رزان مغربي: النجاح في بلدي له طعم آخر... وأحضّر لفيلم جديد

تشارك في تقديم النسخة الأولى من حفل جائزة الموسيقى العربية

رزان مغربي: النجاح في بلدي له طعم آخر... وأحضّر لفيلم جديد
TT

رزان مغربي: النجاح في بلدي له طعم آخر... وأحضّر لفيلم جديد

رزان مغربي: النجاح في بلدي له طعم آخر... وأحضّر لفيلم جديد

قالت الإعلامية رزان مغربي إنها سعيدة لمشاركتها في تقديم النسخة الأولى من حفل جائزة الموسيقى العربية في لبنان غدا السبت في كازينو لبنان. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تربطني علاقة عائلية وطيدة بجهاد المرّ المدير العام التنفيذي لقناة (إم تي في) وعضو مجلس إدارتها، وعندما اتصل بي طالبا منّي المشاركة في هذا الحدث الذي يجري لأول مرة في الشرق الأوسط لم أتردد بتاتا». وتابعت: «طالما قدّمت النسخات الأولى من مهرجانات عدّة وهو أمر يجذبني، كما أنني كنت أتوق للعودة إلى الساحة اللبنانية من خلال عمل إعلامي مميزّ وهذا ما حصل بالفعل». وعما إذا سيشكّل هذا الحدث بابا لعودتها من جديد على الساحة الإعلامية اللبنانية أجابت: «أتمنّى ذلك من كلّ قلبي فأنا عدت إلى لبنان بفضل ابني رام الذي سجّلته في أحد مدارس بيروت مؤقتاً، ولا أدري ما ينتظرني في المستقبل بالنسبة لعملي هنا. فعقدي مع قناة (الحياة) المصرية شارف على الانتهاء، وهناك مشاورات تجري بيني وبين عدد من المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية في الوقت نفسه، وربما أبقى في لبنان أو العكس وذلك حسب العرض الذي سأتلقّاه». وأشارت رزان مغربي التي تملك خبرة واسعة في مجال التقديم التلفزيوني بدأتها منذ أكثر من ربع قرن، إلى أنها فوجئت بالحبّ الذي يكنّه لها اللبنانيون وأنها لمست ذلك مباشرة من خلال لقاءاتها مع أناس عاديين وحتى مع زملاء إعلاميين لها. وقالت: «تملّكني شعور بالفرح عندما التقيت بأشخاص طالبوني بالعودة إلى العمل في لبنان كونهم اشتاقوا لإطلالاتي التلفزيونية فيه. ولا أذيع سرّا إذا قلت إنني أرغب في هذه العودة كون النجاح في بلدي له طعم آخر يحفّزني على تقديم الأفضل والاستمرار في مسيرتي الفنيّة».
وعن طبيعة الحفل الذي ستقدّمه قالت: «سأتشارك في تقديمه مع محمد قيس وسيحمل مفاجآت عدة كما أنه يتمّ التحضير له بسريّة، ولا سيما فيما يخص الجزء الذي يتعلّق بلحظة دخولي إلى المسرح، كما سأشارك فيه بلوحة راقصة أيضاً إذ أصرّ القيمون على الحدث بأن تحمل إطلالتي خطوطا عريضة تليق بعودتي هذه ومستوحاة من الخلفيّة المهنية الغنية التي أتمتّع بها».
وعن الفرق الذي لمسته في النجاحات التي حققتها في مصر من خلال تقديم برامج تلفزيونية ناجحة ومشاركتها في مسلسلات درامية ردّت: «النجاح الذي نحقّقه في مصر يبقى على أرضها، فيكفي أن هناك أكثر من مائة مليون شخص يتابعونك مرة واحدة على الشاشة الصغيرة، فتدخل تجربة مهنية لا تشبه غيرها كونها (تسونامي) من نوع آخر في استطاعتك أن تلمسها بلحظتها. ولكن عندما عدت إلى لبنان مؤخرا وشرعت في الاستقرار فيه، وأثناء توضيبي أغراضي للانتقال إلى منزل جديد ظهرت أمامي مقالات وفيديوهات لأعمال قديمة قدّمتها في بداياتي في تلفزيون (المستقبل) ومن ثم في محطة (إم بي سي) وغيرها من قنوات مصرية، فاسترجعت شريط حياتي بدقائق قليلة وشعرت بالحنين إلى بلدي والعودة إلى أرضه».
