخليج دوراً مثمراً في تقديم المساعدات للمواطنين في معظم أنحاء اليمن».
ولفت رئيس الوزراء اليمني إلى أن «معظم المساعدات الإنسانية التي تصل اليمن مصدرها الأشقاء وفي مقدمتهم السعودية عبر (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)».
من جهته، شكر الرئيس الدوري لبعثة دول الخليج، سفير البحرين لدى سويسرا، يوسف بوخيري، رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، على إتاحة الفرصة للقاء بسفراء بعثة التعاون الخليجي.
من جهتهم، نوه سفراء دول مجلس التعاون، إلى استعداد دول المجلس لخدمة الملف اليمني في هذه الأزمة الصعبة التي فرضتها ميليشيات الانقلاب. وقال الرئيس الدوري لبعثة دول الخليج، سفير البحرين في سويسرا، يوسف بوخيري، إن «دول المجلس هي الصدى والصوت الصادح إلى جانب الشرعية وبناء اليمن وتقديم المساعدات الفنية وبناء القدرات بما يحقق خروج اليمن من أزمتها الراهنة». كما أكد السفراء وقوف قادة دول مجلس التعاون مع اليمن ودعمه اقتصاديا وتنموياً وإغاثياً وسياسياً حتى يخرج من الظروف التي يعيشها جراء الحرب الانقلابية ومساندة السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وتأكيدها على السلام بموجب المرجعيات الأساسية للحل في اليمن والمتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.