اليمن يتجه لمخاطبة الغرب ًإعلامياً بالإنجليزية

الأرياني: نحتاج 20 مليون دولار لإعادة هيكلة القطاع

اليمن يتجه لمخاطبة الغرب ًإعلامياً بالإنجليزية
TT

اليمن يتجه لمخاطبة الغرب ًإعلامياً بالإنجليزية

اليمن يتجه لمخاطبة الغرب ًإعلامياً بالإنجليزية

تتجه وزارة الإعلام اليمنية لإطلاق صحيفة وقناة فضائية ناطقة باللغة الإنجليزية، بهدف إطلاع المجتمع الدولي على الانتهاكات والممارسات التي يقوم بها الانقلابيون بحق الشعب اليمني.
وقال وزير الإعلام معمر الأرياني، إن هذه الخطوة تأتي ضمن أولويات الوزارة المزمع تنفيذها في المرحلة المقبلة، مؤكداً الحاجة لنحو 20 مليون دولار لإعادة هيكلة قطاعات الوزارة التي عبث بها الانقلابيون، وعودة القنوات الفضائية للبث من داخل البلاد، بعد توفير البنية التحتية لها، والمتمثلة في إيجاد أقمار صناعية وبناء استوديوهات متكاملة.
وأضاف الأرياني، أن وزارته بدأت الخطوات الأولى لتنفيذ استراتيجية لمخاطبة الغرب، من خلال إصدار وكالة الأنباء اليمنية عدداً من الأخبار باللغة الإنجليزية، فيما شرعت «قناة اليمن» الفضائية في بث برامج بعد منتصف الليل باللغة الإنجليزية، موضحاً أن نجاح هذه التجربة سيكون نقطة الانطلاق للتحول الكامل وبث قناة وصحيفة متخصصة في الشأن اليمني باللغة الإنجليزية.
وبلغ عدد الصحف الموالية للشرعية التي تصدر من داخل اليمن، بحسب وزير الإعلام، نحو 10 صحف حالياً، إضافة إلى 7 قنوات منها قناتان حكوميتان. فيما يقدر عدد العاملين في وزارة الإعلام بنحو 10 آلاف موظف في القطاعات كافة، لافتاً إلى أن 3 صحف يمنية مهمة هي صحيفة «14 أكتوبر» وصحيفة «26 سبتمبر» التابعة للجيش، و«الثورة»، ستصدر من داخل اليمن. كما تعمل الوزارة على بناء وترميم «قناة عدن» الفضائية في العاصمة المؤقتة عدن، إضافة إلى فتح مكتب لـ«قناة اليمن» في مدينة مأرب.
وأكد الأرياني، أن وزارة الإعلام لديها خطط مستقبلية، لمواصلة جهودها على المستوى الدولي في توضيح الحقائق حول انتهاكات الميليشيات، من خلال زيارة عدد من العواصم الأوروبية، وإقامة عدد من الندوات وعرض الجرائم التي تقوم بها الميليشيات، فيما تعمل على تقوية الجبهة الداخلية وتعزيزها، مع توحيد الخطاب الإعلامي مع عموم الصحافيين، وإرسال رسائل متنوعة لدول العالم عن الشعب اليمني، تؤكد أنه شعب يحب السلام ويعمل من أجله، لكن دون وجود سلاح بقبضة الميليشيات تهدد به السلم اليمني.
ولفت إلى أن الدور السعودي كان مهماً في احتضان الشعب اليمني وتحديداً الصحافيين، وكثير منهم استقر في السعودية، ومنهم من توجه إلى دول أخرى. وعلى صعيد الإعلام الحكومي استضافت السعودية القنوات الفضائية التابعة للحكومة الشرعية، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية، ومنها «قناة اليمن» و«قناة عدن» إضافة إلى الإذاعة اليمنية ووكالة الأنباء «سبأ»، ما أوجد مساحة كبيرة يعتمد عليها في بناء المستقبل وإعادة بناء قطاعات الوزارة.
وعن تحرك وزارة الإعلام، لوقف بث القنوات الفضائية الموالية للانقلابيين، قال إن تلك القنوات لا تبث عبر قمري «عرب سات»، و«نايل سات»، وإنما عبر قمر «نور سات» الذي لا يتبع جامعة الدول العربية، ولا يمكن تطبيق ما أقرته الجامعة في اجتماعها الأخير، حول وقف التجاوزات ومنع القنوات التي تتجاوز في الطرح الإعلامي.
وحول مصير الصحافيين المعتقلين، قال الأرياني، إن وزارة الإعلام خاطبت جميع المنظمات الدولية في هذا الشأن، وطالبت بأن تقوم هذه المنظمات بدورها في حماية الصحافيين المعتقلين، وهناك منظمات تجاوبت بشكل سريع مع قضية الصحافي يحيى الجبيحي، الذي أصدر الانقلابيون حكما بالإعدام بحقه، وتخاطبت بشكل مباشر مع الميليشيات ودعتهم إلى ضرورة إطلاق سراحه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.