سوريو الجولان المحتل يتظاهرون ضد إسرائيل في ذكرى الجلاء

موالون ومعارضون للنظام السوري يرفضون «تكثيف النشاط» الإسرائيلي في الهضبة

دروز قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل خرجوا في مظاهرة أمس إحياء لذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا عام 1946 رافعين صورة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي (أ.ف.ب)
دروز قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل خرجوا في مظاهرة أمس إحياء لذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا عام 1946 رافعين صورة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي (أ.ف.ب)
TT

سوريو الجولان المحتل يتظاهرون ضد إسرائيل في ذكرى الجلاء

دروز قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل خرجوا في مظاهرة أمس إحياء لذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا عام 1946 رافعين صورة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي (أ.ف.ب)
دروز قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل خرجوا في مظاهرة أمس إحياء لذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا عام 1946 رافعين صورة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي (أ.ف.ب)

تظاهر مئات من السوريين في بلدة مسعدة في الجولان السوري المحتل، أمس، في ذكرى الجلاء ورددوا هتافات مناهضة «للاحتلال» الإسرائيلي.
وتحتفل سوريا بذكرى الجلاء في 17 أبريل (نيسان) بانسحاب آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في اليوم ذاته عام 1946.
وقال ناشط في الجولان المحتل في ذكرى الجلاء، إن الموالين والمعارضين للنظام السوري، يرفضون «تكثيف النشاط» الإسرائيلي في الهضبة، وسط «الانقسام السياسي» السائد.
ورغم رفض المعارضة المشاركة في احتفالات يوم الجلاء بسبب رفع صور رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال المعارض أيمن أبو جبل، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعيش في منطقة تحت الاحتلال. الأولوية بالنسبة لنا هي العيش المشترك في مواجهته».
وأضاف: «علينا أن نبقى موحدين، سواء رحل الأسد أم بقي، على الأقل في برامج مشتركة لمواجهة إسرائيل في ظل الانقطاع التام من قبل الدولة السورية عن رعاية شؤون السوريين في الجولان».
ولفت أبو جبل إلى ندوة عقدت أمس بمناسبة ذكرى الجلاء بمشاركة من الموالاة والمعارضة للمرة الأولى منذ ست سنوات». وأوضح أن «الانقسام السياسي ترك تأثيرا على حياتنا، نحن بحاجة إلى حوار داخلي».
واعتبر أبو جبل «المشاركة في احتفالات الجلاء ورفع صور بشار (...) مبايعة وتأييدا للنظام».
وقال ناصر إبراهيم منسق المسيرة للوكالة: «بدأت مسيرات الاحتفال بالجلاء في قرى الجولان، وبعدها توجهوا إلى بلدة مسعدة» حيث أقيم مهرجان خطابي. وأضاف أن «تغيب المعارضة في الجولان عن المسيرة لم يؤثر في الحضور»، مشيرا إلى «برقيات وصلتنا من سوريا من الأب الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري وغيره».
وتحدث ناشطون من مدينة السويداء جنوب غربي سوريا، عن مظاهرة معارضة، خرجت أمس، بمناسبة عيد الجلاء تطالب بإسقاط النظام السوري.
من جهته، قال نواف البطحيش باسم السكان: «نحن أبناء الجولان السوري نؤكد استمرار مسيرة المقاومة الوطنية وتمسكنا بالهوية السورية». وأضاف أن «مصير الجولان لا تقرره مجموعة خارجة عن المسار الوطني ومهما كان حجمها فالاحتلال سيزول يوما». وندد البطحيش بـ«ما تواجهه سوريا من عدوان خارجي وقتل وتشريد من قبل العصابات المسلحة».
أما أبو جبل فقال إن «إسرائيل قامت بتكثيف نشاطاتها خلال الأزمة السورية داخل الجولان، وعمدت إلى تغيير المناهج التعليمية ووضعت أخرى مماثلة لتلك التي يدرسها الدروز داخل إسرائيل بهدف تغييب الهوية العربية السورية».
وأضاف أنها «ربطت المدارس بالأنشطة الإسرائيلية الشبابية بما فيها الخدمة المدنية والوطنية (بديلة للخدمة العسكرية لكن في مؤسسات مدنية تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية)، وتشجيع الحصول على الجنسية، وزاد عدد الذين تقدموا للحصول عليها». وبات عدد من دروز الجولان السوري يؤيدون دمج الجولان بإسرائيل. وأشار أبو جبل إلى «اتفاق بين المعارضة والموالاة على رفض المشاريع الإسرائيلية، وهناك ورشة عمل حول هذا الموضوع خلال الأسبوع» الحالي.
ويلزم القانون الإسرائيلي الرجال الدروز داخل إسرائيل الخدمة في الجيش ثلاث سنوات. وشارك وفد من عرب إسرائيل في المهرجان. وقال وصفي عبد الغني: «نحن من اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري بقيادته الوطنية (...) ذهبنا للتضامن مع الداخل السوري ومع الجولان المحتل». كما شارك وفد من مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ومنذ حرب يونيو (حزيران) 1967 تحتل الدولة العبرية نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية وأعلنت ضمها عام 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك. ولا تزال سوريا تسيطر على نحو 500 كلم مربع. وحتى يونيو 1967، كان في الجولان نحو 250 قرية ومزرعة وقرابة 150 ألف نسمة، لم يبق منهم حاليا سوى 31 ألف نسمة.
وقد أبقت إسرائيل على خمس بلدات رئيسية هي عين قنيا وبقعاتا ومسعدة ومجدل شمس، والغجر التي يسكنها علويون. ويقع قسم من بلدة الغجر في الأراضي اللبنانية.
وتقوم إسرائيل بمعالجة بعض الجرحى السوريين في الحرب ممن يصلون إلى مواقع الجيش الإسرائيلي ويتم نقلهم إلى المستشفيات في إسرائيل. ولا تزال إسرائيل وسوريا رسميا في حالة حرب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.