إدوارد إيننفول... أول رجل يترأس مجلة «فوغ» منذ قرن

لأول مرة في تاريخ مجلة «فوغ» البريطانية، الممتد لأكثر من قرن من الزمن، تم اختيار رجل لرئاسة تحريرها، وأي رجل؟. فإدوارد إيننفول ليس اختيارا عاديا بكل المقاييس. فإلى جانب جنسه وكونه ينحدر من جذور أفريقية، فإنه لا ينتمي إلى الطبقة المخملية البريطانية التي تحتضنها في العادة المجلات البراقة العريقة، من فوغ إلى تاتلر وفانيتي فير» بعد التخرج.
في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وعندما أعلنت ألكساندرا شولمان استقالتها بعد 25 عام كرئيسة للمجلة، فإنه لا أحد توقع أن يكون رجلا وأسود لا ينتمي إلى هذه الطبقة هو من سيتسلم المشعل منها.
لكن كل من يعرف إدوارد إيننفول، الذي ولد في غانا منذ 44 عاما، متحمس له ويعرف أنه خيار مثالي في الوقت الحالي، ليس لجذوره أو لونه أو جنسه بل لأنه فرض نفسه على ساحة الموضة كشاب له نظرة واضحة لا يحيد عنها مهما تطلب الأمر من مُجازفة وتمرد على التابوهات. ثم إن هذه النظرة تُحسب له لأنه يستطيع من خلالها جس نبض الشارع وقراءة التغييرات الاجتماعية التي يمر بها العصر وترجمتها بقوة من خلال جلسات تصوير تحكي ألف حكاية. أكبر دليل على هذا أعماله الناجحة مع الراحلة فرانكا سوزاني، رئيسة تحرير «فوغ» الإيطالية. فهو من كان وراء العدد الذي تصدرت غلافه مجموعة من العارضات السمراوات في عام 2008، مثلا، متحديا فيه النظرة التقليدية للجمال وفي الوقت ذاته محققا للمجلة مبيعات غير متوقعة. فقد أصبح العدد الأكثر مبيعا في تاريخها، وأعيد طبع 40.000 نسخة منه نتيجة الإقبال عليه.
سيرته الذاتية أيضا غنية، فقد تعاون مع مجلة «فوغ» الإيطالية، كما عمل كمدير الموضة والستايل في مجلة «دبليو»، وله علاقات قوية مع أشهر مصوري الموضة العالميين. ولأن قوته تكمن في التصوير لا في الكتابة، عكس ألكسندار شولمان، رئيسة تحرير المجلة السابقة، فإن المتوقع أننا سنشهد تغييرا جذريا في أعدادها المقبلة، فيما يراه البعض تغييرا في سياسة مجموعة «كوندي ناست» ككل.
ومع ذلك يبقى أهم ما يُميز إدوارد إيننفول، برأي كل المتحمسين له، إضافة إلى قدرته على جس نبض الشارع وترجمته بأسلوب متميز في جلسات التصوير التي يتولاها، رفضه لما يجري بداخل عالم الموضة من استبعاد السمراوات وتهميشهن. فقد كان دائما ينادي بالتغيير الجذري عوض الاستعانة بعارضة سمراء في حملة ترويجية يتيمة، وأخرى في عرض أزياء «لأن هذا لن يحل المشكلة.. يجب تغيير ثقافة الموضة من الداخل بتوظيف سود في جوانب مختلفة منها قبل أن نقول بأن هناك تغييرا»، حسب ما صرح به في مناسبات كثيرة.
الطريف أن «فوغ» النسخة البريطانية التي سيتولاها لم تكن متحمسة كثيرا لتصوير عارضات سمراوات. فقد ظهرت العارضة جوردان دون على غلافها في عام 2015 بعد ناعومي كامبل التي تصدرت عددا في عام 2002.