«التأهيلي الطائفي» آخر الطروحات الانتخابية في لبنان بمباركة من عون

مصادر {الاشتراكي} تصفه بـ«الأرثوذكسي المقنع» وتعتبره عودة إلى الوراء

«التأهيلي الطائفي» آخر الطروحات الانتخابية في لبنان بمباركة من عون
TT

«التأهيلي الطائفي» آخر الطروحات الانتخابية في لبنان بمباركة من عون

«التأهيلي الطائفي» آخر الطروحات الانتخابية في لبنان بمباركة من عون

بعد ساعات على تعليق رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون عمل مجلس النواب تفاديا للتمديد، تقدّم مشروع قانون «التأهيلي الطائفي» في الانتخابات النيابية على غيره من الطروحات مع ما رافقه من مواقف مؤكدة على أن الأطراف اللبنانية باتت قاب قوسين من الاتفاق، وهو ما أشار إليه عون أمس، مشددا على أنه سيكون للبنانيين قانون جديد يحفظ مصلحتهم.
لكن هذه الأجواء التفاؤلية التي عكستها المعلومات، التي أشارت إلى موافقة معظم الأحزاب على الطرح الجديد، بدّدتها مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الذي أطلق سهامه عليها قائلا في حديث تلفزيوني: «مجرد الحديث عن تأهيل انتخابي على صعيد طائفي هو إلغاء للشراكة»، وكتب على حسابه على «تويتر»: «اثنان وأربعون عاماً لاحقاً (في إشارة إلى ذكرى الحرب الأهلية) يا له من عقل مريض يطل علينا بقانون انتخابي يفرز ويفرق بدل أن يقرب ويجمع».
وفي هذا الإطار، قالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس عون الذي اتخذ خطوة إنقاذية بتعليقه عمل البرلمان كان يستشرف اتفاقا وهو ما جعله يستخدم صلاحياته الدستورية مؤجلا انعقاد الجلسات لشهر ومانحا الجميع وقتا إضافيا للاتفاق على قانون جديد».
وأكّدت المصادر أن «الاتصالات مستمرة بين مختلف الأطراف وهي حقّقت تقدما في هذا الإطار» لافتة إلى أن «طرح التأهيل الطائفي واحد من الصيغ المطروحة للبحث من دون أن تنفي أن هناك اعتراضا عليه من قبل بعض الأطراف من بينها جنبلاط، قائلة: «للوزير جنبلاط ممثلون في اللجنة الوزارية التي لا تزال اجتماعاتها مفتوحة وبالتأكيد سيتم البحث في ملاحظاته». وعما إذا كان هناك إمكانية لعقد جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، بعد عطلة عيد الفصح، قالت المصادر: «علينا الانتظار لنرى نتائج المباحثات».
وقد وصفت مصادر «الحزب الاشتراكي» الذي يرأسه النائب جنبلاط، اقتراح «التأهيل الطائفي على مرحلتين على أساس القضاء» بـ«الأرثوذكسي المقنّع» في إشارة إلى القانون الذي ينص على انتخاب كل طائفة لنوابها. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن هناك مؤشرات للاتفاق على التأهيل الطائفي الذي يعيدنا قرونا إلى الوراء وسنرفضه كما رفضنا الأرثوذكسي لأننا لا نوافق على أن سلامة التمثيل تأتي بانتخاب كل طائفة نوابها مع تأكيدنا أن الأهم هو الحفاظ على التعددية والتنوع بدل المعيار الطائفي». وفي حين رأت المصادر أن مهمة الاتفاق على قانون للانتخابات خلال فترة الشهر صعبة لكنها ليست مستحيلة، قالت: «الواقع اللبناني يثبت أننا أصبحنا نجيد الرقص على حافة الهاوية بحيث ننجح في اجتراح الحلول في الربع ساعة الأخير وربّما يتحقّق هذا الأمر في موضوع قانون الانتخاب».
من جهتها، أوضحت مصادر سياسية متابعة لـ«وكالة الأنباء المركزية» أن الاتفاق على «التأهيلي الطائفي، قد يكون جزءا من (سلّة) تتضمن أيضا تعهدا بتشكيل مجلس شيوخ فينتخب هو، في الاستحقاق الذي يلي الانتخابات النيابية المنتظرة، على الأساس الأرثوذكسي، في حين تعتمد النسبية الكاملة أو الانتخاب من خارج القيد الطائفي في البرلمان، إضافة إلى إرساء اللامركزية الإدارية».
ودعت المصادر إلى رصد المواقف التي ستصدر عن «حزب الله» في المرحلة المقبلة للتثبت من حقيقة تخلّيه عن «النسبية» الكاملة، كاشفة عن أن الحزب أبلغ وزير الخارجية جبران باسيل في الساعات الماضية موافقته مبدئيا على «التأهيلي».
وبحسب المعلومات، فإن «التأهيلي الطائفي» المقترح ينص على إجراء الانتخابات على مرحلتين، الأولى وفق «قانون الستين» الحالي على أن تنتخب كل طائفة نوابها.
وفي المرحلة الثانية، وفق النسبية، ينتخب اللبنانيون نوابهم من الأسماء التي حصلت على النسبة الأعلى من الأصوات في المركزين الأول والثاني.
وكان الرئيس عون أعرب عن ارتياحه لردود الفعل التي صدرت عن القيادات السياسية ومختلف الهيئات الشعبية والنقابية، بعد القرار الذي اتخذه بتأجيل انعقاد المجلس النيابي لمدة شهر واحد، آملا في «أن تكون المهلة التي أتاحها قراره، فرصة إضافية يتم خلالها الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية يجسد تطلعات اللبنانيين وآمالهم».
وقال رئيس الجمهورية أمام زواره أمس: «سيكون للبنانيين قانون انتخابي جديد، كما التزمت في خطاب القسم، وأنا على ثقة في أن القيادات المعنية سوف تكثف اتصالاتها واجتماعاتها للوصول إلى مثل هذا القانون، الذي يحفظ مصلحة لبنان واللبنانيين من دون أي تمييز فيما بينهم، ويفسح في المجال أمام إجراء الانتخابات النيابية في المواعيد المناسبة في أجواء من الحرية والديمقراطية».
بدوره، وفي الذكرى الـ42 لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، قال رئيس الحكومة سعد الحريري: «عندما نرى أي أمر يضع بلدنا على منزلق يؤدي إلى الحرب الأهلية لا سمح الله، نقوم بكل ما يمكن لكي نمنعه». مضيفا: «على المستوى السياسي نقوم بكل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف. أنهينا الشغور في الرئاسة، أنهينا الشلل في الحكومة والمجلس النيابي وكل المؤسسات».
وفي حين أكّد وزير الثقافة غطاس خوري «أننا قاب قوسين من الوصول إلى قانون جديد وسيكون هناك انتخابات»، رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن فترة شهر فرصة كافية للتوصل إلى نتيجة منطقية وعادلة بخصوص قانون الانتخاب، وأكد أنه لم يكن هناك رفض مسبق أو موافقة مسبقة لأي مشروع من قبل الحريري، مضيفا: «وافق على النسبية وعلى التقسيمات الإدارية، كما وافق على كل ما تم التحدث فيه، من دون الالتزام، إلا إذا كان هناك صيغة نهائية وبموافقة الجميع، لكن فتح المجال للمناقشة الإيجابية في كل المواضيع».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.