السيسي يقدم العزاء للبابا تواضروس في مقر كاتدرائية الأقباط

بعد مقتل 45 شخصاً بتفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية

السيسي خلال زيارته لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بوسط القاهرة لتقديم العزاء للبابا تواضروس (أ.ف)
السيسي خلال زيارته لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بوسط القاهرة لتقديم العزاء للبابا تواضروس (أ.ف)
TT

السيسي يقدم العزاء للبابا تواضروس في مقر كاتدرائية الأقباط

السيسي خلال زيارته لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بوسط القاهرة لتقديم العزاء للبابا تواضروس (أ.ف)
السيسي خلال زيارته لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بوسط القاهرة لتقديم العزاء للبابا تواضروس (أ.ف)

زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس البابا تواضروس الثاني في مقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بوسط القاهرة، حيث قدم له العزاء في ضحايا تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية.
وأسفر التفجيران الانتحاريان، اللذان تبناهما تنظيم داعش الإرهابي، ووقعا أثناء احتفال الأقباط المصريين بأحد الشعانين، عن سقوط 45 قتيلاً.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف في بيان أن السيسي «أعرب خلال لقائه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن خالص تعازيه في مصاب مصر الأليم من ضحايا الحادثين».
وكان البابا تواضروس يحضر قداس أحد الشعانين في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية قبيل وقوع التفجير الذي استهدفها لكنه لم يصب بأذى.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة أن السيسي تعهد بأن «تبذل كل أجهزة الدولة أقصى ما في وسعها لملاحقة مرتكبي تلك الأفعال الآثمة وتقديم كل من شارك فيها للعدالة في أسرع وقت».
وأكد السيسي، وفق البيان «عزم الدولة على الاستمرار في التصدي للإرهاب والقضاء عليه»، وأشار إلى «ثقته في وعي الشعب المصري بكافة طوائفه وإدراكه لحقيقة من يدعمون الإرهاب الغاشم ودوافعهم لبث الفرقة بين أبناء الوطن».
من جانبه، أكد البابا تواضروس الثاني، بحسب المتحدث باسم الرئاسة، أن «الإرهاب لن ينجح في شق صف المصريين والنيل من وحدتهم واستقرارهم، وأن الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن هما السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة مصر والقضاء على الإرهاب».
وأدى الاعتداءان على كنيسة مار جرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، اللذان وقعا أثناء الاحتفال بأحد الشعانين، إلى تزايد القلق والغضب لدى الأقباط المصريين الذين بات لديهم شعور بأنهم مستهدفون في كل مرة يقترب فيها الاحتفال بأحد أعيادهم.
وجاء اعتداءا الأحد بعد أربعة أشهر من تفجير استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية في القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأعلنت الكنيسة القبطية الأربعاء حصر احتفالات عيد الفصح بالقداسات وإلغاء أي مظاهر احتفالية وتخصيص يوم العيد الأحد المقبل لاستقبال المعزين.
وقالت وزارة الداخلية المصرية مساء الأربعاء إنها تمكنت من تحديد هوية الانتحاري منفذ الاعتداء على كنيسة الإسكندرية، وإنها «تواصل جهودها» لتحديد هوية الانتحاري الذي نفذ تفجيراً ثانياً استهدف كنيسة في طنطا بدلتا النيل.
وأكدت الوزارة أنها تواصل جهودها كذلك لتوقيف 19 شخصاً هارباً ينتمون إلى «البؤرة الإرهابية» المسؤولة عن تفجيري الكنيستين.



مخاوف يمنية من تدمير الانقلابيين كبرى شركات الاتصالات

مقر شركة «يمن موبايل» في صنعاء (إعلام محلي)
مقر شركة «يمن موبايل» في صنعاء (إعلام محلي)
TT

مخاوف يمنية من تدمير الانقلابيين كبرى شركات الاتصالات

مقر شركة «يمن موبايل» في صنعاء (إعلام محلي)
مقر شركة «يمن موبايل» في صنعاء (إعلام محلي)

تشهد وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن دعوات واسعة لمقاطعة أكبر شركات الهاتف المحمول، وسط اتهامات لها بنهب أموال المستخدمين وتضليلهم، مع رداءة الخدمات التي تقدمها، في حين شككت مصادر في قطاع الاتصالات في صنعاء في هذه الحملة، ورأت أنها تأتي ضمن مخطط حوثي لتدمير الشركة المختلطة.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الدعوة التي يشارك فيها ناشطون حوثيون لمقاطعة شركة «يمن موبايل» التي تسيطر عليها الجماعة وتستنزف مواردها، تثير الشكوك في وجود مخطط خفي لاستغلال هذه المقاطعة لاستكمال السيطرة على الشركة وخصخصتها وتحويل ملكيتها لصالح قيادات عليا في الجماعة.

وتوضح المصادر أن شركة «يمن موبايل» شركة رسمية بمساهمة وطنية واسعة، وليست شركة خاصة أو مملوكة للدولة بشكل كامل، وأنه مع سيطرة الجماعة الحوثية على مؤسسات الدولة طوال السنوات الماضية، ظلت تبحث عن مبررات لتصفية القطاعات المختلطة ذات المساهمة الوطنية والشعبية تحت مبررات مختلفة.

