بادرة عودة للحياة في غرب الموصل... عبر مخزن غلال

بادرة عودة للحياة في غرب الموصل... عبر مخزن غلال
TT

بادرة عودة للحياة في غرب الموصل... عبر مخزن غلال

بادرة عودة للحياة في غرب الموصل... عبر مخزن غلال

أعلنت وزارة التجارة العراقية، أمس، افتتاح مخزن غلال الموصل في غرب المدينة، الذي لا يزال تنظيم داعش يسيطر على أجزاء منه، ما يمثل أول استعادة لنشاط الدوائر الحكومية، وبادرة لعودة الحياة الطبيعية في المنطقة التي دمرتها قبضة التنظيم.
واعتبر مدير زراعة نينوى منهل متي يوسف افتتاح المخزن «فألاً حسناً وأمراً مفرحاً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الخطوة «توفّر فرصة لتسويق المنتجات الزراعية من القمح والشعير عبر المنفذ الحكومي، بعد المعاناة التي واجهتنا عقب سيطرة (داعش) على منافذ التسويق».
كان المزارعون في مناطق غرب الموصل، الواقعة خارج نطاق سيطرة «داعش»، يسوقون محاصيلهم في مخازن منطقتي الشيخان وفايدة، التابعتين لحكومة إقليم كردستان. وتوقع يوسف أن تتمكن إدارته من تسويق المنتجات الزراعية في مخازن الموصل، في حال تمكن القوات الأمنية من طرد «داعش» قبل موسم الحصاد، مطلع الشهر المقبل.
غير أنه يقر بتواضع المساحات المزروعة، خصوصاً بعد «توقف مشروعي ري الجزيرة في منطقة ربيعة، وري السلامية في منطقة النمرود، نتيجة العمليات العسكرية»، علماً بأن غالبية المناطق الزراعية في نينوى تعتمد على مياه الأمطار، وترتبط المحاصيل بمنسوب المطر.
وألقى احتلال «داعش» لأجزاء واسعة من نينوى بظلاله القاتمة على مجمل جوانب الحياة في المحافظة، إلى جانب تعرض الأنشطة الاقتصادية والزراعية فيها إلى خسائر شديدة. وبعد أن كانت نينوى تحتل المركز الأول في إنتاج محصولي القمح والشعير بين المحافظات العراقية في عام 2010، بـ275 ألف طن من القمح و250 ألف طن من الشعير، تراجع إنتاجها إلى 75 ألف طن فقط لكلا المحصولين في عام 2015، بحسب مدير الزراعة في المحافظة.
ويوضح يوسف أن الإنتاج الزراعي «تعرض للشلل عقب سيطرة (داعش)؛ كانت نينوى تسمى سلة خبز العراق نظراً إلى وفرة محاصيلها، وبعد أن كانت مساحة الحبوب المزروعة تقدر بنحو 5 ملايين دونم، بواقع مليونين للقمح و3 للشعير، تراجعت إلى زراعة مساحات صغيرة في منطقتي ربيعة وزمار، المحررتين نهاية 2015».
وإلى جانب تميز نينوى في زراعة الحبوب، عُرفت أيضاً بزراعة محاصيل البطاطا والطماطم وزهرة الشمس والزيتون. ويؤكد يوسف أن «(داعش) كان يأخذ المحاصيل الزراعية من الفلاحين المضطرين للزراعة بأسعار زهيدة، ولا نعلم كيف كان يتصرف بها»، لكن مدير تجارة الحبوب في نينوى أبلغه بوجود «غلال من القمح والشعير حالياً في مخازن الموصل».
وأعلنت وزارة التجارة افتتاح مخزن غرب الموصل «ليمارس دوره في عمليات الخزن لمحصول الحنطة، فضلاً عن الإجراءات الفنية في الفحص المختبري والتنظيف». ونقل بيانها عن مدير تجارة المواد الغذائية في الوزارة قاسم حمود أن الهيئات الفنية والهندسية «باشرت أعمالها في إصلاح الأضرار التي خلفتها أعمال إرهابية» استهدفت المخزن.
وأضاف البيان أن افتتاح المخزن «مهم جداً لجهة توفير الدعم اللوجيستي وموقع للخزن، ومن خلاله سيتم تجهيز المطاحن بالقمح لغرض بدء عملية الطحن وتجهيز العوائل داخل مدينة الموصل والأحياء القريبة، مما يوفر للمدينة الوقت والجهد والسرعة في التجهيز». وأشار إلى أن موظفين من الوزارة يجهزون في أحياء الموصل لاستئناف تقديم المفردات الغذائية (المواد المدعومة من قبل الدولة التي توزع على عموم العراقيين). كما زار بعضهم مخيمات النازحين «للاطلاع على الأوضاع الغذائية فيها، وتكليف وكلاء في المخيمات بتجهيز العائلات (بالمواد الغذائية المدعومة) مباشرة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.