الكنيسة القبطية تحصر احتفالات الفصح بالقداديس بعد اعتداءي طنطا والإسكندرية

خصصت الأحد للتعازي

الكنيسة القبطية تحصر احتفالات الفصح بالقداديس بعد اعتداءي طنطا والإسكندرية
TT

الكنيسة القبطية تحصر احتفالات الفصح بالقداديس بعد اعتداءي طنطا والإسكندرية

الكنيسة القبطية تحصر احتفالات الفصح بالقداديس بعد اعتداءي طنطا والإسكندرية

قررت الكنيسة القبطية في مصر حصر احتفالات عيد الفصح بالقداديس عبر أنحاء البلاد، لاغية بذلك أية مظاهر احتفالية أو استقبال للمهنئين وخصصت يوم الأحد لاستقبال المعزين بعد اعتداءين داميين ضد كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية الأحد الماضي أوقعا 45 قتيلاً.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي «هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية»، في أسوأ اعتداءات ضد الأقباط منذ سنوات، كاشفاً أن انتحاريين اثنين نفذاهما فيما كان الأقباط يحتفلون بأحد السعف (الشعانين).
وقبل أربعة أشهر فجر انتحاري نفسه في كنيسة القديسين بطرس وبولس في القاهرة ما أسفر عن سقوط 29 قتيلا. لكن الكنيسة لم تتخذ قرارا مماثلا آنذاك.
وقالت الكنيسة في بيان نشر على صفحة الناطق باسمها على «فيسبوك» فجر الأربعاء: «نظراً للظروف الحاضرة ومشاركةً مع المتألمين من أسر الشهداء والمصابين، ومع حلول عيد القيامة المجيد.. سوف نكتفي بصلوات القداس ليلة العيد والاحتفال الطقسي في الكنائس والأبرشيات».
وأضاف البيان: «يخصص يوم العيد (الأحد) لتلقي التعازي من أبناء الشعب المصري».
ويقام قداس عيد الفصح في مصر مساء السبت المقبل قبل ساعات من الاحتفال بالعيد الأحد.
وقال وكيل البطريركية الأرثوذكسية القمص سيرجيوس لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنكتفي بصلاة القداس فقط دون أي مظاهر احتفالية. لن نستقبل مهنئين بالعيد. نرحب فقط بالمعزين».
وأضاف سيرجيوس أن «القرار طبيعي. لم نكمل أسبوعاً واحداً منذ دفنا شهداءنا في طنطا والإسكندرية».
وأشار سيرجيوس إلى أنه لن يتم تعليق أي أنوار أو إضاءة أو زينة احتفالية في الكنائس عبر البلاد كما لم يتم فتح غرف الاستقبال أمام المهنئين كما هو معتاد في الأعياد.
واعتاد البابا نفسه توزيع بعض الحلوى والشوكولاته أثناء استقباله التهاني بالعيد من المصلين بعد القداس، وهو ما سيتم إلغاؤه أيضاً بحسب سيرجيوس.
ويخيم الحزن والقلق والتوتر على المجتمعات القبطية في مصر بعد ثلاثة تفجيرات دامية أسقطت 74 قتيلاً وعشرات الجرحى في غضون أربعة أشهر.
وقال القمص سيرجيوس إنه «جاري التنسيق مع الأمن لزيادة تأمين الكنائس قبيل العيد».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.