وتعزز المصادر شكوكها بالإشارة إلى أن رفع أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت لم يقتصر على شركة «يمن موبايل» وحدها، بل شمل ثلاث شركات اتصالات خاصة أخرى، كانت الجماعة الحوثية قد سيطرت واستولت عليها بوسائل متعددة.

وتتساءل المصادر حول عدم شمول المقاطعة بقية الشركات، إن لم يكن هناك مخطط حوثي مرتبط بشركة «يمن موبايل» التي لا يزال جزء كبير من أسهمها مملوكاً للقطاع الخاص.

اجتماع في مايو الماضي بين قيادات حوثية لتسهيل استيراد معدات اتصالات (إعلام حوثي)

وفرضت الجماعة الحوثية على جميع شركات الاتصالات الخاصة في مناطق سيطرتها رفع أسعار الخدمات بالتوازي مع رفع أسعار خدمات «يمن موبايل» التي يزيد عدد مستخدميها على 12 مليون مشترك، وتحقق إيرادات تزيد على 470 مليون دولار سنوياً (249 مليار ريال يمني، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي 530 ريالاً)، وذلك وفقاً لآخر التقارير المالية للشركة.

تضييق الخيارات

في حين يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية معلومات حول استغناء 30 ألف مشترك يمني عن خدمات شركة «يمن موبايل»، يورد آخرون أرقاماً أقل بكثير، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذه المعلومات، خصوصاً وأن الدعوة إلى المقاطعة بدأت منذ أيام قليلة، غير أن مصادر في قطاع الاتصالات أكدت تراجع مبيعات الشركة خلال الأيام الماضية.

ووفقاً للمصادر، لا يمكن معرفة إن كان سبب هذا التراجع هو الأسعار الجديدة التي قد تجبر الكثير من المستخدمين على ترشيد استهلاكهم، ولو بشكل مؤقت، أم هو فعلاً بتأثير دعوات المقاطعة.

أواخر مارس الماضي زعم الحوثيون توزيع أعلى نسبة أرباح لشركة «يمن موبايل» (إعلام حوثي)

ويرى الباحث الاقتصادي اليمني عبد الحميد المساجدي أن حملة مقاطعة شركة «يمن موبايل» هي تعبير شعبي واضح عن الارتفاع الكبير في خدمات الاتصالات والإنترنت المقدمة من شركات الاتصالات، وجميعها خاضعة لسيطرة الحوثيين، بفعل تزايد الجبايات والإتاوات وسرقة الباقات والأرصدة، وتقليص المساحات وسوء تغطية الشبكات، إلى جانب تحول هذه الشركات أداةً للتجسس وتعقب المواطنين وملاحقتهم.

ويضيف المساجدي لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يستغلون عدم وجود بديل في مجال الاتصالات في مناطق سيطرتهم بعد استيلائهم على وزارة الاتصالات والشركات الحكومية والخاصة العاملة في تقديم خدمات الهاتف النقال، والتي تحولت وسيلةً للحشد والتعبئة والابتزاز وجمع التبرعات والأموال.

وبدلاً من أن تكون الاتصالات خدمة للمواطنين تحولت أداةَ حربٍ وجبايات، وفقاً للمساجدي، فمن الطبيعي إذن أن تكون خدماتها سيئة وأسعارها مرتفعة، وتذهب أغلب إيرادات الشركات الحكومية إلى جيوب قيادات الحوثي، وتمويل الأنشطة الطائفية والقتالية، في حين تمت السيطرة على الشركات الخاصة بشكل غير مباشر.

ويتهم الجماعة الحوثية بالتركيز والاهتمام بالجباية وجمع الأموال، ولا خيار أمام المواطنين إلا دفع الأسعار التي تحددها مقابل أسوأ خدمات اتصالات وإنترنت في العالم.

دعوات للتصعيد

لم تقتصر الزيادة السعرية لخدمات الاتصالات والإنترنت في اليمن على شركة «يمن موبايل»، فبالمثل رفعت شركتا «سبأفون» و«يو» أسعار الباقات والخدمات المقدمة للمشتركين بنسبة 40 في المائة كما جاء في إعلانات لهما على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان القيادي الحوثي صالح الشاعر استولى على شركة «سبأفون» تحت مسمى «الحارس القضائي»، بحجة ملكيتها لشخصيات وجهات مناهضة للانقلاب الحوثي، في حين ظهرت «YOU» مسمى بديلاً لشركة «MTN» التي اشتراها رجال أعمال حوثيون ومستثمرون عمانيون.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأشخاص يعملون على نزع شرائح الاتصال الخاصة بشركة «يمن موبايل» من هواتفهم وإتلافها، في حين ألَّف آخرون أغاني وقاموا بتلحينها وغنائها وبثها، وتبادل رواد هذه المواقع عبارات وقصصاً تتهكم بالشركة وتتهمها بسرقة أموالهم وأرصدتهم.

ومن ضمن العبارات التهكمية التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حول تعمد الشركة سلب أموالهم أنها إذا لم تجد لدى المشترك رصيداً لنهبه، يمكن أن تسلبه وجباته اليومية أو وقود سيارته من خلال الهاتف، في إشارة إلى اختفاء أرصدتهم من دون استخدامهم لها.