كريم فهمي لـ«الشرق الأوسط»: فكرة فيلم «هاتولي راجل» مختلفة وليست جريئة

مؤلف وبطل الفلم: قصدي إسعاد الجمهور وارفض «خلطة السبكي»

كريم فهمي
كريم فهمي
TT

كريم فهمي لـ«الشرق الأوسط»: فكرة فيلم «هاتولي راجل» مختلفة وليست جريئة

كريم فهمي
كريم فهمي

دافع المؤلف والممثل كريم فهمي عن فيلمه الأخير «هاتولي راجل» الذي أثار الجدل في الأوساط الفنية المصرية عند عرضه في دور العرض السينمائي لجرأة فكرته حيث يتبادل الرجال وظائف النساء.
وقال فهمي الذي شارك في الفيلم ككاتب وممثل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «عكفت على كتابة سيناريو الفيلم منذ ثلاث سنوات، وكان يدور في البداية حول بطل واحد وليس ثلاثة أبطال رجال، وكنت أبحث عن نجم صف أول لتجسيد الفكرة، حتى التقيت شريف رمزي وطلب مني فكرة عمل سينمائي، فعرضت عليه هذه الفكرة ونالت إعجابه وطلب مني أن يجسدها، وقمنا على الفور بعمل جلسات عمل وطورنا الفكرة لتكون على شكل قصص يكون أبطالها ثلاثة رجال وثلاث نساء، ومن حسن حظي أن البطولة كانت جماعية وكنت بطلا منهم».
ورفض الممثل كريم فهمي الاتهامات التي وجهت للفيلم بأن فكرته جريئة عن المجتمع المصري، قائلا: «فكرة العمل مختلفة وليست جريئة»، متسائلا: «أين الجرأة؟ فلا يوجد في الفيلم مشهد فيه إسفاف أو خدش للحياء كما يدعي البعض». وتابع بقوله: «تدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي كوميدي يتحدث عن ماذا يحدث إذا حكمت السيدات هذا العالم؟ من خلال 3 علاقات على شكل فانتازيا».
وأضاف فهمي: «من الممكن أن نعالج جميع المشاكل من خلال السينما باعتبار أن ما يقدم على شاشاتها جزء من الواقع وليس كله».
ويؤكد فهمي أن اسم العمل ليس فجا، وأنه معبر جدا عن أحداث الفيلم، رغم تخوف فريق العمل منه، إلا أنه ككاتب لم يقلقه رغم أن اسمه في البداية كان «6 إلى واحد»، حتى اقترح مساعد المخرج اسم «هاتولي راجل».
ورد على الانتقادات التي تعرض لها الفيلم من قبل النقاد وقال: «قمت بكتابة العمل لإسعاد الجمهور وليس لغرض دخول مهرجانات، ولدي وجهة نظر فيما يكتبه النقاد وأراهم 3 أنواع، نقد سلبي وهذا أعده نقدا بناء، والثاني إيجابي، والثالث سب لمجرد الاعتراض دون مشاهدة الفيلم»، موجها اللوم لمن انتقدوا الفيلم دون أن يشاهدوه وقالوا إن فيه إسفافا، لافتا إلى أن «هذا ظلم كبير، لأن الفيلم نجح في تقديم كوميديا الموقف دون مبالغة أو إسفاف، وأنا مقتنع بما أقدمه ولا يشغلني هذا النوع من النقد، فالرجل يضع نفسه مكان المرأة والعكس حتى يحكم كل طرف منهم على طريقة تعامله مع الآخر إذا كانت صحيحة أم لا».
وطالب فهمي الذين انتقدوا الفيلم بأن يقوموا بكتابة عمل سينمائي واحد، وتابع بقوله: «يكفيني شهادة الجماهير التي أشادت بالفيلم والرسائل التي وصلتني عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر)».
وأوضح أن «الفيلم حقق نجاح مدويا مقارنة بالظروف التي تمر بها البلاد ووسط نوعية الأفلام التي تقدم خلال السنوات الأخيرة، بغض النظر عن الإيرادات، خاصة أن الفيلم يتحدث عن رومانتيك كوميدي ونحن نفقد هذه النوعية من الأعمال».
ونفى فهمي وجود تشابه بين أحداث الفيلم ومسلسل «حكايات بنات» الذي شارك فيه ممثلا: «لا أعتقد أنه جرى من قبل تقديم قصة تدور أحداثها حول أن العالم كله أصبح تتحكم فيه السيدات».
وعن مشاركته ممثلا قال: «استطعت أن أقدم الشخصية بشكل مختلف تماما عما قدمت من قبل، حيث أجسد شخصية ربة منزل مسؤولة عن احتياجات منزلها، وفي الوقت نفسه هي مديرة في أحد البنوك، ونرى هذه العلاقة في إطار كوميدي؛ فقد استطاعت إيمي سمير غانم تقديم شخصية الزوج بحرفية كوميدية شديدة».
وأشار فهمي إلى أنه كان يفصل بين دوره كأحد أبطال الفيلم وأنه مؤلف الفيلم، موضحا أنه كان قد انتهى من السيناريو وسلمه للمخرج ليبدأ دوره كمؤلف في الفيلم وليس مؤلفا له، لافتا إلى أنه لم يختر دوره، وأن الذي رشحه للدور هو شريف رمزي وأصر عليه رغم اختلاف الشركة المنتجة عليه، إلا أنهم في النهاية وافقوا، مؤكدا أنه يحب أن يشارك في أعمال ليست من تأليفه لأنها ستكون مريحة أكثر وسيكون التركيز على شيء واحد فقط في أثناء التصوير، فالدوران يجعلان المسؤولية مضاعفة.
وعن رأيه في الأعمال السينمائية التي تعرض حاليا، قال فهمي: «ليس لدي وجهة نظر فيها ولم أنتقدها ولم أرفض وجودها»، مطالبا من ينتقد هذه الأعمال، سواء كان فنانا أو منتجا، بأن يكون الرد بعمل فني وليس وجهة نظر كلامية، مضيفا: «خلطة المنتج أحمد السبكي في الأفلام مضمونة النجاح، لكن أرفض مشاركتي فيها ممثلا أو مؤلفا».
وكشف عن أنه بذل مجهودا كبيرا في إنتاج فيلم «هاتولي راجل»، قائلا: «في بداية العمل رفض الكثير من المنتجين الفكرة، ومنهم من قال إن الفيلم لا يصلح سينمائيا، حتى تحمس للفكرة المنتج حسين ماهر.. وهذه مغامرة تحسب له، فيجب دخول مشاريع لمواجهة ما يعرض من أعمال».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».