أحدث إطلالات رزان مغربي في لبنان كانت في عام 2012 عندما قدّمت البرنامج التلفزيوني «طنّة وغنّي» على قناة (المستقبل)، ولتعود بعدها في إطلالات قصيرة كان آخرها في برنامج «حديث البلد» مع منى أبو حمزة التي استضافتها يومها مع ابنها رام. «من الصعب علي اليوم أن استوعب (الداتا) اللبنانية كما نسمّيها في عالم الإعلام بتفاصيلها الصغيرة، فلا شك أن أمورا كثيرة تبدّلت على هذه الساحة منذ خمس سنوات حتى اليوم، ولكني أعتبر لبنان بلدا استثنائيا ويمكن وصف تحقيق النجاح فيه بغاية الصعوبة والسهولة معا، إلا أنني أحبّ العودة إلى أحضانه حاليا لا سيما وأن طعم النجاح هذه المرة ستسوده نكهة عائلية، لأن أي جديد سأحققه على أرضه سيكون بمثابة هدية أقدمها لابني رام».
بموازاة الخبرة رفيعة المستوى التي حققتها رزان مغربي في مهرجانات عالمية (تجيد التكلّم في أربع لغات)، كتلك التي شاركت فيها في موناكو ولندن وغيرها والتقت خلالها بمشاهير الفنّ في الغرب أمثال شاكيرا وريكي مارتن وغيرهما، تنقلت في برامج تلفزيونية عربية مختلفة تناولت فيها أخبار السينما والموضة والألعاب والمسابقات والغناء وغيرها، فتميّزت بحرفيتها التي أدخلتها الساحة المصرية من بابها العريض. «أحنّ كثيرا إلى تلك الحقبة من حياتي المهنية عندما كانت ممارسة الإعلام ترتكز على العمل والجهد والمسؤولية. فاليوم أشعر بأن هناك غيمة قاتمة تسود هذه الساحة وهناك ضجيج يملؤها دون جدوى. إذ صار الإعلامي يتنافس ليس مع إعلاميين محترفين فحسب بل مع جماعة الـ(بلوغر) والـ(الفاشينيستا). فتغيّر مفهوم الإعلام من ناحية وكذلك مفهوم النجومية».
وتابعت: «بالنسبة للإعلام فقد تفلّتت فيه الأمور إلى حدّ جعله مفتوحاً على عدة احتمالات لا تليق به، وكنت أتمنى إيجاد وسائل جديّة للتحكّم به من خلال ممارسة الرقابة أو القوانين التي من شأنها أن تهذّب المواد التي تقدّم فيه. فإن نرتكب الخطأ وأن نتعلّم منه هو أمر جيّد، ولكن أن يصبح نزعة نتغنى بها لهو أمر مخز».
وماذا عن أهل الفنّ اليوم مقارنة مع زملائهم في الأمس، خصوصاً وأنك عاصرت الجيلين منهما؟ «رزق الله» قد تكون الكلمة التي في إمكانها اختصار كل ما أريد قوله في هذا الموضوع. فالمسؤولية غائبة عن عدد لا يستهان به من الفنانين، غالبيتهم فقدت بريقها بعد أن استهلكتها إطلالاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي. فمفهوم النجومية بحدّ ذاته تبدّل وصار التواضع عملة نادرة بالكاد نصادفها عند بعضهم، على الرغم من أنها سائدة لدى فناني الغرب، وهي قيمة ما زال يحافظ عليها فنانون عمالقة من مصر. فعلى الفنان أن يكون مثالا يحتذى وليس العكس فإننا بذلك نعلّم الآخرين دروسا مغلوطة عن الفن عامة.» وعن الساحة الإعلامية قالت: «أصبح نشر الغسيل الوسخ فيها عنوانا رائجا وجاءت ظاهرة «الرايتنغ» لتقضي عليها بعدما كانت في الماضي حديثا جانبيا يدور في أروقة المكاتب ووراء الكواليس».
ورزان التي شاركت في مسلسلات درامية كان آخرها في «داخل نطاق الخدمة» مع غادة عبد الرازق، تستعد حاليا لتصوير فيلم سينمائي إلى جانب الممثل المصري أحمد حاتم، وهو من إخراج حسام الشاذلي. وتعلّق: «التمثيل شغفي في الحياة ولا أفكّر بتاتا بالتخلّي عنه، ولكني ادرس جيدا خطواتي في هذا المجال ولا أتردد في رفض العرض الذي لا يناسب تطلّعاتي».
أما في مجال الغناء الذي أثمر البوما واحداً بعنوان «رزان» طرحته في الأسواق في عام 2008 بالتعاون مع شركة (بلاتينيوم ريكوردز)، ولتلحقه بأغنية فردية في عام 2014 بعنوان (لو حبّي ده)، فهي لا تفكّر حاليا في تقديم أي جديد فيه لا سيما وأنه يتطلّب منها تفرغاً كبيراً، هي المنشغلة حالياً بتربية ابنها رام من ناحية وبتقديم البرامج التلفزيونية والتمثيل من ناحية ثانية.
وعن الرسالة التي ترغب في توجيهها لإعلاميي اليوم قالت: «أخاف على إعلامنا اليوم بكل وجوهه، وأتمنى أن يعي الإعلامي أمراً مهمّا وهو أن الغاية لا تبرر الوسيلة، فهو برأي يجب أن يكون الوجه المشرق للبنان وليس العكس».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».