مخزونات البنزين الأميركي تمحو «مكاسب باركيندو» للنفط

الأسعار تراجعت فور صدور تقرير معلومات الطاقة في الولايات المتحدة

مخزونات البنزين الأميركي تمحو «مكاسب باركيندو» للنفط
TT

مخزونات البنزين الأميركي تمحو «مكاسب باركيندو» للنفط

مخزونات البنزين الأميركي تمحو «مكاسب باركيندو» للنفط

بينما تسعى أوبك جاهدة للحفاظ على مكاسب اتفاق تخفيض الإنتاج، من خلال استمرار الالتزام بالحصة المتفق عليها، أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تقريراً أمس أكدت فيه ارتفاع مخزونات البنزين 1.5 مليون برميل، وهو ما هبط بأسعار النفط من 55.22 دولار إلى 53.84 دولار للبرميل في تعاملات أمس حتى الساعة 04:30 بتوقيت غرينيتش.
ورغم تفاؤل الأمين العام لمنظمة الدولة المصدرة للنفط (أوبك) محمد باركيندو، أمس، حيال «تعافي» سوق النفط، في ظل الاتفاق، الأمر الذي شجع المستثمرين في بداية جلسة أمس على زيادة مراكزهم المالية، فإن ذلك لم يشفع في المتعاملين - فيما بعد - الذين زادت عملياتهم البيعية بعد صدور التقرير الأميركي.
ورغم أن هبوط مخزونات الخام الأميركي بواقع مليون برميل في الأسبوع المنتهي في14 أبريل (نيسان)، وتراجع مخزونات الخام في نقطة التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما 778 ألف برميل، فإن التراجع كان أقل من التوقعات؛ مما عزز العمليات البيعية.
وقال باركيندو خلال أعمال مؤتمر «ملتقى الإعلام البترولي» في أبوظبي أمس: «نحن متفائلون بأن الإجراءات التي اتخذناها تضعنا على طريق تعافي السوق». مضيفا أن الاتفاق وضع الدول النفطية «في موقع المتحكم» بدل الاكتفاء «بالتفاعل مع تطورات السوق».
واتفقت دول أوبك في نوفمبر (تشرين الثاني) على خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا من الأول من يناير (كانون الثاني)، بينما وافقت الدول المنتجة خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنحو 558 ألف برميل.
ومن المقرر أن يبحث وزراء النفط في مايو (أيار) المقبل، في فيينا، إمكانية تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج، وهو ما تجنب باركيندو الحديث عنه أمس، وقال إن هذه الدول «ستتخذ قرارا يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين معا».
كانت لجنة مراقبة تطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط قد أعلنت مارس (آذار) الماضي، أن نسبة التزام الدول المنتجة بالاتفاق ارتفعت، مؤكدة دراسة تمديد الاتفاق لستة أشهر أخرى بعيد انتهائه.
ونقلت «رويترز» عن مصادر مطلعة، لم تسميها، أن أوبك تخطط لعقد لقاء مع منتجي النفط غير الأعضاء بها يوم 25 مايو وهو اليوم نفسه الذي من المقرر أن تجتمع فيه المنظمة لاتخاذ قرار بشأن تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج إلى النصف الثاني من العام.
وقالت مصادر من داخل أوبك لـ«رويترز» إن عددا من الدول الرئيسية الأعضاء في المنظمة ومن بينها السعودية أكبر مصدر للخام في العالم يدعم تمديد اتفاق خفض الإنتاج إلى النصف الثاني من العام إذا وافق على ذلك جميع المنتجين الآخرين بما في ذلك غير الأعضاء في المنظمة.
وتشير خطط عقد الاجتماعين في يوم واحد إلى تسوية الأمر على نحو أسرع مما حدث في العام الماضي عندما جرت الموافقة على الاتفاق.
وقالت المصادر إن جدول أعمال الخامس والعشرين من مايو غير نهائي وقد يتغير مع اقتراب الموعد.
وساعد الاتفاق على ارتفاع الأسعار عند مستويات 50 - 55 دولاراً، بيد أن المخزونات التي ما زالت كبيرة وزيادة إمدادات بعض المنتجين مثل الولايات المتحدة - التي لا تشارك في اتفاق تقليص الإنتاج - حدت من ارتفاع الأسعار.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.